القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: لم تكن "الزجاجات الحارقة" التي حملتها أيادي الشبان بالعيساوية شمال شرق القدس المحتلة محض فراغ ثوري أو تجربة يحاول الشبان اجتيازها دون حسبان، حيث أثبتت الوقائع غير ذلك فثمة حريق شعلة يصنع نتائج فارقة.
فخلال شهر آيار الحالي هاجم الشبان الفلسطينيون لمرات عديدة معسكر "عوفريت" في القدس بزجاجات حارقة وإشعال حريق فيه، قد يؤدي إلى ايقاع إصابات بصفوف جنود الاحتلال، كحادثة الأمس
ويُعرّف معسكر الاحتلال "عوفريت" بالقدس، بأنه قاعدة عسكرية هامة تابعة للمنطقة الوسطى لجيش الاحتلال، تتمركز فيه قوة للتجسس الإلكتروني واعتراض الاتصالات اللاسلكية من الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية أمان.
وبحسب التقديرات، فانه يصل نطاق تجسس هذه القاعدة شرقًا إلى الأردن والعراق وربما أبعد من ذلك، كما يوجد فيها وحدات تابعة لقوات الاحتياط، يقابلها شبان الانتفاضة بالرمي بأدوات بسيطة؛ فتجهيز زجاجات حارقة وإلقائها يحتاج لمهارات أساسية بسيطة يملكها أغلب شبان الانتفاضة والتكلفة لن تزيد عن 20$ بالحد الأعلى.
بكل الأحوال، فانه من الصعب التنبؤ بتقديرات الأضرار المادية التي تكبدها الاحتلال جرّاء إلقاء الزجاجات الحارقة، نظرًا للسرية حول هذه المنشآت، لكن المؤكد هنا أن أدواتهم البسيطة التي باتت تشكّل الهجمات المكررة عليها استنزافًا لجيش الاحتلال.
يُذكر أن معسكر الرام مسبقًا كان هدفًا لهجمات الشبان ما اضطر جيش الاحتلال لإفراغ الجزء الأكبر منه والنظر في إخلائه كليًا لدواعٍ أمنية، إلا أن أسبابًا سياسية أبقته كقوة رمزية حتى لا تحسب نقطة للمقاومة، لكن الدلالات تشير إلى أن "مولوتوفًا" يؤذي جيشًا وبقوة.