شبكة قدس الإخبارية

جريمة غير مسبوقة بالأقصى ودعوات لشد الرحال

وضاح عيد

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: أثار اقتحام عدد من المستوطنين محميين بقوات خاصة من شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى اليوم الأحد أول أيام العشر الأواخر من رمضان حفيظة المصلين والمعتكفين داخل الأقصى مما جعل ردة فعلهم قوية، خصوصا بعد شروع قوات الاحتلال بالاعتداء على الشبان والمعتكفين داخل الأقصى واقتحامها للمصلى القبلي واعتقال عدد من الشبان المعتكفين بداخله.

هذه المشاهد أعادت المصلين والمرابطين داخل الأقصى للعام الماضي عندما اقتحمت قوات كبيرة المسجد الأقصى وحاصرت عددا من المصلين داخله بعد إغلاقه وإطلاق الرصاص المعدني المغلف وقنابل الغاز داخل المسجد مما أدى لإصابة عدد من الشبان بالاختناق الشديد، فأثارت هذه المشاهد حفيظة المصلين اليوم داخل الأقصى فكانت قادرة على إثارة الرعب لدى المستوطنين وجنود الاحتلال.

سابقة خطيرة

قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى الشيخ الدكتور عكرمة صبري: "إن إقدام قوات الاحتلال والمستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان يعتبر سابقة خطيرة يجب التصدي لها".

وأوضح صبري في حديث مع شبكة قدس أن خصوصية شهر رمضان للمسلمين والمسجد الأقصى يحتم على غير المسلمين التوقف عن دخول المسجد، وهذا ما كان عليه الوضع في السنوات الماضية باستثناء العام الماضي الذي شهد انتهاكات مشابهة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الذين اعتدوا على المصلين من الرجال والنساء بالضرب وإطلاق النار، واعتقال عدد منهم".

وأضاف صبري أن هذا "الاقتحام من قبل قوات الاحتلال لباحات الأقصى واعتدائها على المصلين داخل المصلى القبلي وفي باحات المسجد صباح اليوم الأحد، عمل مستنكر ومرفوض ويجب مواجهته".

وأشار صبري إلى أن المستوطنين وجنود الاحتلال خرقوا صباح اليوم من كان متفق عليه خلال السنوات الماضية بعدم اقتحام الأقصى خلال شهر رمضان وخصوصا الأيام العشر الأواخر من الشهر الفضيل

 وأشاد صبري بردة فعل المعتكفين والمصلين داخل الأقصى على هذه الانتهاكات بحق الأقصى والمصلين من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين".

وأوضح أن تكبير المصلين وتهليلهم في ردهم على تدنيس الأقصى من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال أفزع قوات الاحتلال قبل المستوطنين، فكانت ردة فعلهم باستخدام القوة والعنف ضد المعتكفين العزل، وإطلاق الغاز والرصاص المغلف عليهم، وهو ما يؤكد على عنجهية الاحتلال وتعمده استفزاز المصلين في هذه الأيام".

تنديد ودعوات لشد الرحال

من جهتها قالت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات: "إن الاعتداءات التي اقترفتها قوات الاحتلال والمستوطنون في الأقصى اليوم ما هي إلا إمعان في انتهاك حرمة المسجد الاقصى وحرمة الشهر الفضيل".

ونددت الهيئة في بيانها "بالاستهتار الاسرائيلي بحرية الاديان في القدس المحتلة، حيث يتم السماح بدخول المستوطنين للمسجد المبارك على الرغم من وجود آلاف المصلين وتأديتهم للصلاة، ضاربة بعرض الحائط بكافة المواثيق والاعراف والقوانين الدولية الداعية الى احترام المقدسات".

كما وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور يوسف ادعيس بهذه الانتهاكات، وقال: "إن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع جديد في الأقصى، من خلال السماح للمستوطنين باقتحام المسجد في العشر الأواخر من رمضان وهذه الأيام هي أيام الاعتكاف بالأقصى ومن المعروف أن شرطة الاحتلال توقف برنامج الاقتحامات والسياحة الخارجية خلال هذه الفترة".

وأضاف أن "الاحتلال وعبر سلسلة الاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى، وفرضها للحصار عليه، وتفتيش كل من يدخله وتحديدها لسن معين للمصلين، وتدخلها بشؤونه، وممارسة سياسة التضليل، وتزويرها للتراث العربي الاسلامي، ناهيك عن الجديد القديم من حفرياتها أسفل ومحيط الأقصى تحاول جاهدة الانقضاض عليه، والسيطرة التامة عليه".

من جانبه دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك محمد حسين كل من يستطيع الوصول  إلى القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك أن يتحركوا إليهما "من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

وحذر حسين من عواقب هذه الانتهاكات "التي تسيء إلى مشاعر المسلمين في العالم كله"، ودعا الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة اليونسكو، والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع إلى حماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الفلسطينية، والتدخل الفوري والسريع لوقف الاعتداءات المتزايدة على المسجد الأقصى المبارك وحراسه والمرابطين فيه".