الخليل- خاص قُدس الإخبارية: متعبةٌ عادت الحاجة زينب الجنازرة من اعتصام تضامني مع ابنها المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين احتجاجاً على اعتقاله الإداري، تجلس بجسدها التَّعِب الذي أضنته كثرة الزيارات لأبنائها في سجون الاحتلال، وتحمل صورة ابنها "سامي" والدموع تملأ عينيها.
الحاجة زينب الجنازرة (76 عامًا) والدة الأسير سامي الجنازرة من مخيم الفوار جنوب الخليل، تقول تعليقًا على إضراب ابنها لـ 68 يومًا "أنا أملي بالله كبير، ربنا قادر على كل شيء، سامي صامد وصابر الحمد لله، وإن شاء الله برجع لبيته وأولاده بصحة عافية".
[caption id="attachment_92190" align="alignnone" width="600"] والدة الأسير جنازرة تتحدث عن طفولته وشبابه تصوير: محمد وليد[/caption]وُلد الأسير سامي الجنازرة (43 عاماً)، في مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل، عاش طفولته في المخيم وشبَّ فيه، وضحى بسنوات عمره، وتعليمه، وعمله من أجل الوطن فلسطين، تضيف والدته، "عاش طفولته في المخيم كأي طفل فلسطيني لاجئ، كان دائما يقول لي، "ليش طلعتوا يما من عراق المنشية، لازم استشهدتوا فيها وما اطلعتوا".
منذ صغره، لم يترك سامي أي من الفعاليات والمهرجانات الوطنية، حيث كان السّباق فيها والمنظم لها، فلم يدع أسيراً مضرباً عن الطعام إلا وتضامن معه كسامر العيساوي وغيره، كما لم يفته أسيراً محرراً إلا وشاركه فرحته، ولم يغب عن أي جنازة شهيد في المحافظة، تقول والدته.
بعد أن اجتاز مرحلته الثانوية العامة بنجاح، قرر أن يدرس تخصص علم النفس، لكن قضبان الاحتلال كانت تنتظره بعد عامين ونصف من دراسته جامعة الخليل، ليعتقل لأول مرة، خرج فيها بعد عامين من المعتقل، ليكمل تعليمه، لكن تكرر الاعتقالات حالت دون ذلك، كما توضح والدته.
فالاعتقالات توالت على خلفية مشاركته بالفعاليات الوطنية في كافة أنحاء الضفة الغربية، فاعتقل ما مجموعه 9 سنوات، كان آخرها الاعتقال الإداري بتاريخ 15 تشرين ثاني الماضي، ليقرر الاضراب المفتوح عن الطعام في 3 آذار الماضي حتى إنهاء اعتقاله الإداري وهو المعروف بعناده، وثباته على موقفه، وصلابة رأيه.
[caption id="attachment_92191" align="alignnone" width="600"] ريما زوجة الأسير سامي تتحدث عن مرحلة إضرابه تصوير: محمد وليد[/caption]زوجته ريما الجنازرة (33 عاماً) والتي تزوجها خلال مطاردة قوات الاحتلال له خلال اجتياح الضفة تقول إنها والعائلة رفضت قرار الإضراب عن الطعام في البداية خوفاً على سامي وصحته، لكنهم قدموا له الدعم والمساندة والتضامن عند رؤية إصراره على تحقيق مطلبه وهو إنهاء الاعتقال الإداري والإفراج عنه".
والدته الحاجة زينب التي خاضت تجربة الإضراب عن الطعام مرتين، الأولى عام 1981 عندما أضربت تضامناً مع المعتقلين مدة 6 أيام، والثانية عندما أضربت مع ابنها سامي وباقي المعتقلين عام 2005 لتحقيق مطالبهم، تدرك صعوبة الإضراب الذي يخوضه سامي الآن ومدى ضرره على صحته لكنها تتضرع لله دائما أن يقف بجانبه.
مرارًا، سعت إدارة مصلحة سجون الاحتلال لإضعاف الأسير الجنازرة والضغط عليه من خلال نقله عدة مرات بين سجن النقب ومحكمة عوفر غرب رام الله لإنهاكه، وعزله الانفرادي لأيام متوالية، وأخيراً طالبت نيابة الاحتلال العسكرية بتحويله إلى التحقيق رغم جسده الهزيل.
وحول وضعه الصحي الذي يزداد خطورة، فان الأسير جنازرة يعاني من حالات إغماء مستمرة سببت له جرحاً في رأسه أثناء سقوطه في المستشفى، وضيق في التنفس، إضافة إلى قصور في عمل الكلى.
لم يشفع له وضعه الصحي ولا طول أيام إضرابه، من ظلم وبطش الاحتلال ونيابته العسكرية، حيث قررت التحقيق معه واستصدار لائحة اتهام بحقه بدعوى استحداث جديد على قضيته، ما دفع الأسير لتعليق إضرابه لمدة أسبوع واحد وتناول السوائل فقط.
جدير بالذكر، أن التعليق جاء بناءً على قرار محكمة الاحتلال بإعطاء النيابة مهلة أسبوع للتحقيق مع الأسير، وفي غضون هذا الأسبوع من المفترض إصدار لائحة اتهام بحقّه، فيما يعاود الإضراب لاحقًا في حال لم يتم إصدار لائحة والقرار بالإبقاء على الاعتقال الإداري.
بين أخبار اعتقاله وإضرابه وخطورة وضعه الصحي، يجلس أطفاله فراس (13عامًا) ومحمود درويش (10 سنوات) وماريا (4 سنوات) دائمي السرحان، يفكرون بحال والدهم، والذي ما زال الاحتلال ينهش من جسده الضعيف داخل سجونه، ويقول ابنه الأكبر فراس إنه يشتاق والده كثيراً ويتمنى أن يخرج من سجون الاحتلال معافًا سليماً، ويتملئ بيت الأسرة الصغيرة بالزينة والورود.
[caption id="attachment_92193" align="aligncenter" width="600"] ابن الأسير سامي جنازرة تصوير: محمد وليد[/caption]