فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهدافها للإعلام الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، بهدف طمس جرائمها، فقيّدت حرية الصحافة بالقوانين والإجراءات التعسفية وأغلقت مؤسسات إعلامية بالقوة، وواجهت العاملين في وسائل الاعلام بالقمع والرصاص والهراوات، واعتقلت بشكل تعسفي العشرات من الاعلاميين وزجت بهم في سجونها وكبلتهم بالأصفاد والسلاسل، بل ولاحقت أيضا العاملين في وسائل الاعلام العربية والدولية.
وبالأمس فقط، حولت محكمة الاحتلال الإسرائيلية، الأسير الصحفي عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال للاعتقال الإداري لمدة أربعة اشهر.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الصحفي نزال على معبر الكرامة خلال سفره إلى الأردن للمشاركة في مؤتمر اتحاد النقابات الصحفية الأوروبية الذي عقد في "سراييفو"، ضمن وفد يترأسه نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، في الثالث والعشرين من نيسان الماضي.
كما تحرص قوات الاحتلال على محاصرة الصحفيين خصوصا المقدسيين منهم، من خلال سوق التهم غير المبررة لهم، لوقف كلمتهم وزجهم في سجونها كما جرى مع الزميلة الصحفية "سماح دويك" التي اعتقلتها مطلع الشهر الماضي، ولاتزال تعتقلها بتهمة التحريض على الإسرائيليين على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، على الرغم من قرار محكمة الاحتلال الإفراج عنها.
19 صحفيا أسيرا
عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين قال: "إن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين قد تصاعد بشكل لافت منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، ومنذ ذاك التاريخ سجل أكثر من (280) انتهاكا بحق الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، من ملاحقات واعتداءات وقمع وتنكيل وإطلاق نار واقتحام ومصادرة معدات وإغلاق واحتجاز واستدعاء واعتقال وتقييد حرية الحركة".
وتابع، أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال الانتفاضة الجارية العشرات من العاملين في وسائل الاعلام المختلفة، ولايزال منهم نحو (20) إعلاميا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال.
وأكد فروانة على أن استهداف الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين والعاملين في مجال الاعلام يأتي ترجمة لتوجيهات وتصريحات المستوى السياسي الذي دعا صراحة الى محاربة كافة وسائل الاعلام بذريعة "التحريض".
وقال: "هذا التحريض فتح الباب على مصراعيه أمام الأجهزة الأمنية المختلفة للاحتلال لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين بهدف قمعهم وتخويفهم وتكميم أفواههم، وتشديد القيود على حركتهم وحريتهم، والتأثير على توجهاتهم، وحرف أقلامهم الحرة وحجب الحقيقة التي تلتقطها عدسات كاميراتهم الصادقة، وتغييبهم قسرا عن القيام بمهامهم الإعلامية وعدم نقل الجرائم اليومية التي يقترفها الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين".
وناشد فروانة كافة الاتحادات الدولية ذات الاختصاص بالإعلام والصحافة وكافة العاملين في وسائل الاعلام والمدافعين عن حرية الراي والتعبير الى التحرك الجاد لنصرة زملائهم القابعين في السجون الإسرائيلية والعاملين في الأراضي الفلسطينية وتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين ولكل العاملين في مجال الصحافة والإعلام في الأراضي الفلسطينية.
من جهته أفاد نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أن سلطات الاحتلال تعتقل 5 صحفيين اداريا، وهم محمد قدومي وعلي العويوي ومصعب قفيشة ومحمد القيق وعمر نزال.
وأضاف النادي، "علاوة على استهداف الإعلاميين العاملين في المؤسسات المختصة بالدفاع عن الأسرى، اعتقلت قوات الاحتلال، يوم أول أمس الأحد، الصحفي حسن الصفدي مسؤول الإعلام في مؤسسة الضمير، كما وتعتقل الصحفي صلاح عواد، مدير الدائرة الإعلامية في نادي الأسير والذي يقضي حكماً بالسجن لسبع سنوات، أمضى منها خمس.
ومن بين الأسرى الصحفيين الأسيرة سماح دويك، والتي اعتقلتها قوات الاحتلال في العاشر من نيسان بتهمة التحريض على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إضافة إلى عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزال والموقوف منذ 23 نيسان.
ولفت نادي الأسير إلى أن أقدم الأسرى الصحفيين وأعلاهم حكماً هو الأسير محمود موسى عيسى، من القدس، المحكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات و(46) عاماً، وهو أحد الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو
يذكر أنه في عام 1993 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد الثالث من أيار يوما عالميا لحرية الصحافة، كوقفة لتقييم أحوال حرية الصحافة في أنحاء العالم، ولتسليط الضوء على الاعتداءات التي تستهدف الصحفيين والحريات الإعلامية والدفاع عنها.