شبكة قدس الإخبارية

مستوطنة جديدة بدلا من بؤرة عشوائية لإرضاء المستوطنين

شذا حنايشة

الضفة الغربية – قُدس الإخبارية: بينما تبذل "إسرائيل" جهودا حثيثة لتخفيف حدة تقرير دولي سيصدر عن اللجنة الرباعية الدولية قريبا وسيتضمن انتقادا للاستيطان، فإنها في الوقت ذاته تسعى لإرضاء مستوطنيا بإقامة مستوطنة جديدة على أراضي ثلاث قرى واقعة بين نابلس ورام الله، وفقا لما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس السبت.

المستوطنة حسب المعلومات المنشورة ستقام على أراضي قرى قريوت وجالود وترمسعيا والمغير، وذلك بعد اتفاق بين حكومة الاحتلال ومنظمة "أمانا" الاستيطانية على بناء المستوطنة لتضم 139 وحدة استيطانية، ومنح حرية التصرف بـ90 وحدة منها لصالح الجمعية المذكورة.

وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة، أن هذه المستوطنة تقع في مثلث البؤر الاستيطانية "عيلي" و"تشيلو" وبؤرتين استيطانيتين كانتا موجودتان في تلك المنطقة، مبينا أن المستوطنة تهدف إلى تشكيل تواصل بين المستوطنتين باتجاهين؛ الأول يمتد باتجاه الغور ويرتبط مع مستوطنة "ارئييل"، والثاني يربطها بخط المستوطنات في منطقة ما بين محافظات شمال الضفة الغربية ووسطها.

وأضاف لـ قُدس الإخبارية، "منذ فترة يعملون على تعزيز هذا الخط الاستيطاني حيث حولوا بعض البؤر الاستيطانية مثل رحليم إلى مستوطنة، وأقرّوا بها في نهاية عام 2014، 200 وحدة استيطانية"، موضحا أن هذه المستوطنة هي واحدة من البؤر الاستيطانية التي أقروا تحويلها عمليا لمستوطنة تفيد لنفس الغرض.

وتحدثت صحيفة "هآرتس" عن أن بناء المستوطنة الجديدة يهدف لتسكين 40 عائلة وإرضاء المستوطنين، بعد اتخاذ قرار بإزالة بؤرة "عامونا" الاستيطانية مع نهاية العام الجاري.

ويبين الخبير في شؤون الاستيطان سهيل خليلية، أن المستوطنين في بؤرة "عامونا" المقامة منذ عام 1997 وتعد اكبر البؤر الاستيطانية الموجودة، خسروا قضية أمام أصحاب الأراضي الفلسطينيين تم رفعها منذ عام 2008، حيث حصل أصحاب الأرض على حكم إخلاء في 2012 على أن يتم التنفيذ في 2014، مضيفا أنه عندما استنفذ المستوطنون كل مواعيد الإخلاء أصبح ضروريا إيجاد مكان بديل لهم.

ويرى خليلية أن إقامة المستوطنة الجديدة بالإضافة للسابق نمط سياسي إسرائيلي يهدف إلى التخلص من البؤر الاستيطانية العشوائية الموجودة في مناطق متفرقة ونقلها لمستوطنة واحدة وتكبير محيطها، مضيفا، "عندما يجمعون أنفسهم في مستوطنات أكبر تصبح المفاوضات عليها أصعب".

وأكد سهيل خليلية لـ قُدس الإخبارية، أن عملية النقل هي مجرد خطوة سياسية تكتيكية لأن البؤر العشوائية الصغيرة تكلف "إسرائيل" تكاليف كبيرة، خاصة عندما يتطلب الأمر حماية من الجيش الإسرائيلي. وتابع، "يصرفون على البؤر الصغيرة مصاريف جانبية كثيرة، لذلك لجؤوا إلى تجميعهم وتوسيع شيء موجود".

فيما تضيف صحيفة "هآرتس" سببا آخر لهذه الخطوة، وهو إغراء وزير الجيش للمستوطنين في "عامونا" بأنهم سيحصلون على مستوطنة جديدة وأكبر في حال أخلوا المستوطنة التي يسكنون فيها بهدوء.

يذكر أن البؤر الاستيطانية العشوائية وكذلك المستوطنات المقامة بشكل رسمي ومنظم ومدعوم من قبل حكومة الاحتلال على أراضي الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس، تعتبر جميعها وفق القانون الدولي انتهاكات وجزءا من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكذلك عائقا أمام "حل الدولتين".