غزة- قُدس الإخبارية: ترتبط أزمة "الفكة" التي تضرب العملة النقدية البسيطة في قطاع غزة، بالمناسبات الاجتماعية المختلفة، التي تجعل من اختفائها بشكلٍ مبكر مشكلةً يعاني منها سكان القطاع، ويحيلها البعض إلى العادات السائدة لدى التجار والأهالي أيضًا، على الرغم من تواجدها بكميات كبيرة.
ويقول الخبير الاقتصادي معين رجب إن عملة "الفكة" يجري تصنيعها معدنيًا بهدف جعل عمرها الافتراضي طويل نسبيًا ولا تتلف بسرعة، كما أنه لا يجري إعادة إخراجها من الضفة أو القطاع، بمعنى أنها تتراكم سنة بعد أخرى، إضافةً إلى حرص سلطة النقد على توريدها باستمرار.
يوضح رجب أن العوامل سابقة الذكر تؤكد أن الكمية الموجودة في السوق كبيرة جدًا، لكن يرى بأن الأزمة تكمن في الثقافة السائدة في قطاع غزة لدى التجار خصوصًا أو المستهلكين عمومًا.
ويضيف لـ قُدس الإخبارية، هناك ثقافة سائدة لدى التجار بأن من يملك هذه الفكة يستطيع تحقيق معاملات أكثر في السوق وبالتالي أرباح أكثر، ولهذا فهم يقومون بحجبها واستئثارها دون الآخرين واستعمالها أثناء المعاملات التجارية الخاصة بهم".
المشكلة لا تكمن فقط في ثقافة التجار فحسب، حيث يشير إلى أن بعض المستهلكين يلجأون إلى تخزينها من أجل معاملاته الخاصة، مضيفًا "هذه الأزمة مرتبطة ببعض المناسبات كالأعياد حيث يقدمونها كعيدية لأفراد الأسرة والأقارب، حيث يحرصون عليها في فترة مبكرة لتكون متوفرة أيام العيد".
وإذ يؤكد رجب أن أزمة العملة النقدية لا علاقة لها بأزمة الدولار التي بدأت تتراجع تدريجيًا، فإنه يلفت إلى أن سلطة النقد تطلب توريد المزيد من هذه العملة من "بنك إسرائيل" لحل أزمة الجمهور.
وكان سلطة النقد قد أوضحت في بيانٍ لها الأربعاء، أنها تسعى لتلبية احتياجات الأهالي في قطاع غزة من السيولة بكافة العملات لسد الطلب المتزايد عادةً خلال شهر رمضان المبارك، مضيفةً أنها تبحث إدخال ما يلزم من الفكة من عملة الشيكل مع كافة الجهات ذات العلاقة في أقرب وقت ممكن.