قطنة – قُدس الإخبارية - (ترجمة: هيثم فيضي): مجددا أعادت عملية إطلاق الرصاص على الشقيقين مرام طه (24 عاما) وإبراهيم (16 عاما) تساؤلات حول كيفية تعامل الجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين الذين يعتقد أنهم يحملون سكاكين، وذلك وسط دعوات للكشف عن محتوى أشرطة التسجيل في كاميرات المراقبة بحاجز قلنديا حيث تم قتل الشقيقين، هذه القضية كانت محور تحقيق ميداني أجراه مراسل وكالة "AP" الأمريكية.
وتدعي شرطة الاحتلال أن الجنود قتلا الشقيقين بعد أن تجاهلا نداءاتهم للتوقف ورمي السكين، لكن الشرطة لم تفسر في بيانها سبب استخدام القوة المفرطة "القاتلة" بعد أن رمت الفتاة السكين الذي يدعي الجنود أنه كان بحوزة الفتاة، ولم تفسر أيضا سبب إطلاق النار على شقيقها الفتى، وهو ما تداركته الشرطة لاحقاً بالقول إن هناك سكيناً أخرى عثر عليها بحوزة الفتى بعد إطلاق النار.
وتنقل "AP" عن ثلاثة شهود على الواقعة تأكيدهم أن الشقيقين كانا على بعد مسافة تتراوح بين 20 إلى 25 مترا عن الجنود عند إطلاق النار عليهم، مبينة أن أحد الشهود بائع قهوة وآخر بائع فاكهة تواجدا في المكان لحظة إطلاق الرصاص، وطلبا عدم الكشف عن هويتهما خوفا من عواقب ذلك.
وقالت لوبا السمري المتحدثة باسم شرطة الاحتلال، إن تسجيلات الكاميرات القريبة من موقع الحادث، والتي من المفترض أن تشرح الحادث أكثر، لن يتم الإفراج عنها إلى حين انتهاء التحقيق. مشيرة إلى أنها تجهل موعد انتهائه. علما أنه خلال الأشهر الأخيرة اعتادت سلطات الاحتلال عدم الإفراج عن أشرطة الفيديو التي توثق حوادث القتل على الحواجز.
وطالبت عضو الكنيست الإسرائيلي دوف حنين، بالإفراج عن لقطات الفيديو التي توثق العملية، ونقلت شهادة بائع الفواكه والقهوة خلال تصريحاتها لتشير إلى أن الأخوين طه لم يشكلا أي تهديد لحظة وقوع الحادث.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن ساريت ميخائيلي المتحدثة باسم منظمة "بتسليم" قولها، إن قوات الاحتلال تسمح للجنود باستخدام القوة المميتة فقط في حال كانت حياتهم بخطر. وأضافت، "عندما ننظر إلى الظروف في كثير من الأحيان نجد أن درجة التهديد التي يشكلها الضحايا كان أقل بكثير مما ادعته قوات الأمن والتي تستمر في قتلهم".
وأشارت "AP" إلى تصريحات سابقة لرئيس أركان جيش الاحتلال، قال فيها إنه لا ينبغي إطلاق الرصاص على فتاة لمجرد أنها تحمل مقصا، وهو ما أثار احتجاج جماعات يهودية وحاخامات هاجموا الضابط واتهموه بمحاولة إضعاف "إسرائيل".
ويؤكد صالح طه (61 عاما) والد الطفلين أن قوات الاحتلال تعمدوا قتل ابنيه، متسائلا، "حتى لو كانت ابنتي تحمل سكيناً في حينه، فلماذا تم قتلها بعد أن رمت السكينة كما يدعي الجنود ولماذا يقتل شقيقها؟ هل كان يحمل سكينة؟"، ومؤكدا أن ابنيه كانا في طريقهما لأحد المستشفيات بالقدس لإجراء فحوصات طبية، وهو ما جعل الصدمة أكبر بكثير.
ويشير صالح إلى أن قوات الاحتلال استدعته لاحقاً لإجراء استجواب وتحقيق معه، وأن جثماني ابنيه لم يتم إرجاعهما للعائلة حتى اللحظة، مستبعداً أي نية لابنائه لتنفيذ أي عملية.