ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: زعمت أجهزة الاحتلال الأمنية أنها تمكنت من اعتقال خلية للمقاومة في منطقة القدس المحتلة تتهمها بالمسؤولية عن تفجير العبوات الناسفة التي زرعت قرب حاجز حزما شمال القدس المحتلة قبل عدة أسابيع، وأسفرت عن إصابة عدد من جنود الاحتلال بينهم ضباط كبير أصيب بجراح بالغة، لينكشف بعد ساعات كذب مخابرات الاحتلال حول القضية والأشخاص الذين تتهمهم بالمسؤولية عن العملية.
وكان بيان لمخابرات الاحتلال قد زعم أن الخلية المكونة من 5 أفراد 3 منهم أطباء أسنان شاركوا في التخطيط والتنفيذ للعملية، وقد اعتقلوا جميعا بعد العملية بعدة أيام.
وأوضحت أن المعتقلين هم الدكتور سامر محمود داوود حلبية من مواليد عام ١٩٨٠ وهو من سكان بلدة ابو ديس هو من قام بزرع العبوات وتفجيرها، والدكتور دجانة فايز جنيل نبهان من مواليد ١٩٨٠ من سكان مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة وهو طبيب أسنان أيضا، عمل كمساعد في العملية، ومحمود داوود شحادة حلبية، من مواليد ١٩٥٢ من سكان ابو ديس شرق القدس ويعمل كممرض في مشفى وهو والد المنفذ الرئيسي، والدكتور داوود شحادة محمود حلبية من مواليد عام ١٩٧٤ من سكان بلدة أبو ديس، وهو طبيب أسنان شقيق المنفذ الرئيسي وعمل كمساعد في العملية، والشاب شادي محمد احمد محسن مواليد ١٩٨٤ من سكان ابو ديس شرق القدس وهو احد أقارب المنفذ الرئيسي وعمل كمساعد في العملية.
وكشف بيان مخابرات الاحتلال أن الخلية كانت تخطط بالإضافة إلى عمليات زرع العبوات الناسفة لتنفيذ عمليات إطلاق نار وعمليات استشهادية في القدس المحتلة خلال شهر رمضان الجاري.
انكشاف كذبة الشاباك
وبعد ساعات قليلة يتبين أن رواية مخابرات الاحتلال محض كذب، وكانت في سياق لمحاولة تسجيل انتصارات وهمية أمام الإسرائيليين بعد اهتزاز صورتها أمامهم في أعقاب الخرق الأمني الذي حققته عملية تل أبيب قبل عدة أيام.
وكذبت عائلات المعتقلين الذين زعم الشاباك اعتقالهم بتهمة المسؤولية عن العملية، وخلافا لمزاعم جهاز “الشاباك” جاء الإفراج عن اثنين من أعضاء الخلية المزعومة ليؤكد أن كذبة ما تقف خلف رواية الاحتلال، وهو ما تحدثت عنه العائلة لـ شبكة قدس الإخبارية، اليوم الاثنين.
ويتبين من حديث العائلة أن سلطات الاحتلال أفرجت قبل أكثر من شهر عن محمود حلبية والد سامر وداود، وذلك بعد أسبوعين من اعتقاله، مقابل كفالة مالية بقيمة 10 آلاف شيقل، ليطرح ذلك تساؤلات كبيرة حول صحة مزاعم الاحتلال بمسؤولية الأب ونجليه عن العملية بشكل رئيسي.
ثم جاء الإفراج عن داوود في وقت متأخر من مساء الأحد، ليؤكد من جديد كذب المزاعم الإسرائيلية، كون داوود هو شقيق سامر المنفذ الرئيسي المزعوم للعملية، والمتهم بمساعدة شقيقه في زرع العبوة، ما يطرح سؤالا آخر حول كيفية الإفراج عن شخص متهم بالمشاركة في تفجير عبوة ناسفة أدت لإصابة جنود.
وقال عبدالله أبو هلال من أقارب عائلة حلبية لـ قُدس الإخبارية، إن داوود أُفرج عنه مقابل كفالة بقيمة 40 ألف شيكل، وكفالة شخصين يحملون الهويّات الزرقاء، موضحا أن قوات الاحتلال كانت قد أفرجت عنه قبل شهر رمضان بكفالة مالية قدرها 10 آلاف شيكل، ثم أعادت اعتقاله.
وأفاد أبو هلال، بأن قوات الاحتلال قررت أيضا الإفراج عن الشاب محسن مقابل كفالة مالية، لكنها لم تنفذ القرار بعد نظرًا لتأخر إجراءات الكفالة وإحضار الكفلاء وانطباق الشروط عليهم، بحيث يكونان من سكان مدينة القدس ويحملان الهوية الزرقاء.
وأوضح أبو هلال، أن سلطات الاحتلال لم توجّه لائحة اتهام رسمية للمعتقلين الخمسة، نافيا بشدة مزاعم “الشاباك”، ومؤكدا أن سلطات الاحتلال كانت تعتقل الأشخاص الخمسة بتهمة “تضليل مجرى العدالة”.
وأضاف، أن “محمود وداوود وشادي ودجانة” اعتقلوا بسبب الاشتباه بهم لا أكثر، كونهم توجهوا للعيادة الطبية التي تخص محمود وسامر في كفر عقب شمال القدس، وقد شاهدتهم قوات الاحتلال عبر كاميرات المراقبة يتحركون معا فاعتقلتهم للتحقيق معهم.
وأكد أبو هلال أن سلطات الاحتلال لم تستطع توجيه أي تهمة لهم لافتقارها الأدلة حول ذلك، موضحا أنه من خلال التحقيق يُتوقع الإفراج عن المعتقلين المتبقين خلال الساعات المقبلة، لعدم وجود أي علاقة لهم بالعملية.
وسبق أن أعلنت سلطات الاحتلال عن اعتقال أشخاص بتهمة تنفيذ عمليات للمقاومة أو المشاركة فيها، وهو ما رصدته شبكة قدس الإخبارية في تقرير خاص، ثم وجهت لهم أحكام اعتقال إدارية أو أفرجت عنهم، وهو ما يرجعه محللون ومختصون إلى محاولات الاحتلال تهدئة شعبه وطمأنته بأنه يعتقل منفذي العمليات ويسيطر على الأمن.
وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت بقوة من جيش الاحتلال كانت تتمركز بالقرب من حاجز حزما شمال القدس المحتلة، ما أسفر عن إصابة عدد من جنود الاحتلال بجراح مختلفة بينهم ضابط كبير أصيب بجراح بالغة، وفرضت قوات الاحتلال على إثر العملية إغلاقا شاملا على بلدة حزما القريبة من العملية لعدة أيام وشنت حملات اعتقال في صفوف الشبان، شملت عددا من الشبان في المناطق المجاورة بحثا عن طرف.