شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يغسل أدمغة وأفكار أطفال من القدس داخل إصلاحياته

أحمد يوسف

القدس المحتلة – خاص قٌدس الإخبارية: "تربية 13 سنة لأطفالنا ضاعت خلال أشهر من اعتقالهم في إصلاحيات الاحتلال وما في حد سائل".. هكذا يلخص أنور الزعتري من مدينة القدس حكاية ابنه أدهم، وابن شقيقه أحمد، وأطفالا آخرين، مع مراكز الاحتجاز الإسرائيلية للأطفال الفلسطينيين، متحدثا عن غسيل دماغ يجري للأطفال لنزع انتمائهم بعد تغييب عائلاتهم عنهم.

أدهم أنور الزعتري (14 عاما) اعتقل بتاريخ 18/تشرين أول/2015، على يد قوة من المستعربين أثناء تواجده في بلدة الرام شرق مدينة القدس، خلال مواجهات اندلعت بالمنطقة، أما ابن عمه أحمد رائد الزعتري (13 عاما) فقد اعتقل بتاريخ 30/كانون أول/2015 من داخل قطار بمدينة القدس، واتهم مع الطفل شادي فراح الذي اعتقل برفقته بمحاولة تنفيذ عملية طعن بالقطار.

ويقول أنور الزعتري، إن سلطات الاحتلال احتجزت أدهم وأحمد في مركز احتجاز "إصلاحية" في طمرة بالداخل المحتل، موضحا أن المركز هو منزل من طابقين لا ساحة له ولا فناء، ويعتقل الأطفال فيه ويُقدم لهم ما يسميه الاحتلال "علاجا"، وهو عملية غسيل للدماغ وتغيير للأفكار والقيم التي تربى عليها هؤلاء الأطفال، دينيا ووطنيا وأخلاقيا، كما يوضح أنور.

وبدا تأثير هذا المراكز واضحا على الطفل أدهم الذي نقل مؤخرا إلى سجن "مجدو"، وعقدت له قبل أيام جلسة محاكمة للنظر في قضيته، وخلالها طلبت نيابة الاحتلال إعادته إلى "الإصلاحية"، إلا أنه رفض ذلك قائلا للقاضية: "حمام السجن أحسن من جميع مراكزكم".

ويتحدث أنور لـ قُدس الإخبارية عن الوقت الذي يقضيه الأطفال بالمركز المذكور في طمرة موضحا، أن الأطفال يقضون ساعات الصباح حتى الثانية ظهرا في الحصول على مواد تعليمية وفق المنهاج الذي يريده الاحتلال ويهدف له، ثم يقضون بقية يومهم حتى التاسعة مساء في صالة بها بعض الألعاب الخفيفة.

ويضيف، "أؤكد لكم أن هذا المركز ليس إصلاحية ولا مكانا للتأهيل، بل هو مكان مناسب لاعتقال من يرتكبون جرائم جنائية مثل السرقة وغيرها".

وتسمح سلطات الاحتلال للعائلات بزيارة أطفالهم مرة واحدة كل أسبوع ولفترة محددة، وهي فترة غير كافية وفق تجربة الزعتري، الذي أكد أن الاحتلال يستطيع بهذه الطريقة أن يوجه الأطفال بالاتجاه المعاكس لما تريده عائلاتهم.

وتشكل الزيارة معاناة كبيرة للعائلات بسبب التكاليف الباهظة التي تحتاجها، فيوضح أنور الزعتري أن قيمة المواصلات للمركز تصل إلى 800 شيكل كل مرة (حوالي 220 دولار)، هذا عدا عن تكاليف طلبات الأطفال المحتجزين، والتي لا يمكن للعائلة ردها لأنها من أطفالهم أولا، ولأن أطفالهم قيد الاعتقال في ظروف صعبة ثانيا.

وتحتجز سلطات الاحتلال في المركز المذكور ثلاثة أطفال هم ادم صب لبن وأحمد الزعتري وشادي فراح، وقد طلبت عائلاتهم من هيئة شؤون الأسرى أن تخفف من عنائهم بتغطية تكاليف المواصلات على الأقل، إلا أنها اعتذرت رسميا اليوم الإثنين معللة ذلك بعدم كفاية الميزانية، وعدم وجود بند يسمح بذلك، في حين يرفض الصليب الأحمر تقديم أي مساعدة مبررا ذلك بأن الأطفال ليسوا أسرى.

ويضاف إلى الأطفال الثلاثة الطفل أحمد مناصرة المحتجز في مركز يركا، والطفل علي علقم المحتجز في مركز "الأخوة" بمدينة عكا، وهو مركز مفتوح قياسا بالمركز المغلق في تمرا.

ويرى الزعتري أن طفله أدهم نجا من خيوط الاحتلال بوصوله إلى المعتقل مع أسرى أمنيين فلسطينيين، لكنه لا يخفي قلقه الشديد على ابن شقيقه والطفلين شادي وادم المعتقلين داخل المركز، منتقدا بشدة ما يعتبره تقصيرا كبيرا من الجهات الرسمية الفلسطينية لمعاناة العائلات وكذلك الوضع الخطير الذي يحيط بأفكار أبنائهم وانتماءاتهم، فيقول: "الكل تخلى عنا ومش مهتم بهاي القضية، الكل تركنا وأطفالنا لحالنا ومش سائل".