شبكة قدس الإخبارية

"ليبرمان" يهدد المقاومة في غزة بحرب مريرة... فهل يجرؤ؟

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: قال وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان": "على حماس ان تعرف أن نتيجة أي عمل يمكن أن تقوم به ضد "إسرائيل" ستكون بإنهاء وجودها على الأرض".

وأضاف ليبرمان خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء بمقر وزارة جيش الاحتلال في "تل أبيب": "المواجهة مع حماس في غزة لا مفر منها، وفي المرة القادمة لن تكون مثل الحروب السابقة، لأن نتيجتها الحتمية ستكون بإنهاء حكم حماس في القطاع".

ليبرمان يكرر بهذه التصريحات أقوال سلفه موشيه يعلون والذي وعد عشية العدوان الأخير على غزة بمحو حماس عن الوجود ردا على أسر 3 مستوطنين صيف العام 2014 وقتلهما على يد خلية للحركة.

وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى خرج يعلون بتصريح يكذب تصريحاته الاولى حيث قال: "إنه لا يمكن إنهاء حكم حماس في غزة في مواجهة واحدة".

يذكر أن العدوان الأخير على غزة استمر نحو شهرين ولم تثمر العمليات اليومية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع سوى قتل المئات من النساء والأطفال والشيوخ، في المقبل مني جيش الاحتلال بخسائر عدها مراقبون عسكريون إسرائيليون فادحة بالمقارنة مع قدرات جيش الاحتلال القتالية العسكرية، حيث خرج جيش الاحتلال من القطاع يجر ذيول الهزيمة بعد فشله في تحقيق الهدف من العدوان وهو القضاء على حركة حماس وترسانتها العسكرية الاستراتيجية المتمثلة في الأنفاق.

واليوم، يخرج وزير جيش الاحتلال الجديد خليفة "يعلون" للعيان بالقول "إن أية حرب قادمة على غزة ستكون نتيجتها محو قوة حماس ووجودها، فهل يجرؤ "ليبرمان" على الإقدام على ما لا يرغب فيه نتنياهو وجوقته السياسية في حكومة الاحتلال؟.

قدرات المقاومة

الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور عمر جعارة أجاب على ذلك بالقول: "إن الإسرائيليين يدركون تماما وقالوا ولا يزالون يقولونها إن حماس عدو صعب ومرير والمواجهة معه لن تكون بالسهولة المروج لها إعلاميا من قبل أركان الجيش".

وأضاف جعارة في حديث خاص بشبكة قدس أن "المقاومة تمتلك الكثير من العناصر القوية التي تمكنها من دحر هذا الكبر الإسرائيلي، أهمها القوة الصاروخية والذخر الاستراتيجي الذي تمتلكه والذي شكل على طول السنوات الماضية في سنوات الحروب الإسرائيلية على القطاع نقطة مهمة لصالح المقاومة والمتمثل في الأنفاق، كذلك تمتلك المقاومة القدرة على الثبات والصمود، وتحصين الجبهة الداخلية، كل هذه عناصر رادعة لإسرائيل".

وتابع جعارة، "ربما يقصد ليبرمان من تصريحه هذا التهديد بالحرب، وخيار الحرب في ظل الأجواء المتوترة أصلا، خيار ممكن، لسبب أن "إسرائيل" في جميع حروبها التي شنتها على غزة خلال السنوات الستة الماضية لم تخرج بأي إنجاز يذكر".

وأوضح "في حرب 2010 قال رئيس حكومة الاحتلال حينها "إيهود أولمرت" نريد شاليط ولم يحصل على شاليط، وفي حرب 2013 قال نتنياهو نريد صفر صواريخ، ولم يحصل على صفر صواريخ، وفي حرب 2014 قال نتنياهو ذاته "نريد صفر انفاق" ولم يحصل على صفر أنفاق، بل وجد أن الأنفاق قد تضاعف عددها وزادت قدراتها وقوتها وتطورها، كل هذه المعطيات تجعل من خيار الحرب ممكنا".

وأكد جعارة على أن قادة جيش الاحتلال وساسته مقتنعون تماما أنهم لا يواجهون أية مشكلة أمنية سوى في قطاع غزة، ففي غزة المقاومة محاصرة وتمتلك آلاف الصواريخ، وعشرات الأنفاق، كما تمتلك المقاومة في غزة القدرة على الصمود والرد، وجميع جنود الاحتلال المنتشرين على الحدود مع القطاع مهددون بالقنص أو الأسر، وبالتالي فإن مشكلة غزة بالنسبة للإسرائيليين مشكلة مستعصية، يصعب حلها بالكلام".

الحروب تبدأ بكلمة

وحول الحدث الذي يمكن أن يعتبر شرارة للحرب القادمة على غزة أوضح جعارة "أن الحروب دائما ما تندلع بكلمة، وبالتالي فهي بالأصل مندلعة بين الطرفين، فنتنياهو قال قبل فترة "إننا ننصح بعدم اختبار قوتنا، فرد عليه إسماعيل هنية بالقول: "ننصح بعدم إساءة فهم صبرنا".

واستدرك الخبير بالشأن الإسرائيلي بالقول: "لكن قد تبدأ الحروب المدعومة بالكلام بحدث كبير، كما حدث في العدوان الأخير صيف العام 2014 والذي بدأ بقتل الشبان المستوطنين الثلاثة في الخليل والذي اتهمت "إسرائيل" حماس بالمسؤولية عن العملية".

وأوضح جعارة "إذا ثبت أن لحركة حماس ضلع في عملية تل أبيب الأخيرة التي أوجعت الاحتلال، فلن يكون الرد الإسرائيلي سهلا، وربما يكون سببا لاندلاع حرب جديدة على الحركة في قطاع غزة".

الموافقة على ميناء غزة

من جهته قال المحلل العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية "ألون بن ديفيد": "إن قطاع غزة يبقى التحدي الأكبر لـ"إسرئيل" ولجيشها في المرحلة القادمة.

وأضاف "بن ديفيد"، أنه "وبالرغم من التحدي الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلي في الضفة الغربية والمتمثل في العمليات الفردية، والتي كان آخرها عملية "تل أبيب" الأليمة غير أن جبهة غزة هي أكثر ما يقلق الحكومة والجيش في الوقت الراهن".

وقال "بن ديفيد": "اكتشاف الجيش الإسرائيلي لأي نفق جديد على الحدود مع غزة سيزيد الخوف من اضطرار الجيش إلى الرد بقوة وبالتالي الدخول في مواجهة لا أحد معني بها".

وتابع "إذا حصل ذلك فإنه سيتعين على "إسرائيل" التضحية بالمزيد من جنودها هناك"، مؤكدا على أن "الأوضاع الاقتصادية المتردية في غززةة ستقرب الأوضاع الأمنية إلى الاشتعال"، على حد تعبيره.

ودعا بن دافيد رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى الموافقة على فتح ميناء بحري بقطاع غزة.