شبكة قدس الإخبارية

التطهير العرقي سياسة إسرائيلية آخذة في التصاعد

آسا ينستانلي

"إسرائيل" هي الدولة التي لا يمكن للمجازر أو التطهير العرقي أن يختفي منها أبداً. بات معروفاً ما تسببت به أحداث النكبة في عامي 1947 و1948، وما ترافق معها من تهجير لما يزيد عن 750 ألف فلسطيني لتقوم على أنقاض قراهم "إسرائيل".

تم محو فلسطين عن الخريطة تماماً وأرسل اللاجئون إلى المنافي في البلدان المجاورة ولم يسمح لهم حتى الآن بالعودة.

ومنذ أن قامت بالتطهير العرقي الواسع ذاك، ضلعت "إسرائيل" في تنفيذ مخطط لإزالة السكان بشكل تدريجي وبطيء، وكلما نمت "إسرائيل" أكثر طردت الفلسطينيين أكثر.

تبنى المستوطنات لليهود فقط على الأراضي الفلسطينية المصادرة، وفي كثير من الأحيان يأخذ المستوطنون زمام المبادرة دون أي إشعار حكومي، وكثيراً ما حدث ذلك في القدس والخليل. المحاكم الإسرائيلية في هذه الحالات تعمل بأثر رجعي وتعود لترخص هذه السرقة والعدوان.

في كلا الحالتين الموضوع سيان للفلسطينيين، وهو تطهير عرقي بشكل أو بآخر، يرفض الفلسطينيون الخوف ويقاومون كل يوم لإحباط المشروع الاستيطاني. وبسبب هذا وغيره تتعالى الاصوات المتطرفة في "اسرائيل" معلنة أن العملية البطيئة هذه ليست كافية ويدعون إلى الطرد السريع. ولم يقف الأمر هنا؛ بل إن الأصوات المتشددة هذه وصلت إلى دفة الحكم والوزارات في "إسرائيل".

تشهد القدس فعاليات كبيرة في هذا المجال، فهناك الحدث السنوي الأكبر “رالي الموت للعرب” الذي احتوى الكثير من الملصقات الدعائية التي تدعو إلى طرد الفلسطينيين من الأرض، وقد شارك في هذا الرالي عند حائط القدس الغربي أحد كبار الحاخامات الذين يدعون لتدمير الأقصى.

وكان الموضوع الرئيسي لتدمير المسجد الأقصى يهدف إلى استبداله بـ”الهيكل الثالث” الصهيوني، وهو ما يتضمن أكثر من استفزاز فاشي وسياسي ووطني بكونه توق ديني .هذه الأصوات الفاشية تتمركز حول سحق كل أشكال التواجد الفلسطيني على الأرض، في محاولة للتأكيد على التفوق الإسرائيلي. وخلال هذا الرالي عند حائط القدس الغربي.

وزير الزراعة أوري أرييل، أحد المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية ردد كثيراً هذه الدعوات وقال: ”السيادة ضمن قوة دولة إسرائيل، يجب استخدامها وتطبيقها على طول الطريق، ونحن نقول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حان الوقت للسيادة، لقد حان الوقت للسيادة على جبل الهيكل (الأقصى)".

وبعد بضعة أيام دعا أرئيل إلى ضم المناطق "ج" من الضفة الغربية المحتلة، والتي تشكل 60% من مساحتها. وأشار أرئيل إلى أنه لا يريد أياً من العرب داخل هذه المناطق ابداً.

ولعل خشية الوزير هنا تعود إلى خوفه من احتمالية تجنيس أي من الفلسطينين القاطنين في المناطق المنوي ضمها، وبالتالي فالحل الاسرائيلي الدائم هو التطهير العرقي وطرد الناس من هناك بالقوة.

المصدر: ميدل ايست مونيتور - ترجمة: هيثم فيضي