شبكة قدس الإخبارية

جنين: توتر وعنف بالسيلة الحارثية.. القصة كاملة

شذا حنايشة

جنين – خاص قُدس الإخبارية: يخيم التوتر الشديد على بلدة السيلة الحارثية غرب جنين منذ أيام، بعد مقتل شاب من البلدة هو أحمد محمد جرادات (27 عاما)، أثناء تواجده في مخيم شعفاط شمالي القدس قبل يومين، وسط جهود حثيثة تبذلها الأجهزة الأمنية ووجهاء العشائر للسيطرة على الأمور.

الهجوم الذي أدى لمقتل "جرادات" وإصابة شابين من رام الله رافقا القتيل، وآخرين لم يتم معرفة عددهم من مخيم شعفاط حسب مصادر من الشرطة الفلسطينية، تعود جذوره وفقا لأهالي البلدة إلى حادثة مقتل الأسير المحرر "أيمن جرادات" قبل أشهر على يد شاب من عائلة "أبو جاسر" في البلدة، امتدادًا لثأر قديم يعود لأكثر من 25 عامًا.

وأفاد مصدر محلي لـ قُدس الإخبارية، أن شابين من عائلة "جرادات" أصيبا بالواقعة، إضافة لشاب آخر من عائلة "أبو جاسر" يعمل في صالون للحلاقة في شعفاط منذ (5 سنوات)، مبينا أن عدد من أبناء عائلة "جرادات" حاولوا سحب الحلاق من الصالون مدعين بأنهم عناصر في الأمن الوقائي، وعندما كشف أمرهم أطلقوا النار على قدمه، مما دفع أهالي مخيم شعفاط للتوجه إلى المكان ظنا منهم أن إطلاق النار تم من قوات خاصة للاحتلال، ويؤكد أن الشاب "أبو جاسر" لم يكن مسلحا.

وقال مدير بلدية السيلة الحارثية محمد جبارة، إن الشاب الذي أطلق النار على "جرادات" ليس من السيلة، مضيفا، "حتى عائلة جرادات لا يتهمون أبو جاسر بالقتل، وسمعت من مصادر بأنهم أرسلوا لأهالي مخيم شعفاط يقولون لهم إن القاتل من المخيم ولنا حق عندكم".

وأوضح الناطق الإعلامي باسم الشرطة الفلسطينية لؤي رزيقات، أنه إلى الآن لم يتم إلقاء القبض على أحد، مبررا ذلك بأن المتهم الرئيسي يحمل الهوية الإسرائيلية وموجود حاليا في مستشفيات الداخل، وأن الحدث تم في مخيم شعفاط وهو خارج سيطرة السلطة الفلسطينية وتحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رزيقات لـ قُدس الإخبارية، "التحقيقات ما زالت جارية للوقوف على الحقيقة، ولا نستطيع أن نؤكد أي معلومة أو نذكر أسماء حتى نستمع للإفادات جميعها ونستكمل كافة مجريات التحقيق، ومن ثم نستطيع التأكيد إن كان النزاع في شعفاط مرتبط بجريمة القتل التي حدثت قبل شهرين في السيلة أم لا".

وقامت مجموعة من أهالي القتيل "جرادات" بعد سماع الخبر بحرق أكثر من خمسة منازل ومنشآت أخرى فارغة منذ رحيل عائلة "أبو جاسر" من البلدة بعد حادثة القتل التي وقعت قبل شهرين وذهب ضحيتها أيمن.

وادعى المصدر، أن قوات الشرطة الفلسطينية كانت متواجدة أمام منازل ومنشآت عائلة "ابو جاسر" الفارغة منذ حادثة القتل الأولى للأسير المحرر "أيمن جرادات"، وأنها أحضرت حشدا من الأمن الوطني والشرطة الخاصة لحظة سماع خبر مقتل الشاب "أحمد جرادات"،  إلا أنه وبعد لحظات بدأ الدخان يتصاعد من البيوت وكانت قوات الشرطة قد انسحبت، "ليش الشرطة انسحبت لا أحد يعرف"، قال المصدر.

لكن المقدم لؤي رزيقات أن الوضع في البلدة مستقر وأن الأمور هادئة ومسيطر عليها من قبل الشرطة التي أكد أنها مازالت متواجدة حتى اللحظة في البلدة، مشيرا إلى أنه سيتم انهاء الموضوع بجهد من الأمن ووجهاء العائلات في البلدة، في ظل تعاون المواطنون لإنجاح امتحان الثانوية العامة الذي بدأ اليوم.

وأكد جبارة رئيس بلدية السيلة الحارثية أن الأمور أصبحت هادئة نسبيا في البلدة وخاصة بعد الدفن، وبسبب عدم وجود أحد من عائلة "أبو جاسر"، موضحا أن هناك مطالبات بالهدوء خاصة في ظل امتحانات الثانوية العامة.