شبكة قدس الإخبارية

الفلسطينيون يحتضنون انتفاضتهم في ذكرى نكبتهم

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: في مثل هذا اليوم من عام 1948 هجَّرت عصابات الاحتلال الصهيونية حوالي مليون فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم من قرى حيفا ويافا واللد وعسقلان، بعد تمكنهم من قتل المئات منهم في عمليات إجرامية نفذتها بحق الشيوخ والنساء والأطفال قبل الشباب.

وفي كل عام ومنذ عام 1948 يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى الأليمة التي أفقدتهم وطنهم، بعدما كانوا يعيشون فيه لمئات السنين، وحولتهم للاجئين في دول عربية، وغريبين في دول العالم الأخرى.

وينظم، اليوم الأحد، الفلسطينيون تظاهرات ومهرجانات ويخرجون في مواجهات مع الاحتلال رافعين الأعلام الفلسطينية، لوصلوا رسالة للاحتلال في مواقع الاحتكاك أنهم لن ينسوا جرائمهم، ولن يتنازلوا عن حقهم في العودة لبيوتهم وقراهم.

وتتسم ذكرى النكبة هذا العام بتزامنها مع الانتفاضة التي هب لها الشبان في مختلف مناطق الداخل المحتل عام 48 والقدس والضفة المحتلتين، ليعلنوا فيها أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن أي اعتداء من قبل الاحتلال وعصاباته على الأرض والمقدسات سيواجه بقوة وحزم.

هذه الانتفاضة التي نفذ فيها الشبان عشرات العمليات الفدائية من طعن ودهس وإطلاق نار وتفجير، إنما تأتي في سياق دفاع الشعب الفلسطيني عن حقوقه وأرضه وردة فعل حتمية على نتائج النكبة التي اقترفتها عصابات الاحتلال منذ 68 عاما إلى اليوم.

وتعم الفعاليات التي أعلنتها اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة المتنوعة، مختلف المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية تحت شعار "عائدون"، للتأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها بفعل العدوان الصهيوني عام 1948.

كما وأعلن ائتلاف شباب الانتفاضة – فلسطين عن أن اليوم الأحد، يوم غضب في وجه الاحتلال بكافة نقاط التماس في الضفة المحتلة وقطاع غزة، احياءً لهذه الذكرى.

وطالب الائتلاف في بيان له إلى جعل اليوم الأحد يوم غضب في وجه المحتل، ويوم الزحف والعودة لقرانا وبلادنا، ويوم يٌقارع فيه الشباب على كافة خطوط التماس المحتل بالحجارة والمقلاع والملوتوف والسكين والدعس وإطلاق النار ولأن تكون الذكري الثامنة والستون للنكبة يوم عودة بتجديد إيماننا بحقنا في أرضنا”.

كما دعا إلى إغلاق المؤسسات الأممية في فلسطين طيلة يوم الاثنين الموافق 16 مايو 2016 في رسالة احتجاج على الصمت الدولي المخزي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مطالباً الشباب الفلسطيني إلى التظاهر أمام مقراتها وإيصال رسائل احتجاج مكتوبة لممثلي المؤسسات الدولية ومطالبتهم بالتحرك.

وأكد أن حق العودة هو حق فردي وجماعي غير قابل للتصرف، وهو حق مقدس لشعبنا، وليس من حق أحدٍ التنازل عنه، أو المساومة عليه تحت أي ظرف من الظروف.

كما شدد على أن الشعب الفلسطيني يرفض التوطين، وسياسات طمس هويته الوطنية، ومحاولات تيئيسه عبر التضييق عليه، وقمعه وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية في العيش بكرامة .

وستشهد المدن الفلسطينية بغزة والضفة وأراضي الـ48 مهرجانات وتظاهرات لإحياء هذه الذكرى، فيما ستشهد مدن الداخل مسيرات عودة إلى عشرات القرى المهّجرة ومهرجانات مركزية.

وفي قطاع غزة، سيتم غدًا الاثنين إغلاق كافة المؤسسات الأممية كرسالة احتجاج على الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وايصال رسائل احتجاج مكتوبة لممثليها ومطالبتهم بالتحرك.

حركة فتح من جهتها، أكدت على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ووطنهم، باعتباره “حقا كالحق في الحياة والحرية”، وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن هذا الحق مهما طال الزمن.

وقالت الحركة في بيان لها: “إن دولة الاحتلال في نكبة حقيقية، كونها انشئت كدولة عنصرية احتلالية استيطانية على ظلم القوى الاستعمارية التاريخي على الشعب الفلسطيني” .

وشددت على أن “دولة الاحتلال التي خدعت العالم بمقولة الديمقراطية هي التي تعيش النكبة الحقيقية، لإصرارها على نكران وجود وحق الشعب في وطنه فلسطين، وتسييد الحرب والاحتلال والاستيطان، والتمييز العنصري كاستراتيجية للبقاء،

وتابع بيان “فتح”: “فقادة الاحتلال يعلمون أن دولتهم انشئت بمؤامرة من قوى استعمارية كبرى، كان ضحيتها الشعب الفلسطيني”.

وطالبت “فتح” بريطانيا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني التاريخي في وطنه فلسطين، باعتبارها دولة الانتداب التي ارهصت لإنشاء إسرائيل، والاعتراف كذلك بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية، كمرحلة اولى وكتعبير عن رغبة صادقة في تصحيح خطيئتها التاريخية بحق شعبنا “، بحسب البيان.

كما ودعت الجبهة الديمقراطية لجعل ذكرى النكبة الـ68 يوماً للغضب الفلسطيني في الوطن والشتات ضد الاحتلال والاستيطان وتصعيد الانتفاضة الشبابية.

كما وطالبت الجبهة بطي صفحة أوسلو وملحقاته وإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي، وتعزيز صمود اللاجئين وتمسكهم بحق العودة وتوفير الآليات العملية لتوحيد نضالنا مع أهلنا في الـ 48.

وأضافت، “تحل الذكرى الـ68 للنكبة الوطنية وقضيتنا الفلسطينية تعيش أوضاعاً عاصفة، في ظل تصاعد حدة المواجهة مع الاحتلال والاستيطان، وتزايد حدة التطرف في المواقف الإسرائيلية، والمزيد من الانزياح نحو اليمين واليمين المتطرف، بما في ذلك التهديد بضم الضفة الفلسطينية إلى دولة الاحتلال، ما يشكل تحدياً سافراً للشرعية الدولية ولإرادة شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.

وطالبت بإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الموحد، الذي أقرته الحوارات الوطنية الشاملة، والمؤسسات الشرعية الفلسطينية باعتباره الأساس الضروري لتبني استراتيجية وطنية كفاحية وموحدة بديلة لسياسات المفاوضات الثنائية العقيمة، 23 عاماً بدون مرجعية قرارات الشرعية الدولية، بدون وقف استعمار الاستيطان، ووصلت إلى الفشل والإفلاس الشامل.

كما وأكدت على ضرورة فك الحصار عن الانتفاضة الشبابية، عبر تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، ودعمها وتطويرها، لتتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة على طريق العصيان الوطني ضد الاحتلال.

كما وشددت على التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948، تطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى الأخص القرار 194.

كما دعت الجبهة الديمقراطية الفلسطينيين وهم يحييون هذه الذكرى لتحويلها إلى يوم غضب فلسطيني ضد الاحتلال، وعلى طريق تصعيد الانتفاضة الشبابية وتطويرها.

حركتا حماس والجهاد الإسلامي دعتا من جهتهما، إلى تفعيل الانتفاضة في الضفة المحتلة وعلى حدود قطاع غزة التي أطلقها شبان فلسطينيون في ذكرى النكبة اليوم الأحد.

وقالت الحركتان في تصريح صحفي مشترك، إنهما تدعوان كل الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس والقطاع إلى الانخراط في هذه الفعاليات.

وأضاف التصريح أن الانخراط في هذه الفعاليات يأتي إحياء لذكرى النكبة وتفعيلاً للانتفاضة، وتعبيراً عن فشل كل المؤامرات لإجهاضها.

هذا وأعلنت قوات الاحتلال رفع حالة التأهب في صفوف قواتها استعدادًا لاحتمال اشتعال مواجهات عنيفة خلال نشاطات إحياء ذكرى النكبة.

وتتوقع قوات الاحتلال حدوث مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين في مواقع الاحتكاك الدائمة، عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، وحاجز حوار جنوب نابلس وعند حاجز 300 بشمال بيت لحم ومخيم عايدة للاجئين.

وفي الخارج، يجري التحضير لمسيرات في برلين ولندن ونيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس وتورنتو ومونتريال وفانكوفر وبروكسل وغيرها، فيما تشهد مدن مدريد وبرشلونة ومالمو السويدية مهرجانات جماهيرية وندوات سياسية ومعارض فنية.