شبكة قدس الإخبارية

ماذا تحمل تهديدات القسام الأخيرة بالانفجار؟

مصطفى البنا

غزة - خاص قُدس الإخبارية: فتحت تصريحات كتائب الشهيد عز القسام الذراع المسلح لحركة حماس أمس الخميس، والتي حذرت فيها من استمرار الحصار على قطاع غزة، الباب أمام تفسيراتٍ كثيرة حول ما تنوي الحركة فعله إزاء الحالة المتردية والمعقدة التي يعيشها القطاع بعد مرور عامين إلا قليلًا على عدوان صيف عام 2014 الذي استمر 51 يوما، وحصد أرواح الآلاف ووضع أوزاره على دمار كبير.

المتحدث باسم القسام قال في كلمةٍ مختصرة ألقاها خلال حفلٍ فني أقامته حماس وسط غزة لدعم الانتفاضة، "تحذير أخير، لم يعد هنالك ما يمنعنا من اتخاذ القرار"، مؤكدا "رفع الحصار عن غزة أو الانفجار"، التصريح المقتضب أثار العديد من التساؤلات أهمها، ما القرار الذي ستتخذه حماس، وما هي المرحلة التي تنتظرها غزة بعد هذا التحذير؟.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، أن خيار الانفجار هو الأنجع لحماس من أجل لفت انتباه العالم إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجميع يسمع كلاما جميلا بين الحين والآخر كالوعود بإعادة الإعمار وفك الحصار، لكن لا أفعال حقيقية وجديّة في هذا الأمر. ويضيف قاسم، "ليس من الضروري أن يعني الانفجار اندلاع مواجهةٍ جديدة مع إسرائيل لأن وضع القطاع لا يحتمل حروبًا"، لكنه يعتبر أن من المهم أن تقوم حماس بعملٍ كبير يزعزع ويمسّ  بأمن إسرائيل، وهذا العمل يحدده العسكريون كالتسلل داخل الأراضي المحتلة والقيام بعمليات هناك، حسب قوله. ويرى بأن لقاءات حماس الأخيرة مع الجانب المصري ومشاورات المصالحة مع فتح "فاشلة أصلًا"، لأنه - وفق قاسم - عقدت مع الجهات التي تشارك في حصار غزة فعليا، من أجل إحداث ثورة شعبية ضد المقاومة الفلسطينية. وكان بيانٌ آخر لحركة حماس أكدت فيه أن "الوضع في قطاع غزة لا يمكن الصمت عنه، والقبول به أمرٌ غير ممكن"، كما ووجه القيادي في الحركة عبد الرحمن شديد رسالةً شديدة اللهجة للاحتلال محذرا إياه مما أسماه "انفجارٌ يلوح في الأفق أول من يدفع ثمنه رأس العدو وذيله وعبيده"، حسب تعبيره أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر، فيرى بأن التهديدات العسكرية للقسام لا تعني بالضرورة أن القطاع مقبلٌ على مواجهةٍ عسكرية جديدة مع الإحتلال، معتبر أنها ليست سوى رسالة خبرية أكثر من تهديد، للأطراف المعنية بالالتفات إلى معاناة غزة. ويقول أبو عامر إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تكشف أنهم غير معنيين بالمواجهة مع حماس في هذه الفترة، مضيفا "الكثير من المحللين السياسيين والخبراء في إسرائيل يصرحون بأنهم معنيون بتخفيف الحصار عن غزة لكن الواقع يخالف هذا التوجه وبالتالي فنحن أمام سياسة غير متزنة من طرف الاحتلال". ويشير أبو عامر إلى أن القرار السياسي في "إسرائيل" مرتبطٌ بعض الشيء بالرأي العام، وهذا يعني أن الرسائل والشعارات التحذيرية إن لم يتم ضبط عباراتها بالشكل الصحيح؛ فربما يتم استغلالها بشكلٍ سلبيٍ وعكسي، بدلًا من دفع الطرف الآخر إلى ما تريده حماس من فكٍ للحصار والابتعاد عن المواجهة، على حد قوله.