شبكة قدس الإخبارية

متقدمون لامتحان توظيف التربية والتعليم: الامتحان غير عادل

شذا حنايشة

الضفة الغربية – خاص قُدس الإخبارية: اكتظت شوارع محافظات الضفة الغربية اليوم السبت، بمتقدمي امتحان توظيف التربية والتعليم الذي أصبح طقسا سنويا متكررا للآلاف من خريجي الجامعات الفلسطينية، على الرغم من إيمانهم المسبق بأنه لن يتم اختيار إلا عدد ضئيل منهم.

عارف أبو عزيزة خريج الإرشاد التربوي يرى أن تقدمه للامتحان اليوم وللمرة الخامسة يعود فقط لأنه يتمنى أن يعمل في مجال تخصصه بدلا من أن يكون عامل داخل "إسرائيل".

أما نداء سباعنة خريجة التربية الإسلامية والتي تعمل كمربية في احدى رياض الأطفال، تقدم امتحان التوظيف اليوم للمرة الـ 14 على التوالي، وتعتبر أن الامتحان ليس أكثر من شكليات تعتمدها وزارة التربية والتعليم لإسكات الخريجين، مضيفة، "على ما يبدو سأتقاعد من الامتحان بدلا من أن أتقاعد من الوظيفة".

ويرى غسان جمعة الذي يقدم الامتحان منذ أكثر من 15 عاما، أن الامتحان لا يلبي حاجة الخريج، وخاصة في ظل عدم وجود مقررات للاعتماد عليها، ويعتبر أن سن التقاعد الموجود حاليا هو أحد الأسباب الرئيسية لاكتظاظ الخريجين على أبواب مراكز التقديم اليوم.

ويقول غسان، "يجب على الوزارة أن تعتمد خطة جيدة وناجحة بحيث تراعي مبدأ الأقدمية في التعيين، وخبرات المتقدم وعلاماته الجامعية، ثم تنظر إلى علامة الامتحان، بهذه الطريقة نقول أنه تم الاختيار بطريقة عادلة"، وفق قوله.

وليس بعيدا عن الرأي السابق، تحدث فادي صعابنة الذي يتقدم لامتحان التوظيف منذ عام  2009، "يجب على الوزارة خفض نسبة النجاح في الامتحان إلى أقل من 70%، وقبل ذلك يجب أن نقدم الامتحان كل 5 سنوات مرة، ليس عدلا أن يكون دوري السنة الأول والسنة القادمة يصبح العاشر".

ويضيف، "لا يوجد عدالة في الـ 4% الذين يتم توظيفهم، وكل المسؤولية تقع على وزارة التربية والتعليم، اقدم الامتحان منذ 15 عاما، أليس لهذا أي اعتبار عند الوزارة".

من جانبه علل مدير شؤون الموظفين في وزارة التربية والتعليم مهند أبو شمة عدم قدرة الوزارة على الرجوع لسنوات سابقة في الاختيار ومراعاة الأقدمية، بالمادة 22 في قانون الخدمة المدنية، التي توضح أن صلاحية فترة الاختبارات والمقابلات تنتهي بعد مرور عام واحد من تاريخها.

وأوضح أبوشمة، أن القانون الأساسي الفلسطيني يقر بأن هناك تكافؤ فرص، أي أن الجميع يجب أن يخضع لنفس المعيار، "يعني لا أستطيع أن أميز بين شخص وشخص إلا بما حصل هو عليه، ولا نستطيع أن نقول لشخص معك ثلاث سنوات من تاريخ إجراءك للمقابلة أو الاختبار".

ويلقي العديد من المتقدمين مسؤولية وجود هذا الكم الهائل من الخريجين مقابل قلة الفرص على عاتق الجامعات الفلسطينية وليس فقط الوزارة، "لماذا لم يقولوا منذ البداية لا يوجد وظائف، لم نكن لنتعب أنفسنا ونكلف أهالينا، الله اعلم كيف كنا نجمع اقساطنا الجامعية، هذا التعب وهذه المصاريف في النهاية من أجل ماذا! من أجل أن نأتي لنقدم كل سنة دون جدوى"، تقول احدى المتقدمات.

وترى صفاء حوراني خريجة اللغة الانجليزية التي تقدم الامتحان للمرة الثامنة، أن التوظيف في التربية والتعليم يعتمد بشكل كبير على الواسطة والمحسوبية، "لا أحد ينكر أن هناك واسطة في الاختيار، انا اعرف أشخاص توظفوا دون أن يقدموا الامتحان أصلا وحجتهم فقط أن ظهرهم مسنود"، تقول صفاء.

وتؤكد صفاء أن هذه ستكون السنة الأخيرة لها، وإن لم يحالفها الحظ فإنها ستقاطع الامتحان حتى لو ضمنت نجاحها، تقول، "لم أكن أريد التقديم السنة، لكن سمعت أن هذه المرة ستكون مختلفة ويمكن أن يكون هناك أولوية للخريجين القدامى".

ويعتبر العديد من المتقدمين أن اعتماد الامتحان في التوظيف أسلوب خاطئ ترتكبه وزارة التربية والتعليم، ويرون أن العلامات الجامعية، والمقابلات، والخبرات كفيلة بتحديد الأشخاص الأحق بهذه الوظائف، "الشيء الذي تعبنا عليه في السابق يجب أخذه بعين الاعتبار، والمقابلة لها دور كبير أكثر من الامتحان في معرفة أفكار الشخص وأسلوبه وطريقة تعامله مع الطلاب"، تقول احدى المتقدمات.

ويعلق ابو شمة مؤكدا على وجود سجل في الوزارة يتم ترتيبه حسب العلامات التي يحصل عليها المتقدم بما فيها في اختبار التوظيف الذي يمثل 40 علامة من مجموع 130. ويضيف، "يتم ترتيب السجل تنازليا والأولوية للأعلى وهذا مكشوف ومعلن للجميع، ونحن جاهزون لكشفه لمن يريد".

كما وشدد مهند أبو شمة على عدم قدرة الوزارة على اللجوء لوسيلة أخرى بدلا الامتحان، متسائلا حول الوسيلة المناسبة والعادلة التي يناشد بها المتقدمين لتصنيف كل هذا العدد من المتقدمين حسب الأجدر بينهم، من أجل اختيار 2000 متقدم منهم.

وفي المقابل قاطع العديد من الخريجين الامتحان معللين ذلك بقلة فرصهم مقابل الاعداد الهائلة للمتقدمين والتي تزداد سنويا، "أصبح الموضوع ليس أكثر من ضغط نفسي أنا أقدم الامتحان منذ 2005، وبالنسبة لي اختياري أصبح مجرد حلم لذلك خلص"، تقول فاطمة نزال خريجة التربية الابتدائية عن سبب عدم توجهها للامتحان اليوم.

ويبدو مذهلا أن تكرر إحدى الخريجات قبل عقود التقدم لامتحان التوظيف بالتربية دون أن تحصل على الفرصة حتى تخرج ابنتها، فتقول "ابنتي خريجة وتقدمت للامتحان هذه السنة، خلص لقد انتهى دوري وحان الآن دور الشباب المقبلين على معترك الحياة، لم اتخيل يوما اني سأتقدم لامتحان التوظيف أنا وابنتي، ربما سيكون الحظ معها أفضل مني".

والجدير ذكره أن 43440 خريجا تقدموا في 17 مديرية بمحافظات الضفة الغربية لامتحان الوظائف الأكاديمية في وزارة التربية والتعليم، وسيتم اختيار 2000 خريج فقط.