يرجح صحافيون إسرائيليون أن التهديدات التي نسبت إلى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الأمن بحكومة الاحتلال بأن حكم حماس في قطاع غزة سينهار في العدوان المقبل الذي ستشنه إسرائيل على القطاع، وتوقعه هدوءا مع حزب الله خلال السنوات القريبة، ووصفه الرئيس محمود عباس بأنه مشكلة مركزية بالنسبة لإسرائيل، وشنه هجوما ضد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان. هي تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وجاءت خلال لقاء مع مراسلين عسكريين، المسؤول او الأصح ليبرمان الذي قال أن لا مصلحة لدينا بالسيطرة على غزة، وطالما أنه لا يوجد بديل للحكم فإنه ليس ثمة ما نبحث عنه هناك.
لكن من الجهة الأخرى، لا يمكننا أن نخوض حرب استنزاف متواصلة. ولذلك فإن المواجهة المقبلة يجب أن تكون المواجهة الأخيرة من حيث حكم حماس في القطاع. ونحن لا نبحث عن مغامرات، لكن مواجهة مع حماس لا يمكن منعها. فهذا تهديد يتواصل ويتصاعد وعلينا أن نكون مستعدين وجاهزين. وقال نحن أقوياء في الحلبة العسكرية وضعفاء في الحلبة السياسية وأن أبو مازن يستغل هذا، وأنا أسمي هذا الأمر "إرهاب سياسي"، وأن عباس ليس معنيا بتقدم العملية السياسية ويريد تجميد الوضع، وحتى لو جرت مفاوضات معه فإنها لا تقود لأي مكان. وأن أبو مازن لم يزر نابلس وجنين منذ ثماني سنوات.
وفي موازاة ذلك زار باريس ولندن وبروكسل عشرات المرات، وفقد شرعيته القانونية بأن يحكم الفلسطينيين. بسبب طبيعة التصريحات وكونها اتخذت طابعاً سياسياً وتخدم أجندة سياسية وهي ترويج لوزير الأمن الجديد، وتعبير عن رؤية ليبرمان والذي اعتبرها بعض المسؤولين الإسرائيليين فارغة من أي مضمون وتعمل على إخافة الجبهة الداخلية وتخويف للإسرائيليين خاصة مستوطني ما يمسى غلاف غزة، وتساءل بعض المسؤولين الاسرائيليين عن من سيحكم غزة بعد تدمير حكم حماس في غزة ومن الذي سيأتي بعدها؟ وان تدمير حكم حماس سيؤدي إلى فوضى في قطاع غزة وإغراق للجيش بمستنقع رمال غزة.
وللتذكير فإن خطة رئيس هيئة الاركان غادي آيزنكوت التي قدمها للمستوى السياسي بعد توليه منصبه قائمة على ما يسمى عقيدة الضاحية وضرب جوي عنيف ومكثف وليست احتلال مناطق، كما ان قيادة الجيش كانت حذرة في التعامل مع حركة حماس في قطاع غزة ومع الهبة الشعبية الحالية في الضفة الغربية، وأصدروا تعليمات للجنود الإسرائيليين بعدم استسهال الضغط على الزناد وتوخي الحذر في عمليات القصف في القطاع بعد إطلاق صواريخ.
وفي ما يتعلق بهجومه على تركيا فإن ليبرمان تعهد لنتانياهو قبل انضمامه للحكومة بعدم معارضة أي اتفاق مع تركيا، لذا فهو تحفظ عن الحديث عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، حيث سبق ان ليبرمان وصف التقارب من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأنه “غباء سياسي” وأن الرئيس التركي يواصل نهج القيادي النازي غوبلز، لذا اكتفى بالقول لست متحمسا للاتفاق الذي يعملون عليه الآن.
كما يتضح أن تهديدات ليبرمان عن الشأن الفلسطيني خاصة الرئيس عباس هي في سياق تهديداته السابقة ونتيجة معلومات من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتزامنت مع ما ذكره رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، هرتسي هليفي، يوم الاربعاء خلال ندوة في مؤتمر “هرتسيليا للمناعة القومية” السادس، المنعقد في مدينة هرتسيليا.
حيث قال هليفي إن إسرائيل تواجه تحدّيات كبيرة جدًا، قائلًا إن هنالك دولًا من حولنا لا زالت دون كهرباء، غزّة تحديدًا، شرق أوسط فقير يشكّل حاضنة جيّدة للتطرف الديني ولنشوء منظمات إرهابيّة. وإن عباس إلى جانب معارضته الكفاح المسلّح، فهو يقود نضالاً عالمياً، حيث بحكم اطلاعه على الأوضاع في الضفة الغربية، فهو يرى أن الاضطرابات في الشرق الأوسط ويفهم أن الوضع من الممكن أن يصبح أكثر سوءً.
ربما ليبرمان والمستوى السياسي والامني في اسرائيل قرروا إنهاء حكم حماس لكن هل هذا ممكن؟ هذه أسئلة تطرحها بعض الاوساط الاسرائيلية وربما ليبرمان وهليفي محقان في فهم الرئيس عباس لما يجري في المنطقة العربية والانهيارات الكبيرة المحيطة بنا، لكن حتى هذا الفهم لم يترجم من الرئيس عباس وحركة حماس بشكل يخدم القضية الفلسطينية خاصة على المستوى الداخلي.
وضرورة فهم تهديد ليبرمان وما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من سياسات اجرامية بحق الفلسطينيين والعمل على انهاء الانقسام وإتمام المصالحة بعد عشر سنوات من التراجع والتيه، وعقد مراجعات وطنية واعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وعدم الوثوق بالوعود التي تطلقها بعض الدول الأوربية والعربية، وما يحاك لتصفية القضية الفلسطينية.