رام الله – قُدس الإخبارية: اختطفت قوة من جهاز المخابرات بالضفة الغربية الصحفي أمير أبو عرام من الخليل، مساء أمس الأربعاء، ثم عذبه خلال التحقيق معه في الوقت الذي منع محاميه وعائلته من لقائه، ما دفع أمير للإعلان عن خوضه الإضراب المفتوح عن الطعام.
وأفادت الصحفية جمان أبوعرفة زوجة أمير، أن زوجها كان متوجها لأداء صلاة العشاء في أحد مساجد بلدة شمال رام الله حيث يقيم مع عائلته، وخلال ذلك اعترضت مركبته قوة من جهاز المخابرات يستقل عناصرها مركبات خاصة ويرتدون زيا مدنيا، ثم طلبوا منه الترجل؛ وخلال لحظات اختطفوه من مركبته دون إتاحة الفرصة لإيقاف محركها وإغلاقها.
وأضافت جمان لـ قُدس الإخبارية، أن مجموعة من سكان المنطقة وبينهم صديق لأمير شكوا بالقوة التي اختطفته لعدم وجود ما يشير إلى أن عناصرها هو رجال أمن فلسطينيين، وعندما حاولوا التدخل أطلق عناصر المخابرات الرصاص في الهواء بشكل تحذيري ثم انسحبوا مصطحبين معهم أمير.
وتوجه خليل أبو عرام والد أمير إلى مقر جهاز المخابرات للقاء ابنه أو الاستعلام عن سبب اعتقاله، إلا أن الضباط رفضوا السماح له بلقائه وأكدوا أنه محتجز لديهم، قبل أن يُسمح في الليلة ذاتها لأمير بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة تحدث خلالها مع والدته وزوجته وأكد أنه قيد الاعتقال.
وأوضحت جمان، أن العائلة علمت اليوم من شهود عيان بأن ابنها نقل على كرسي متحرك إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، وقد وصل المستشفى بوضع صحي سيء، وهناك تلقى العلاج ثم أعيد إلى مقر المخابرات مرة أخرى، في الوقت الذي كان مفترضا أن تعقد له جلسة للنظر في اعتقاله، ليدافع عنه فيها أحد محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.
ولدى معرفتها بنبأ تعرضه للتعذيب، توجهت عائلة أمير (والده وشقيقه أشرف وزوجته وطفلته) إلى مقر المخابرات لمحاولة لقائه أو على الأقل رؤيته والاطمئنان على وضعه الصحي، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض القاطع لتعود العائلة أدراجها دون جدوى.
ووفقا لجمان، فإن المحكمة ونظرا لصعوبة الوضع الصحي لأمير فقد مددت اعتقاله غيابيا لمدة 15 يوما، وحتى دون السماح لمحاميه برؤيته والتحدث إليه. وتؤكد جمان أن جهاز المخابرات يوجه لزوجها عدة تهم لا تستند لأي دليل يحاول من خلالها التضليل عن التهمة الأساسية التي اعتقل أمير على خلفيتها، وهي عمله في مجال الصحافة.
وإثر هذه التطورات قالت عائلة أمير إن نجلها أبلغها بإعلانه الإضراب المفتوح عن الطعام، "احتجاجا على اختطافه اللامبرر"، مضيفة أنه أكد تعرض للضرب بعد اعتقاله.
وكان أمير قد تخرج من دائرة الإعلام بجامعة بيرزيت قبل سنوات، ثم أعاد التسجيل بالجامعة مؤخرا للحصول على درجة الماجستير في تخصص الدراسات الدولية، وهو أب لطفلة واحدة (يافا) ستكمل في تموز المقبل عامها الأول.
وسبق لأمير أن تعرض للاعتقال لدى جهاز المخابرات وجهاز الأمن الوقائي عدة مرات، كما اعتقل سابقا لدى سلطات الاحتلال، علما أن شقيقه أيمن يقبع منذ أشهر في سجون الاحتلال.