القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: لا يشهد أي أشهر السنة ولا حتى فصولها الأربعة تغيرا في العادات اليومية مثل ما يشهد رمضان، وعلى رأس ذلك النظام الجديد من الأغذية والأطعمة التي يتناولها الصائمون في ساعات الإفطار، ما يطرح تساؤلات عن آثار هذه العادات صحيا على الصائمين، وتقابلها تساؤلات عن كيفية الخروج بأكبر فائدة صحية من الشهر الفضيل.
وأول هذه العادات شرب الماء البارد عند الإفطار وبعد الإفطار مباشرة، بسبب العطش الشديد خلال ساعات النهار، ويظن الصائم أن هذه العادة ستروي عطشه الذي أصابه بسبب الحر الشديد، لكنها تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وبالتالي قلة ضخ الدم والشعور بالتعب، كما قالت أخصائية التغذية هنادي خضر.
ثانيا: الإفراط في تناول الطعام خلال الإفطار وبعده، وتسبب هذه العادة عسر الهضم، وبالتالي عدم القدرة على تأدية الشعائر الدينية كصلاة التراويح، لذا يجب تناول مأكولات سهلة الهضم وببطء حتى يسهل هضمها.
ثالثا: تنصح الأخصائية هنادي بتجنب تناول الطعام الغني بالدهون كالمقالي، لأنها سبب أساسي للإصابة بحرقة المعدة والحموضة، وتعمل على زيادة الوزن، لاحتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية، وتدعو لاستبدالها بالمأكولات الغنية بالألياف كالخضراوات والفواكه سريعة الهضم.
رابعا: يكثر في شهر رمضان تناول السكريات مثل الحلويات والمعجنات خلال ساعات الليل، وتقول الأخصائية هنادي إن المعدة لا تكون مستعدة لاستقبال أى طعام آخر إلا بعد ساعتين من تناول الإفطار، ولهذا يجب تأخير توقيت تناول الحلوى، وكذلك يجب تناول كميات محدودة من الحلوى.
وتنصح هنادي باستبدال قطعة الحلوى بثمرة فاكهة لأنها الأكثر فائدة للجسم والصحة العامة، مضيفة أن تناول الحلويات بعد الإفطار وبكميات كبيرة يؤدي إلى عدة مشاكل مثل الارهاق والتعب خلال نهار رمضان، والشعور بالعطش، وتراكم الدهون والسمنة وارتفاع سكر الدم.
خامسا: الإكثار من إضافة الملح إلى وجبة الإفطار، وهو من العادات الغذائية التي تسبب مشاكل كثيرة للجسم كزيادة ضغط الدم، وقد تسبب سوء توزيع السوائل داخل وخارج الخلايا، مما يؤدي إلى ارهاق في بعض الأعضاء مثل القلب والكلى، لذا يجب استعمال الملح باعتدال.
سادسا: يسود اعتقاد تؤكد الأخصائية هنادي خضر أنه خاطئ، بأن التجويع الشديد خلال رمضان هو فرصة لإنقاص الوزن، إذ توضح هنادي أن ذلك يؤدي إلى خلل في توزيع مكونات الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، ونقص في بعض العناصر الأساسية التي قد تسبب فقر الدم والدوخة والتعب، ولذلك فإنها تنصح بالحرص دائما على تناول الغذاء المتوازن والمشتمل على كافة العناصر الغذائية.
سابعا: تناول المشروبات الغازية خلال الإفطار وبعده، وقد يفرط الصائم في تناولها ظنا منه أنها تساعد على الهضم، وهذا الاعتقاد خاطئ، فهي تسبب الغازات، وتؤدي إلى إلغاء دور الإنزيمات التي تساعد على الهضم، ما يؤدي إلى سوء في هضم الطعام. أما تناولها وقت السحور فيزيد من حاجة الجسم إلى السوائل ما يسبب الشعور بالعطش نهارا.
ثامنا: بخصوص تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، توضح هنادي أن الكافيين يعد مدرا للبول، مما يجعل الصائم يفقد كمية من السوائل التى يخزنها جسمه لفترة الصيام، وأيضاً يفقد الجسم كمية لا بأس بها من الأملاح المعدنية.
وللأشخاص الذين يصابون بالصداع خلال الصيام إن لم يشربوا القهوة أو الشاي، تنصح الأخصائية بضرورة تخفيف شرب القهوة والشاي تدريجيا قبيل حلول رمضان واستبدالهما بالمشروبات الخالية من الكافيين.
تاسعا: يندفع الصائمون لحظة الإفطار إلى تدخين سيجارة أو أكثر فور دخول وقت الإفطار، وحتى قبل تناول الطعام، ويسبب ذلك مشاكل كثيرة للجسم، مثل التخمة وزيادة حموضة المعدة، وضعف انقباضات المعدة، وضعف إفرازات البنكرياس التي تساعد على الهضم، إضافة إلى التسبب بالأمراض المزمنة مثل ضغط الدم وتصلب شرايين.
ومن المعتقدات الخاطئة أيضا شرب الماء بكميات كبيرة وقت السحور، لاعتقاد المرء أنها قد تعوض عن العطش خلال النهار، ولكن من الأفضل شرب كميات كافية من الماء في الفترة بين الفطور والسحور لتفادي مخاطرالجفاف؛ أي ما يقارب 1.5 لتر.
ويهمل الصائمون ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، وحسب الأخصائية هنادي فإن للرياضة في رمضان فوائد مضاعفة لأعضاء الجسم كافة، ولا يقتصر أثرها على تخفيف الوزن، فهي مفيدة للوقاية من الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وتقوية عضلات الجسم وتحسين الحالة النفسية، وتقلل من الاكتئاب والقلق، وأفضل وقت للرياضة هو قبل الإفطار بساعة إذا أمكن أو بعده بساعتين على الأقل.
وتنصح أخصائية التغذية هنادي خضر بضرورة تناول الوجبات بالتدريج وعلى مراحل، بمعنى البدء بتناول حبة أو ثلاث حبات من التمر عند الإفطار لأنها تحتوي على سكريات أحادية، تتوزع في الجسم لإنتاج الطاقة دون أن تغرض المعدة للارهاق بسبب ساعات الصيام الطويلة.
يلي ذلك منح فرصة للمعدة مدة 7- 10 دقائق لتأدية صلاة المغرب، ومن ثم شرب الماء الفاتر والشوربات وتناول الوجبة الرئيسية، مع ضرورة الالتزام بالبعد عن المقالي والدهون، والتي تسبب الخمول وزيادة الوزن.
وتنصح هنادي بتناول وجبة خفيفة بعد صلاة التراويح، كطبق صغير من سلطة الفاكهة أو الفواكه المجففة أو االمكسرات النية، مع ضرورة الابتعاد عن المنبهات والمشروبات الغازية التي تسبب الجفاف للجسم خلال فترة الصيام.
أما بالنسبة للسحور فتنصح هنادي بضرورة تأخيره، وتناول المأكولات التي تحتوي على البروتينات، أو الكربوهيدرات مثل الحبوب الكاملة كالخبز الأسود والشوفان، وذلك لتجنب الشعور بالجوع خلال ساعات الصيام الطويلة.
وللمحافظة على الصحة خلال شهر رمضان تنصح هنادي بشرب ما يعادل لترين ماء يومياً بالتدريج خلال فترة الإفطار الطويلة من أذان المغرب إلى صلاة الفجر، وعدم شرب الماء دفعة واحدة لأن الجسم سيتخلص منه بسهولة في هذه الحالة.
وتنصح أيضا بالابتعاد عن المقالي والدهون والملح لأنها تسبب التخمة والإحساس بالعطش، وكذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية والمنبهات التي تختزل السوائل، وتسبب الصداع الشديد.