القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: تراجع وزير ما يسمى بـ"الأمن الداخلي" في حكومة الاحتلال جلعاد أردان، اليوم الأربعاء، عن قراره السابق بعدم تسليم جثامين شهداء مدينة القدس، متخذا قرارا جديدا بالتسليم لكن بشرط عدم دفن هذه الجثامين داخل القرى التي ينتمي لها الشهداء.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن القرار ينص على تخويل شرطة الاحتلال صلاحية اختيار مقبرة إسلامية ليدفن فيها الشهيد الذي سيتم تسليم جثمانه، بما يتيح لها السيطرة الكاملة على عملية تشييع جثمان الشهيد.
وقالت الصحيفة، إن القرار اتخذ بناء على ماحدث في تشييع جثمان الشهيد علاء أبو جمل الشهر الماضي، والذي شهد مشاركة نحو 200 شخص خلافا لشرط شرطة الاحتلال بمشاركة 40 شخصا فقط في التشييع، حيث تخلل التشييع هتافات وطنية وتمجيد للشهداء، وقد اتخذ أردان حينها قرارا بوقف تسليم الجثامين.
وعلق محامي مؤسسة الضمير محمد محمود قائلا إن القرار جاء استباقا للجلسة المقرر يوم غد في محكمة الاحتلال العليا، والتي يفترض أن تقدم فيها النيابة العامة ردها على الالتماس الذي تقدم به اعتراضا على قرار أردان السابق، متوقعا أن يكون قرار النيابة متوافقا مع قرار أردان "لأنهم جميعا شبكة واحدة".
وأضاف محمود لـ قُدس الإخبارية، أن كثيرا من الشهداء الذين سلم الاحتلال جثامينهم في السابق لم يدفنوا في قراهم، ما يعني أن قرار أردان ليس جديدا "بل محاولة منه للنزول على الشجرة"، واستباق الجلسة التي ستعقد ظهر غد باتخاذ هذا القرار الذي يلغي به فعليا قراره السابق بوقف تسليم الجثامين.
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين ستة شهداء من القدس هم بهاء عليان، عبد الملك ابو خروب، محمد خلف، ثائر ابو غزالة، عبدالمحسن حسونة، محمد الكالوتي، إضافة للشهيد عبدالحميد أبو سرور من بيت لحم، والشهيدة أنصار هريشة من قرية قفين قضاء طولكرم، ولا يسري عليهما قرار أردان المذكور.