عملية تل أبيب أشفت غليل كثير من الفلسطينيين وهي حزء من عملية الثأر والانتقام واستمرار صيرورة المقاومة الفلسطينية باشكالها المختلفة ومنها الفردية المسلحة والتي تسيطر على قلوب كثير من الشباب والتي تجلت بعمليات الدهس والطعن بالسكاكين مع اندلاع الهبة في تشرين أول أكتوبر 2015
وتسابق عدد ليس قليل من الشبان والفتيات في طعن مستوطنين وجنود وهي رد فعل فردي على الاحتلال والاٍرهاب الاسرائيلي والعقاب الجماعي الدي تمارسه "اسرائيل"، سواء اشتعلت المقاومة او خبت نيرانها فهي في تصاعد وهبوط ومرتبطة أحيانا بالقمع الاسرائيلي وأحيانا بالفعل المقاوم غير المحسوب وبدون حسابات أو مصالح لدى المنفذين.
إلا إنها الوطنية الفلسطينية والتي تعبر عن الشعور الوطني ومقاومة الاحتلال بدون استراتيجية وطنية وتعبر عن حال الفلسطينين وعشوائيتهم وانقسامهم، وكأن المقاومة أصبحت عملية ثأر وانتقام، وظلت الهبة والتي لم تكن شعبية بمعناها الذي ميز الانتفاضة الاولى، فهي منذ البداية تحولت لفعل مدني عسكري بدون تنظيم وقيادة وشعارات وأهداف، كما لم يكن عليها اجماع وطني من الفصائل التي ترهلت ولم تستطع تحدي ومواجهة القيادة التي عبرت عن عدم رضاها وعملت على إحباطها ولم تفكر في بديل فعل مقاوم شعبي جماعي حقيقي
وشهدت الهبة عمليات طعن بالسكاكين وأصبحت أهم سماتها ونفذت عمليات فدائية فردية نوعية عسكرية استخدم المقاومين الفرديين ما توفر لهم من سلاح أبيض وأسلحة رشاشة، وتجلى ذلك في عملية تل أبيب الجريئة والخطيرة والتي مست عصب "اسرائيل" والحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة، وفشل الأحهزة الامنية الفلسطينية والإسرائيلية التي فوجئت بجرأة المنفذين والتي لم تتوقعها خاصة أنها في تل أبيب وبالقرب من مقر وزارة الجيش، ومكتب وزيرها الجديد افيغدور ليبرمان المتطرف والمتغطرس والمجروح والذي لم بتفك بإطلاق التصريحات النارية وتوجيه النقد للحكومة ووزير أمنها السابق ياعلون وهدد سابقا بالقيام بعمليات نوعية ضد الفلسطينيين.
ليبرمان لن بصمت طويلا على الرد على العملية، وهي اختبار حقيقي له ومعتقداته حتى لو كان هناك استراتيجية أمنية مسبقة، وتصريحاته النارية وهي بالمناسبة ليست معتقداته الشخصية فقط، انما هي معتقدات وتوجهات جميع أطراف الائتلاف الحكومي العنصري المتطرف والذي عبر نتانياهو عنها من مكان العملية وهدد بالرد والتحريض على الفلسطينيين، وأشاد بالادانات الدولية للعملية ووصفها بالارهاب وتضامن العالم مع" اسرائيل"
الأهم من ذلك، قيام مدير عام وزارة خارجية الاحتلال، دوري غولد، بإرسال رسالة إلى 38 من وزارات خارجية في أنحاء العالم، لتجنيد الرأي العام العالمي إلى جانب "إسرائيل". وقال غولد في رسالته أن "المنظمات الإرهابية والراديكالية من داعش إلى حماس تحاول استغلال شهر رمضان للتصعيد"
"اسرائيل" تحاول تجنيد الرأي العام الدولي ضد الفلسطينين وهي مقدمة لاتخاذ خطوات تصعيدية وعقوبات جماعية أكثر قسوة، صحيح أنها لم تتوقف يوما عن القيام بها، لكنها مستمرة فيها في غياب الحماية للفلسطينيين والموقف الرسمي الفلسطيني التائه والعاجز والطبقة السياسية الفلسطينية التي امتهنت التبريك والتهنئة بالعمليات الفردية وعدم قدرتها على مساندة الهبة وقراءة المزاج الشعبي ومواجهة الاحتلال وسياساته والعقاب الجماعي الذي تمارسه دولة الاحتلال والخشية من تغول أكثر واتخاذ خطوات أكثر قسوة.