جنين – قُدس الإخبارية: بعد قرابة أربعة أشهر على اغتياله، تمت مواراة جثمان الشهيد عمر النايف الثرى في العاصمة البلغارية صوفيا، بينما أقيمت للشهيد جنازة رمزية في مخيم جنين وقطاع غزة أيضا، وسط تأكيدات بأن الملف لم يغلق، وأن دماء الشهيد لن تذهب هدرا.
وشارك المئات من أبناء الجالية الفلسطينية وجاليات عربية في تشييع جثمان الشهيد في صوفيا أمس، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان في أحد مساجد صوفيا، ثم نقل بموكب كبير إلى مقبرة دفن فيها سابقا أحد أشقائه.
وفي ساعات المساء، أقيمت في مخيم جنين وبقطاع غزة، جنازتان رمزيتان للشهيد، شهدتا مشاركة ملثمين وشخصيات وطنية وفصائلية، وسط هتافات تمجيد للشهيد ودعوات للثأر والانتقام، وانتقادات للسفير الفلسطيني في بلغاريا أحمد المذبوح.
وقال أحمد النايف شقيق الشهيد عمر، إن ملف اغتيال الشهيد لن يغلق أبدا حتى كشف الحقيقة كاملة، مضيفا أن جثمان الشهيد دفن داخل تابوت في صوفيا لقناعة العائلة وإيمانها بأنه سيعود ليدفن في الضريح الذي يحمل اسمه في جنين.
من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها، أن الرد على جريمة الاغتيال حتمي، "وأن دماء الشهيد القائد لن تذهب هدرا، وستظل لعنة تطارد كل المسئولين والمتواطئين في تنفيذ الجريمة".
وجددت الجبهة تأكيدها على أن الاحتلال هو المسؤول عن جريمة الاغتيال، دون أن تعفي "بعض أذنابه" من مسؤولية المشاركة في تنفيذ العملية، محملة في الوقت ذاته السلطات البلغارية مسؤولية إغلاق ملف القضية أو تزوير الحقائق والتهرب من مسؤولياتها في إعداد تقرير طبي شامل عن ارتقاء الشهيد، وذلك استجابة للضغوطات الإسرائيلية، حسب البيان.
وطالبت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بمتابعة قضية استشهاد النايف، "باعتبارها قضية وطنية تعني كل الشعب الفلسطيني، كما تعني كل المناضلين الفلسطينيين المعرضين للملاحقة من أجهزة الامن الصهيونية".
ودعت الجبهة أيضا الرئيس عباس لتكليف لجنة التحقيق الفلسطينية لاستكمال عملها في اجراء تحقيق داخلي مع الجهات الفلسطينية المعنية في وزارة الخارجية والسفارة وأجهزة الامن المكلفة بأمن السفارات، ومحاسبة من تثبت إدانته في التقصير أو التواطؤ بعملية الاغتيال، وعدم التستر على أي شخص مهما كانت صفته التنظيمية أو الوظيفية.