الخليل – قُدس الإخبارية: داخل قاعة المحكمة وعند أبوابها، تعرض الناشط عماد أبو شمسية للتكذيب والتشكيك والشتم أيضا، هذا عدا عن الدعوات المتواصلة لقتله من قبل مستوطنين، بينما كان الرجل الذي وثق بالفيديو لحظة إعدام الشهيد عبدالفتاح الشريف بالخليل؛ يدلي بشهادته على الجريمة أمام قضاة الاحتلال داخل إحدى المحاكم.
أبوشمسية لم ينعم بالهدوء أو الراحة منذ الكشف عن مقطع الفيديو الذي فضح الجريمة، فقد تعرض سابقا لتهديدات بالقتل بوسائل مختلفة منها مكالمات هاتفية، كما هاجم مستوطنون منزله أكثر من مرة، ومنذ يومين صعد مستوطنون مجددا تهديداتهم بقتله أو على الأقل منعه من الوصول إلى قاعة المحكمة اليوم للإدلاء بشهادته.
وأمام هذه التهديدات، نُقل أبوشمسية اليوم بمصفحة إسرائيلية يصفها بأنها "زنزانة متنقلة" من حاجز ترقوميا إلى قاعة المحكمة، ليصلها قبل ساعتين من الموعد المحدد، ثم بدأت عند التاسعة صباحا جلسة الاستماع لشهادته التي استمرت لأكثر من ساعة ونصف، بدأها بسرد تفاصيل ما شاهده ووثقه بالفيديو، مبينا أنه بعد التقاط الفيديو أرسل الشريحة إلى منظمة "بتسيلم" كونه لم يستطع الوصول لأن "تل ارميدة" التي يقيم بها ووقعت فيها جريمة الإعدام منطقة عسكرية مغلقة.
وأكد أبوشمسية للقاضي أن مقطع الفيديو الذي صوره لم يخضع لأي مؤثرات أو إضافات فنية، بل إنه أرسل النسخة الأصلية كما صورها، موضحا أنه مصور وليس مختصا في الأمور الفنية "المونتاج"، كونه في الأساس يعمل في تصليح الأحذية ويتطوع في منظمة "بتسيلم" دون أي مقابل.
وروى أبو شمسية لـ قُدس الإخبارية تفاصيل مادار في المحكمة، موضحا أن القاعة شهدت تواجد عدد من أفراد عائلة الجندي القاتل، وأن إحدى النساء المتواجدات شتمته عندما طلب منه القاضي صعود المنصة، أما خارج القاعة فإن المستوطنين وصلوا لإقامة تظاهرتهم بعد دخوله قاعة المحكمة، وعند خروجه غادر المحكمة من طرق ضيقة بين أبنية حتى وصل لسيارة خاصة، نقلته إلى المصفحة التي حضر بها حيث أُعيد إلى حاجز ترقوميا مجددا.
وتحدث أيضا عن محاولات محامي الدفاع التشكيك بروايته وتكذيبه، من خلال الادعاء بأنه يمارس الإرهاب والتضليل كونه تعرض للاعتقال سابقا، إضافة لاتهامه بأنه يحاول الانتقام من الجندي القاتل لأنه اعتقل ابنه سابقا، وقد رد على ذلك بأنه لا يعرف من الجندي الذي اعتقل ابنه، وأن ابنه اعتقل فعلا وتبين أنه لم يفعل أي شيء يستوجب اعتقاله فتم الإفراج عنه.
وأضاف أبو شمسية، أن المحامي زعم بأن الجندي كان يحاول حماية سكان المنطقة بمن فيهم الفلسطينيون من الحزام الناسف الذي يرتديه الشهيد الشريف، لكنه رفض هذه المزاعم وأكد أنه لم يشاهد الشريف مرتديا لحزام ناسف، وأن المنطقة كانت تشهد حركة لمستوطنين وجنود بالقرب من الشهيد لكنه لم يفجر نفسه كما يحاولون الزعم.
وكان مقطع الفيديو الذي صوره أبو شمسية أثار جدلا واسعا بعد أن وثق بوضوح لحظة إطلاق جندي رصاصة على رأس الشريف الذي كان ملقى على الأرض مصابا في ذلك الوقت، قبل أن تكشف منظمة "بتسيلم" ذاتها التي نشرت الفيديو الأول، أن الشهيد رمزي القصراوي الذي كان مع الشهيد الشريف قد أُعدم بالطريقة ذاتها.