شبكة قدس الإخبارية

مهلة لشهر واحد لإخلاء منزل تقطنه عائلة مقدسية منذ 100 عام

شذى حمّاد

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: أمهلت محكمة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، عائلة مازن كمال قرش، أقل من شهر لإخلاء منزلهم في حارة  السعدية في بلدة القدس القديمة، إضافة لدفعه غرامة مالية بقيمة 250 ألف شيقل.

وتقيم عائلة قرش في المنزل منذ عام 1916، وتناقله عبر أربعة أجيال، فيبين مازن لـ"قدس الإخبارية"، أن العائلة ومنذ عام 2010 تخوض معارك قضائية في محاكم الاحتلال، لتحافظ على بقائها في المنزل، إلا أن القرار النهائي الصادر عن المحكمة تضمن إخلاء العائلة التي حاولت تقديم استئناف للقرار، إلا أنه تم رفضه وأمهلت العائلة حتى الأول من حزيران لإخلاء المنزل.

وأضح قرش أنه يسكن في المنزل هو وزوجته وسبعة من أبنائه منذ 58 عاما، إلا أن محكمة الاحتلال ادعت أن القانون لا يحمي الجيل الرابع من المستأجرين، "لا يوجد لنا أي منزل آخر .. إذا استطاعوا إخراجنا من المنزل فسأصبح أنا وأسرتي في الشارع".

ويؤكد قرش على أن الاحتلال يطبق هذا القانون لهدف سياسي يتضمن إخلاء العائلة من المنزل والاستيلاء عليه، في سبيل الوصول إلى المخطط الكبير الساعي لتفريغ بلدة القدس القديمة من سكانها الأصليين، وتهويدها وإضفاء صبغة يهودية عليها.

وأضاف أن محكمة الاحتلال فرضت عليه غرامة مالية بقيمة 250 ألف شيقل، حيث تطالبه بدفع 2600 شيقل شهريا، وهو ما لا تسطيع العائلة دفعه، "هذا القرار جاء لاستنزاف صبر العائلة، على الرغم أننا كنا ملتزمين بدفع الآجار الذي كان 40 دينار أردني ثم ارتفع لألف شيقل، والآن فرضوا علينا دفع 2600 شيقل".

ويتابع قرش، "لو باعوني وعائلتي لن يحصلوا هذا المبلغ، نحن أسرة بسيطة نعتمد على راتب الضمان الاجتماعي الذي يبلغ ثلاثة آلاف شيقل شهريا".

فيما تواصل سلطات الاحتلال ومنذ خمسة شهور اعتقال نجليه تامر 18 عاما، وثائر 20 عاما بعد تصديهم لاعتداءات المستوطنين المتواصلة على العائلة والمنزل.

وكان الجمعيات الاستيطانية استولت على جزء من المنزل في 27 تموز 2010 بعد خروج العائلة إلى حفل زفاف أحد أفرادها، فيبين قرش أن المنزل كان يقطن فيه 60 فردا، وفي أحد الأيام استغل المستوطنون خروج العائلة لتقوم باقتحامه والاستيلاء عليه.

وأضاف أن جزء من المنزل تقطن به عائلات يهودية الآن تقوم بمضايقة العائلة والاعتداء المتواصل عليها، "يقومون برمي النفايات اتجاهنا، ويبصقون علينا كما أنهم يختلقون المشاكل ويعتدون علينا دائما"، مشيرا إلى أنهم رفعوا الأعلام الإسرائيلية على الجزء الذي تم الاستيلاء عليه ليرد عليهم برفع الأعلام الفلسطينية على منزله.

"رغم أن عائلات البلدة القديمة تعيش تحت خط الفقر إلا انها صامدة وصابرة وكل مال الدنيا لا يدفعها للتخلي عن منازل المحاذية للمسجد الأقصى .. فالأرض كالعرض غالية علينا كثيرا"، ويضيف قرش،" نحن من عمر طويل ونعيش هنا في هذا المنزل ولا مكان آخر لنا ... كل زاوية فيه لها ذكرياتها الغالية التي لا نتخلى عنها ولا ننساها".