شبكة قدس الإخبارية

ماذا بعد رفض "إسرائيل" للمبادرة الفرنسية؟!

شذا حنايشة

رام الله – خاص قُدس الإخبارية: لم يمض أسبوع على إعلان فرنسا نيتها عقد اجتماع دولي بتاريخ 30/أيار حول مبادرتها للتسوية السلمية، حتى أعلنت دولة الاحتلال رسميا رفضها للمشروع الفرنسي بشكل كامل، وتمسكها بالمفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وذلك في حين تصر السلطة الفلسطينية على دعم المبادرة الفرنسية حتى آخر نفس.

الموقف الإسرائيلي لم يتبعه أي رد من الجانب الفرنسي حتى الآن، حول مصير هذه المبادرة بعد أن رفضها أحد الطرفين الاساسيين فيها، في حين قالت الولايات المتحدة إنها تبحث هذه المبادرة مع شركائها ومع أصحاب الشأن، ليبقى مستقبل الملف عالقا، خاصة موقف فرنسا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما تعهدت سابقا في حال فشل هذه المبادرة.

ويرى المحلل السياسي هاني المصري، أن المبادرة الفرنسية مجرد محاولة لإشغال الشعب الفلسطيني في الوقت الضائع، وأكد قائلا: "لا تعوّلوا عليها كثيرا".

ويقول المصري، إنه يجب على الفلسطينيين التوقف عن "انتظار الوهم بأمريكا وبإسرائيل والمجتمع الدولي"، خاصة في ظل عيشهم حالة من الضعف والانقسام الحالي، مضيفا، "الأفضل لنا أن نرتب بيتنا أولا ثم نقوي أنفسنا ونبتعد عن إضاعة وقتنا بأوهام جديدة، وإعادة إنتاج أخطاء قديمة".

ويحذر المصري من هذه المبادرة كونها غير واضحة المعالم من حيث المضمون والمرجعية، كما أن تمثل إعلان مبادئ سيتضمن بعض القضايا المتفق عليها لذلك تعتبر بعيدة كل البعد عن التسوية.

في المقابل، يرى واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، أن أهمية هذه المبادرة تكمن في إغلاق ملف المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية المنحازة، وأهمية وضع سقف زمني لجرائم الاحتلال واستيطانه الاستعماري على الأراضي الفلسطينية عام 1967.

ويضيف أبو يوسف أن "تمسك الشعب الفلسطيني" بهذه المبادرة يرجع لأن السنوات الطويلة الماضية كان الاستناد إلى مفاوضات ثنائية بالرعاية الأمريكية المنحازة للاحتلال، أثبتت عقم المراهنة على مفاوضات ثنائية برعاية أمريكية، مما دفع قيادة المنظمة للتوجه إلى المجتمع الدولي. وتابع، "وهذا يأتي بالاتجاه الصحيح، لأن إرادة المجتمع الدولي لابد أن تفرض الزاما للاحتلال لقبول والانصياع لتنفيذ القرارات المتفق عليها".

ويؤكد أبو يوسف، "نحن لا نتمسك بالمبادرة بل نتمسك بتدويل القضية الفلسطينية على أساس انهاء الاحتلال ضمن سقف زماني محدد".

لكن هاني المصري قال، "السلطة اليوم كالغريق المتعلق بقشة، ونحن نعتبر أن هذه المبادرة هي القشة التي لن تساعد الغريق، وفرنسا تريد إنجاح مبادرتها ولو على حسابنا الشخصي، ودائما الضغط يكون على الطرف الأضعف وفي كثير من المرات نستجيب وللأسف".

وحول موقف نتنياهو، قال واصل أبو يوسف، "نتنياهو يحاول إجهاض التحركات الدولية على صعيد القضية الفلسطينية ويعتبر المفاوضات الثنائية هي الأساس، ويدرك تماما أن هذه المفاوضات تجري بين دولة تستخدم أساليب قوى الاحتلال وبين شعب خاضع للاحتلال وأنه لا يمكن أن يكون هناك توازن في موازين القوى الموجودة، الأمر الذي يعطي للاحتلال إمكانية مصادرة كل ما يمكن أن يشكل إمكانية للحديث عن حرية واستقرار الشعب الفلسطيني من خلال انهاء الاحتلال".

ويعتبر ابو يوسف هذا الرفض أداة ضغط أمام المجتمع الدولي الذي يرى بنفسه ممارسات الاحتلال، ما يتطلب تدخل فوري وجدي من المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني.

بينما شدد هاني المصري أن هناك قرارا من الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأي مبادرة يجب أن تسعى لتطبيق هذا القرار وليس التفاوض وكأن هذا القرار غير موجود.

تجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية كانت قد أعلنت عن تأجيل التوجه إلى مجلس الأمن بمشروع قرار لإدانة الاستيطان إلى حين قيام فرنسا بكافة محاولاتها لإنجاح مبادرتها بشأن عملية التسوية.