الضفة الغربية – قُدس الإخبارية: أثارت ليلة الأربعاء/الخميس الدامية في الضفة الغربية أسفا فلسطينيا وهجوما حادا على المتورطين في أحداث العنف، إلى جانب تساؤلات في صيغة النقد اللاذع وجهت للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، في ظل استخدام السلاح بقوة في الشجارات التي حدثت، ما أودى بحياة خمسة أشخاص بينهم عنصرين في الأجهزة الأمنية.
وقتل في يعبد بجنين وفي مدينة نابلس خمسة أشخاص بالرصاص الليلة الماضية، وأصيب عدد آخر في الموقعين. كما تكرر الأمر ذاته أيضا في سعير بالخليل وأفضى لإصابة شاب، فيما تواردت أنباء عن استخدام السلاح الناري أيضا في الشجارين اللذين وقعا في إذنا والظاهرية أيضا. حدث كل ذلك تزامنا خلال ساعات الليلة الماضية.
هذا الكم من السلاح، والرصاص الذي أُطلق وأفضى إلى قتلى ومصابين، دفع الفلسطينيين للتساؤل (عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا موقع فيسبوك) عن دور الأجهزة الأمنية في السيطرة على "فلتان السلاح"، في الوقت الذي يعتقل فيه الأمن نشطاء سياسيين بتهمة حيازتهم أسلحة.
وعاد الفلسطينيون بذاكرتهم إلى المعلومات التي كشفت عنها شخصيات فلسطينية رفيعة، مثل الرئيس محمود عباس واللواء ماجد فرج مدير المخابرات، عن إحباط عمليات ضد الاحتلال، ومصادرة أسلحة وسكاكين من الطلاب في المدارس. وتساءلوا عن أسباب عدم قيام الأمن بهذا الدور لمنع وقوع شجارات عائلية دامية، وعدم مصادرته الأسلحة النارية التي تستخدم في مثل هذه الشجارات من حين لآخر وتفضي لقتلى.
وتحدث المحامي وائل الحزم من نابلس، في مقطع فيديو عبر فيسبوك، عن ما قال إنها تجاوزات في الجهاز القضائي والشرطة، وتسببت في الأحداث الدامية التي وقعت الليلة الماضية، مضيفا، "الواسطات نخرت الجهاز القضائي والنيابة العامة".
وقال الحزم، إنه وُكِّل في قضية حرق سيارة وإطلاق نار، وكانت نتيجتها حبس المتهمين 10 أيام ثم الإفراج عنهم، بينما يبقى أحد المتهمين فارا من وجه العدالة حتى الآن، بعد مرور عام على الحادثة.
وتحدث أيضا عن قضية أخرى وُكِّل فيها دفاعا عن شاب تعرض للضرب الذي استدعى إقامته ليومين في المستشفى لتلقي العلاج، إضافة لإحراق سيارته، إلا أن المتهمين في القضية عرضوا على المحكمة ولم يتم احتجاز أي منهم.
وإلى جانب ما تحدث به الحزم، كان نشطاء وصحفيون يشيرون إلى "النجاحات" التي حققتها أجهزة الأمن في إفشال عمليات المقاومة، ومصادرة سلاح مقاومين، حسب ما أعلنته المصادر الرسمية، متسائلين عن هذه "النجاحات" في التعامل مع سلاح الثأر والانتقام.
ورصدت شبكة قدس الإخبارية جانبا من التعليقات والانتقادات التي نشرت عبر موقع فيسبوك حول هذه القضية.