شبكة قدس الإخبارية

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. نعمة لـ"إسرائيل" ونقمة عليها.. لماذا؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: اختلفت آراء المحللين والمعلقين السياسيين الإسرائيليين حول أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الإسرائيلي، فمنهم من اعتبر هذا الخروج لصالح "إسرائيل" على اعتبار أن ذلك سيخفف الضغط السياسي الواقع عليها في إطار محاولا الغرب الأوروبي تمرير بعض المشاريع السياسية التي لا تريحها في إطار جهود أوروبا لإحياء عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية، في حين اعتبر البعض الآخر هذا الخروج سيكون نقمة على "إسرائيل" التي خسرت حليفا قويا لطالما ناصرها ودافع عنها وعما تفعله بالفلسطينيين في مؤسسات الاتحاد الاوروبي.

وبحسب المراقبين الإسرائيليين فإنه خروج بريطانيا في نهاية المطاف لم تكن "إسرائيل" تعد له العدة ولم تدرس بشكل صريح أثر هذا الخروج في حال حصل على مكانتها في الغرب الأوروبي الذي بدأ يتململ في وجه ممارساتها التي اعتبرتها العديد من دول الاتحاد انتهاكا يجب وقفه.

مخاطر سياسية واقتصادية

موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي أكد على أن "إسرائيل" تفاجأت صباح أمس الجمعة بهذا التطور السريع، الذي لم تحسب له حسابا مسبقا، لإدراكها تماما أن هذا الخروج سيكون له تأثير مباشر عليها، خصوصا من الناحية الاقتصادية.

بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي، يقول الموقع هناك ارتدادات سياسية، على "إسرائيل" خصوصا بعد استقالة رئيس الوزراء البريطاني "كاميرون" الذي يعتبر صديقا حميما لها.

ويضيف الموقع "كاميرون أعلن وفي أكثر من مناسبة أنه سيبذل كل جهد له لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من أجل مساعدة إسرائيل والحؤول دون اتخاذ خطوات ضدها في مؤسسات الاتحاد، وبدون بريطانيا في الاتحاد الأوروبي فإن إسرائيل تخسر دولة صديقة لها".

ويوضح الموقع أن "الأثر الاقتصادي يكمن في أن الخروج سيسفر عنه بعض المعطيات الاقتصادية غير المطمئنة لإسرائيل الناجمة عن حالة عدم الاستقرار في دول الاتحاد التي تربطها معها علاقات تجارية عملاقة".

ويشير الموقع إلى ما نسبته 44% من التجارة الخارجية الإسرائيلية هي مع الاتحاد الأوروبي، وخروج بريطانيا سيحتم على "إسرائيل" الاستعداد لأي سيناريوهات قد تكون مفاجئة بسبب هذا الحدث.

"إسرائيل" أكبر المستفيدين

صحيفة "يديعوت أحرونوت" ترى رأيا مخالفا، قائلة في مقالة لها: "إن أكبر المستفيدين من هذا الخروج البريطاني هو "إسرائيل"، حيث أن خروج لندن سيؤدى بطبيعة الحال إلى إضعاف الاتحاد في مواجهة "إسرائيل".

وأوضحت الصحيفة أنه وبالرغم من العلاقات القوية التي تربط "إسرائيل" ببريطانيا إلا أنها كانت أولى الدول التي دعت إلى مقاطعة "إسرائيل" من خلال وضع علامات على منتجات المستوطنات، وهي من سحبت العديد من دول الاتحاد لتحذو حذوها في هذا المجال، وهذا الخروج سيؤدي بالحتم إلى تراجع دول الاتحاد فيما يتعلق بـمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

كما أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من ممارسة ضغوطات على "إسرائيل" فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس المحتلتين".

وأكدت الصحيفة أن أهم حسنات خروج بريطانيا بالنسبة لإسرائيل هو توقف الضغوط الأوروبية على "إسرائيل" للقبول بالمبادرة الفرنسية كونها دولة عظمى في الاتحاد ولها تأثير كبير على قراراته.

ونوهت الصحيفة إلى أن خروج بريطانيا سيؤدى إلى ظهور قوى عظمى جديدة مثل المانيا التي تعد من أكبر الدول الأوربية الحليفة لـ"إسرائيل" والتي تمدها عسكريا واقتصاديا.