فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: قال مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن اعتقال النساء والفتيات الفلسطينيات هي سياسة قديمة بدأت مع بدايات الاحتلال لفلسطين، ولم تقتصر على حقبة معينة، لكنها ترتفع في اوقات معينة حسب تطورات الاوضاع الميدانية في الساحة الفلسطينية وطبيعة تصاعد الصراع مع الاحتلال.
وأضاف المركز في تقرير له أن "الشهور السبعة التي تلت اندلاع انتفاضة القدس في الأول من اكتوبر لعام 2015 شهدت تصاعدا كبيراً في اللجوء الى اعتقال النساء الفلسطينيات تحت حجج وذرائع مختلفة، كان أبرزها، التصدي لاعتداءات واقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى المبارك، أو النية لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال في مقدمتها "عمليات الطعن" وفى العديد من الحالات اعتقلت النساء خلال زيارة أقارب لهن في سجون الاحتلال بحجة تهريب أجهزة اتصال أو شرائح.
وقال رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز: إن الاحتلال عمد منذ اندلاع انتفاضة القدس إلى الصاق تهمه جديدة بالنساء والفتيات الفلسطينيات، وهى تهمه التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رصد المركز اعتقال 28 فتاة، ووجه لهن تهم تتعلق بممارسه التحريض على الفيسبوك، لا يزال منهن 6 خلف القضبان".
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال أطلق سراح معظم النساء اللواتي وجهت لهن هذه التهمه، بعد التحقيق معهن لساعات او أيام، بينما فرض الاعتقال الإداري على 8 منهن، وجميعهن تم اعتقالهن بحجة التحريض على الفيسبوك، ولا يزال 4 منهن خلف القضبان وهن: الاسيرة "سعاد عبد الكريم رزيقات" (28عامًا)، من الخليل، والأسيرة "دنيا على مصلح" 19عام، من بيت لحم، والأسيرة "سناء نايف عباد" من دورا بالخليل، والأسيرة "حنين عبد القادر اعمر" (39 عاماً)، من طولكرم، بينما اطلق سراح 4 أخريات وهن الطالبة "أسماء عبد الحكيم قدح" (21 عاماً)، من نابلس، والفتاة "جورين سعيد قدح" 19 عام، وهى طالبة في جامعة بيرزيت تدرس تخصص إعلام من رام الله، والناشطة والشاعرة "دارين توفيق طاطور" 33 عاما، من قرية الرينة داخل الأراضي التي احتلت عام 48، والفتاة "أسماء فهد حمدان" 18 عاما من مدينة الناصرة بالداخل المحتل.
بينما لا تزال الصحفية المقدسية، "سماح دويك" (25 عاما) والتي تعمل كمراسلة لشبكة قدس الإخبارية تواجه تهمه التحريض على الفيسبوك، ورفض الاحتلال اعتبار كتاباتها التي تحدثت عن المقاومة والشهداء مواد صحفيه وذلك من أجل إدانتها وإصدار حكم بحقها، وهى معتقلة منذ 10/4/2016، ، بعد اقتحام منزل عائلتها في "رأس العامود" بالقدس المحتلة، بينما الفتاة "مجد يوسف عطوان" (23 عاماً ) من بلدة الخضر بمحافظة بيت لحم، لا زالت قيد الاعتقال بنفس التهمه، وعدت النيابة لائحة اتهام بحقها تتضمن هذا البند.
وقال الاشقر "مع اختلاف الذريعة التي يتحجج بها الاحتلال لاعتقال النساء الفلسطينيات إلا أن اعتقالهن يأتي في إطار العقاب الجماعي للفلسطينيين بكافة شرائحهم، ولردع المرأة الفلسطينية عن الدخول في معترك مقاومة الاحتلال، او حتى تقديم المساعدة لمن يقوم الاحتلال، وفي أحيان كثيرة تم اعتقالهن بهدف الابتزاز والمساومة لإجبار أقربائهن المطلوبين على تسليم أنفسهم، أو للضغط على المعتقلين لتقديم الاعترافات والمعلومات.
واعتبر الأشقر سياسة الاحتلال بقمع حرية الرأي والتعبير عنه، تخالف كافة المواثيق الدولية والاتفاقيات والمعاهدات التي تتيح للإنسان حرية التعبير عن رأيه ومعتقداته بأي طريقة يراها مناسبة، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1966، والميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان سنة 1950 .
وطالب المجتمع الدولي الذى وقع على تلك الاتفاقيات والنصوص أن يتدخل لحمايتها من الانتهاك من قبل الاحتلال دون رادع.