فلسطين المحتلة – قُدس الإخبارية: يبدو أن خبر تعيين ليبرمان في منصب وزير جيش الاحتلال لم يكن سارا للخبراء والمختصين في "إسرائيل"، فمنذ إعلان استلام الرجل الذي لا يملك أي خبرة عسكرية لحقيبة الجيش، انهالت الانتقادات عليه وعلى رئيس الحكومة نتنياهو، وسط مخاوف وتحذيرات من عواقب هذا القرار.
رئيس "الشاباك" الأسبق ديسكن كان أحد المهاجمين لـ "ثنائي ليبرمان – نتنياهو"، عندما استعرض في مقال له تفاصيل عملية اغتيال الأخوين عادل وعماد عوض الله قبل 18 عاما، ليقول من خلال تلك الحكاية إن هذا الثنائي سيجلب “قفزات طائشة” على المستوى الأمني، دون أن يدرك أي منهما للتداعيات، كون الأول عديم تجربة والثاني عديم القدرات الأمنية، حسب قوله.
وزير جيش الاحتلال الأسبق إيهود باراك، الذي عمل رئيسا للحكومة أيضا، انتقد من جانبه تعيين ليبرمان قائلا، إن على الإسرائيليين أن يصلوا كي لا يدفعوا ثمنا باهظا بعد هذا القرار.
وتشابهت هذه المواقف مع تصريح موشيه أرنس الذي شغل أيضا منصب وزير الجيش سابقا، حيث قال إن هذا التعيين خطأ كبير ومخاطرة أمنية، مضيفا أنه يجب عدم المغامرة بهذا المنصب لأن النقاش لا يدور حول كونه إنسانا مدنيا أو عسكريا وحسب، بل وعن نقص الخبرة لديه.
ورأى الخبير العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور، أن ليبرمان سيعلم فور دخوله مقر وزارة الجيش أن مسألة الأمن ليست إطلاق شعارات في الهواء فحسب، مبينا أن الامتحان الحقيقي له سيكون فور إطلاق الصاروخ الأول من قطاع غزة، وتنفيذ عملية الطعن الأولى في الضفة الغربية.
وأوضح ليمور أن ليبرمان سيكون أمام أسئلة صعبة من قبيل هل سيضع عقبات أمام اقتحام أعضاء الكنيست اليهود لعدم للمسجد الأقصى، ومنع المستوطنين من الاستيلاء على بيوت الفلسطينيين بالضفة الغربية، وإن كان سيوقع على قرارات جديدة بالاعتقالات الإدارية ضد اليهود المتورطين في أعمال إرهابية.
وأشار إلى أن هذا التعيين يتزامن مع "البراغماتية" التي تظهرها القيادة العسكرية الإسرائيلية، والتي تمنع اندلاع التصعيد في قطاع غزة، وتحافظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية بـالضفة الغربية، وتعمل على توثيق التعاون الإسرائيلي مع مصر والأردن.
وعبر ليمور عن أمله ألا يكون الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" لتعلم ليبرمان كيفية إدارته للمسألة الأمنية أعلى من المتوقع.
أما المراسل العسكري لموقع "واللا" الإخباري أمير تيفون، فأشار إلى أن ليبرمان يدعم اتفاق سلام إقليمي، وفي الوقت نفسه يدعو إلى احتلال قطاع غزة، الذي عارضه في حرب غزة عام 2012 قبل أن يعود ويطالب به في الحرب الأخيرة 2014، كما يدعو إلى ترحيل جماعي للفلسطينيين.
وقال تيفون، "الغريب في تعيين ليبرمان أنه خدم في صفوف الجيش الإسرائيلي مدة عام واحد فقط، وخلال العقدين الأخيرين وجد نفسه منغمسا في عالم السياسة"، مضيفا أن ليبرمان أعلن منذ ذلك الوقت مواقف سياسية إشكالية، منها مطالبته بتفجير السد العالي في مصر، ودعوته إلى تنفيذ أحكام الإعدام بحق الأسرى، رغم معارضة الأوساط العسكرية لذلك.
وأشار أيضا إلى تصريح ليبرمان بأنه لو كان وزيرا للجيش فإنه سيمنح إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مهلة لمدة 48 ساعة لتسليم "جثث الجنود الإسرائيليين" المحتجزة في غزة، وهو ما لاقى رفضا في أوساط "الشاباك" والجيش الإسرائيلي.
وشغل ليبرمان منصب وزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلية السابقة، ثم غادر الحكومة بعد خلافات حادة مع نتنياهو، لتجري انتخابات أخرى ويشكل نتنياهو حكومة استبعد منها ليبرمان، وأبقى فيها على موشيه يعلون وزيرا للجيش، وخلال هذه الفترة وجه ليبرمان انتقادات عنيفة لنتنياهو ويعلون، قبل أن يُفاجأ الجميع بتعيينه وزيرا للجيش بدلا من يعلون الذي استقال من حزب "الليكود" وأعلن اعتزال الحياة السياسية مؤقتا.