شبكة قدس الإخبارية

الأسير الواوي .. الحرية المؤجلة

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - أنين القيد – قدس الإخبارية: أحلام الحاجة أم إياد والدة الأسير المقدسي إسماعيل الواوي، من بلدة سلوان، بعودته إلى البيت بعد 13 عامًا من الاعتقال والاحتفال بزفافه كخاتمة لكل الانتظار الطويل الذي عاشته، لم تكتمل حيث اضافت محكمة الاحتلال عامين إضافيين لحكمه.

اسماعيل كان يحضر نفسه للخروج إلى "الفورة"، في معتقل النقب، عندما دخلت قوة خاصة تابعة لإدارة المعتقلات واختطفته إلى مركز شرطة بئر السبع المحتلة، بتهمة محاولة رشوة شرطي وإدخال هاتف محمول.

"صبر 13 سنة على العذاب وفراق إسماعيل في كفة والعامين الاضافيين على حكمه كانتا في كفة"، تقول والدته بكل حرقة، والتي لا تمل من التأكيد أن "الحكم حكم الله".

وتبين أنه "كان من المفترض الافراج عن نجلها في ال18 من شهر مايو من العام الحالي، ولكن إدارة المعتقل تعمدت ايقاعه من خلال شرطي، ادعى أن اسماعيل حاول رشوته لإحضار جهاز خليوي للأسرى، وهو الأمر الذي يرفضه جملةً وتفصيلًا ، وبعد عدة جلسات زادوا على حكمه عامين و3 شهور إضافية".

الكمين

في العام 2003 كان الواوي على موعد مع الأسر عندما توجه نحو دائرة السير في القدس المحتلة، بناء على اتصال من مستوطن اشترى منه سيارة لكي ينقلها إلى اسمه، ليجد القوات الخاصة بانتظارها ليتم اعتقاله ونقله إلى التحقيق.

أشهر طويلة من التعذيب والتحقيق في مركز "المسكوبية"، واجهها إسماعيل في الزنازين المظلمة والباردة التي اضحت شاهدًا على معاناة الآلاف من الأسرى والأسيرات، بتهمة مشاركته في عمليات مقاومة في بلدته سلوان الماحطة بعشرات البؤر الاستيطانية.

"الله أعلم كيف كانت حالتنا لما حكموا 13 سنة ومشوا الحمد لله بالصبر والمعاناة، سنتين وهو رايح جاي في البوسطات على المحكمة المركزية لحد ما انحكم" تقول الحاجة أم إياد.

الرياضي المحبوب

"أبو إبراهيم" كما يحب أن يناديه رفاقه في المعتقل، يعشق الرياضة والملاكمة بخاصة فلا يدع يوم يمر دون أن يمارس التمارين الرياضية لمدة ساعتين على الأقل.

اضرابات عديدة خضاها الواوي وكان اخرها في العام 2014 تضامنًا مع الأسرى الإداريين، في معركتهم لإنهاء ملف الاعتقال الإداري "بدون تهمة"، وفي كل المعتقلات التي دخلها كان الأسرى يحرصون على انتخابه لتمثيلهم أمام الاحتلال لقوة شخصيته واخلاصه في طرح قضاياهم.

الزيارة

"ضغط وسكري وأوجاع في الظهر والأقدام تركتها السنوات الطويلة من الاستيقاظ في منتصف الليل من أجل التوجه لزيارة إسماعيل وهي الفرصة الوحيدة بين كل أسبوعين لكي أراه لمدة 45 دقيقة فقط من خلف زجاج وعلى الهاتف" تبين الوالدة.

وتضيف "ولا لحظة ولا دقيقة تمر علي دون أن أتذكره ولكن المناسبات والأعياد لها طعم مختلف، وربما أكثر مناسبة تركت حزنًا شديدًا علينا لغيابه عنا هي عرس شقيقته الوحيدة التي زفت دون أن يكون معها".

بصوت خنقته الدموع تدعو الحاجة أم إياد أن يكون يوم افراج إسماعيل قريبًا "فش على الله إشي كثير ما يجي شهر 5 إلا هو مروح واجوزه واسكنه عندي".