الخليل - خاص قُدس الإخبارية: تصرخ الشهيدة سارة طرايرة: "شو سويت؟"، قبل أن تلفظ أنفاسها وتنتهي حياتها برصاص جنود الاحتلال قرب أبواب المسجد الإبراهيمي في الخليل. هذا ما أظهره مقطع فيديو وثقه الناشط "أبو عماد جابر" اليوم، والذي روى لنا بعض تفاصيل إعدام الشهيدة في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان.
الجريمة وقعت صباح اليوم قبيل حلول عيد الفطر، والضحية أم حامل من بلدة بني نعيم قضاء الخليل، أما الذنب فكما يزعم جنود الاحتلال أن الشهيدة أرادت تنفيذ عملية طعن. وهو ما حاولنا البحث عن تفاصيله بالاتصال مع الناشط "أبو عماد" الذي تواجد لحظة الإعدام، ووثق اللحظات الأولى بالفيديو.
وقال أبو عماد إن الشهيدة دخلت إلى المسجد الإبراهيمي للصلاة بعد أن خضعت لكل إجراءات التفتيش الاعتيادية على الأجهزة التي يقيمها جيش الاحتلال عند أبواب المسجد، ثم أثناء خروجها طُلب منها التوقف للتفتيش.
وبين أبو عماد، أن جنود الاحتلال اصطحبوا الشهيدة إلى غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها (مترينxمتر ونصف)، وقد رافقتهم خلال ذلك موظفة من الأوقاف، قبل أن يطلبوا منها التوقف والعودة ويتابعوا هم اصطحابهم للشهيدة إلى الغرفة.
وأضاف لـ قُدس الإخبارية، أن مجموعة من الجنود بقوا واقفين في الخارج، فيما دخلت مجندة واحدة مع الشهيدة إلى الغرفة، وهناك لم يستطع لا هو ولا سواه من المتواجدين في المنطقة معرفة ما يدور في الداخل، قبل أن يُفاجأ الجميع بأصوات صراخ وخروج المجندة مسرعة من الغرفة وبيدها قنبلة غاز الفلفل، ثم إطلاق أربع رصاصات على الشهيدة وهي داخلها.
ويبدأ مقطع الفيديو منذ لحظة الصراخ وخروج المجندة ثم إطلاق النار، ويُسمع في الثواني الأولى منه بعد إطلاق الرصاص صوت الشهيدة سارة وهي تصرخ سائلة: "شو سويت؟!"، إلا أن أبو عماد أكد أنه لم يستطع تمييز الصوت الذي سمعه إن كان للمجندة أو الشهيدة، إذ انشغل حينها بتوثيق اللحظات العصيبة.
لكن أبو عماد لا يستبعد أن يكون الصراخ من الشهيدة سارة، إذ يؤكد أنه شاهد المجندة تحمل قنبلة غاز الفلفل في يدها لحظة خروجها مسرعة من الغرفة، ما يشير إلى رشها الغاز في وجه الشهيدة، قبل إطلاق الرصاص، ثم إطلاق عدة رصاصات عليها فارقت على إثرها الحياة بعد وقت قصير.
وأضاف، أن قوات الاحتلال استدعت تعزيزات إلى المنطقة وأغلقتها تماما، ومنعت اقتراب أي أحد سواء من الطواقم الطبية أو النشطاء منها، موضحا أنه حاول توثيق بعض اللحظات قرب الشهيدة لكنه تعرض لسيل من الشتائم النابية من قبل الجنود، وتم إفشال محاولاته بالقوة.
ويتساءل أبو عماد: "كيف دخلت سارة إلى المسجد الإبراهيمي إن كانت تخفي سكينا؟ وكيف لم تكشفها كل الأجهزة المتطورة هناك؟ ثم لماذا لم يحاول الجنود الأربعة السيطرة عليها بدلا من إطلاق الرصاص عليها؟ خاصة أنه كان بالإمكان حصارها داخل الغرفة".
تجدر الإشارة إلى أن الشهيدة سارة متزوجة وكانت لحظة إطلاق الرصاص عليها حامل، وهي ثالث شهداء بلدة بني نعيم خلال شهر رمضان المبارك، إذ سبقتها الجمعة الماضية الشهيدة مجد الخضور، وأمس الشهيد محمد طرايرة، بعد تنفيذ المجد عملية دهس قرب "كريات أربع"، وتنفيذ محمد عملية طعن داخل مستوطنة مجاورة لـ"كريات أربع" أيضا.