شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال والانتفاضة... توقعات تصاعد العمليات أكبر من حديث الهدوء

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: يزداد الحديث الإسرائيلي من المستويين السياسي والعسكري عن تصاعد الانتفاضة وتصاعد العمليات الفدائية فيها بالتوازي مع حديث قادة جيش الاحتلال عن تمكن قواتهم من السيطرة على الأوضاع في المناطق المحتلة خلال الأيام الأخيرة في الانتفاضة الجارية.

قادة الاحتلال غالبا ما توحد كلامهم واجتمعت تأكيداتهم على عدم قدرة الأجهزة الأمنية من تخمين الأوضاع واستطلاع المستقبل القريب للانتفاضة الجارية التي تخفت تارة وتتصاعد تارات أخرى، خصوصا في ظل الحديث عن العمليات الفردية غير المحزورة وعدم تمكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل الإسرائيلية من الوصول للفدائيين المفترضين قبل ساعة الصفر.

كما أن الأجهزة الأمنية نفسها ذكرت في أحاديث سابقة أنها غير قادرة على التحكم في وتيرة الأوضاع في المناطق الفلسطينية، وأن تصاعدا نسبيا يجري في مضمار العمليات الكبرى التي بدأت تظهر في ظل الحديث الإسرائيلي عن خفوت شعلة العمليات الفردية من طعن ودهس وإطلاق نار.

هدوء يسبق العاصفة

ففي تقرير سابق نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قال أحد قادة جيش الاحتلال في منطقة الضفة الغربية: "إن قيادة جيش الاحتلال المسؤولة عن الضفة الغربية توقن أن الانخفاض الذي طرأ على عدد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين، لا يعني بالضرورة تراجع تصاعد الانتفاضة".

وأضاف الضابط، "إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وإن قادة كتيبة الضفة تدرك أن ما هو قادم أشد وأعنف.

الصحيفة الإسرائيلية التي نشرت مقتطفات من سلسلة مقابلات أجرتها مع قادة جيش الاحتلال المسؤولة عن احتلال الضفة الغربية أكدت أن كلام هؤلاء الضباط نابع من تجارب سابقة لهم بحكم خبرتهم بالشبان الفلسطينيين الذي لا يكلون ولا يملون من ملاحقة الجنود الإسرائيليين، حتى وصلوا لقناعة أن هؤلاء الشبان من الجيل الجديد لا يمكن تدجينه.

وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الضباط الذين حاورتهم أجمعوا على أن الأوضاع آخذة بالتصاعد تحت جنح الظلام، وأن تقارير لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية صاغتها من خلال ما تمكنت من جمعه من معلومات تشير إلى أن هؤلاء الشبان يخططون لما هو أقوى وأقسى من عمليات الطعن والدهس.

الخليل منطلق الانتفاضة

أما قائد منطقة الخليل في جيش الاحتلال "ياريف بن عزرا" فقد عبر خلال مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية "ريشيت بيت" أمس الثلاثاء عن خشية جيش الاحتلال من تصاعد الأوضاع في مدينة الخليل بخاصة والمناطق الفلسطينية، قائلا: "إن الوضع الأمني في الخليل وباقي الضفة الغربية خطير للغاية".

وأضاف بن عزرا أنه "ما لم يوفر حل سياسي واضح أمام الشبان الفلسطينيين، فستكون النتيجة التصعيد الخطير الذي لن يترك أحدا بخير".

وأوضح "بن عزرا" أن لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مؤشرات لاتجاه الشبان الفلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين.

وفي تقارير سابقة عبرت مصادر أمنية إسرائيلية عن خشيتها من تصاعد العمليات الفدائية بعد عدة أسابيع من الهدوء النسبي الذي تخلله بعض العمليات هنا وهناك.

ونقل موقع "0404" المقرب من جيش الاحتلال عن مصادر أمنية في جيش الاحتلال أنه رغم الهدوء الذي ساد خلال الأسابيع الماضية، إلّا أنه لا يمكن القول إن عمليات المقاومة قد انتهت، مشيرا إلى تمكن قوات الاحتلال من إحباط عشر محاولات أسر منذ انطلاق الانتفاضة الجارية.

الانتفاضة في رمضان

موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي كشف في تقرير سابق عن أن أكثر ما يقلق أجهزة الاحتلال الأمنية في الوقت الحالي هو عدم نجاح جهود التنسيق الأمني المتبادل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في منع المزيد من العمليات في مناطق الضفة، كذلك استغلال بعض الشبان من حماس وغيرها شهر رمضان لتنفيذ المزيد من العمليات، بالإضافة لإقدام تنظيم فلسطيني على تنفيذ عملية كبرى تعيد للانتفاضة الجارية جذوة اشتعالها.

ونشر الموقع معطيات جديدة حول عمليات المقاومة في الانتفاضة الجارية والتي أظهرت حدوث 804 عمليات، بينها 369 عملية رشق بالحجارة، 72 عملية إطلاق زجاجات حارقة، و166 عملية طعن، و82 عملية إطلاق نار، و29 عملية دهس، و5 عمليات استشهادية وعدد من المحاولات لتفجير عبوات ناسفة.

ونوه الموقع إلى أن تلك العمليات التي أحصيت من الاول من أكتوبر الماضي عام 2015 وحتى الأول من الشهر الجاري مايو 2016 أسفرت عن إصابة 255 إسرائيليا، ومقتل 33 آخرين.

وأشار الموقع إلى أن قوات الاحتلال وسعت خلال الشهور الأربعة الماضية من نطاق الاعتقالات مقارنة مع العام الماضي، حيث اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 2000 فلسطيني معظمهم من داخل مدن الضفة الغربية.

خلاصة الحديث، أنه بالتوازي مع الأحاديث المتكررة لقادة الاحتلال عن الانخفاض الملموس في العمليات الفدائية، يخرج تصريح من هنا وهناك يحذر من وجود مؤشرات لدى أجهزة الاحتلال الأمنية على اتجاه الانتفاضة الحالية نحو التصعيد، الأمر الذي يظهر حالة الارتباك المعلوماتي الذي تعاني منه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويكشف تناقضات قادة جيش الاحتلال في أحاديثهم المتفرقة عن الانتفاضة المستمرة.