شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال : سلسلة عمليات قادمة ولا حل لجيل الانتفاضة الجديد

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: جاءت الأحداث التي تصاعدت منذ عملية القدس التي نفذها الشاب عبد الحميد أبو سرور من بيت لحم لتحطم نظريات وادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأن أجهزته الأمنية تمكنت من إخماد جذوة الانتفاضة التي فجرها الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ اكثر من نصف عام.

عملية القدس وعشرات العمليات من إطلاق النار وزرع العبوات الناسفة ومحاولات الطعن بالإضافة لعمليات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة، أصبحت تتخذ منحا عاليا، يدب الرعب في قلوب تلك الأجهزة وجنود الاحتلال بعد حديثها الأخير عن وجود تحذيرات بزيادة نشاطات وجهود الخلايا المسلحة للتخطيط لتنفيذ عمليات نوعية ضد الإسرائيليين.

تصاعد العمليات

جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي “الشاباك” أكد في تقرير له قبل أيام أنه وفي الأسبوع الماضي نفذ الفلسطينيون 138 عملية بينها عملية الفدائي عبد الحميد أبو سرور الاستشهادية في القدس المحتلة، بالإضافة لعمليات إلقاء الزجاجات الحارية “المولوتوف” ورشق الحجارة، أسفرت إصابة ما 25 إسرائيليا.

وأشار التقرير إلى أن 20 مستوطنا إسرائيلياً أصيبوا في العملية الاستشهادية في القدس والتي نفذها الشاب عبد الحميد أبو سرور من مخيم “عايدة” قضاء بيت لحم، بينها إصابات خطيرة ومتوسطة.

وبين التقرير أن 3 إسرائيليين أصيبوا خلال رشق مركباتهم بالحجارة قرب مدينة الرملة بالأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948، فيما أصيب جنديان بجيش الاحتلال بجراح خلال مواجهات في مخيم “قلنديا” قرب مدينة القدس المحتلة، فيما تعرضت قوة من جيش الاحتلال لإطلاق نار قرب حاجز “قلنديا” العسكري.

ويشير التقرير إلى الارتفاع الملحوظ في عدد عمليات المقاومة خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، والذي سجّل تنفيذ 90 عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وأدت لإصابة ثلاثة إسرائيليين.

جيل يصعب تدجينه

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية من جهتها، نقلت عن أحد ضابط قيادة جيش الاحتلال في منطقة الضفة الغربية تأكيده على أن قيادة جيش الاحتلال المسؤولة عن الضفة الغربية يوقنون أن الانخفاض الذي طرأ على عدد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين، لا يعني بالضرورة تراجع تصاعد الانتفاضة.

وقال الضابط: "إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وإن قادة كتيبة الضفة تدرك أن ما هو قادم أشد وأعنف".

الصحيفة الإسرائيلية التي نشرت مقتطفات من سلسلة مقابلات أجرتها مع قادة جيش الاحتلال المسؤولة عن احتلال الضفة الغربية أكدت أن كلام هؤلاء الضباط نابع من تجارب سابقة لهم بحكم خبرتهم بالشبان الفلسطينيين الذي لا يكلون ولا يملون من ملاحقة الجنود الإسرائيليين، حتى وصلنا لقناعة أن هؤلاء الشبان من الجيل الجديد لا يمكن تدجينه.

وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الضباط الذين حاورتهم أجمعوا على أن الأوضاع آخذة بالتصاعد تحت جنح الظلام، وأن تقارير لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية صاغتها من خلال ما تمكنت من جمعه من معلومات تشير إلى أن هؤلاء الشبان يخططون لما هو أقوى وأقسى من عمليات الطعن والدهس.

ما يجري بالخفاء أعظم

وتطرق أحد ضباط جيش الاحتلال إلى عمليات شنتها قوات الاحتلال في قرى منطقة الخليل بينها قرية سعير التي تعتبر بحسبه "مثالا لبؤر الإرهاب الفلسطينية" إذ خرج منها 12 شابا نفذوا عمليات، خلال شهرين ونصف، حيث نفذ الجيش بحس الضابط العشرات من العمليات داخل القرية لملاحقة عائلات هؤلاء الشبان وفرض عقوبات عليهم.

ويشير ضابط آخر في جيش الاحتلال إلى نشاط مشترك قام به جيش الاحتلال بطريقة غير مباشرة في قرية بدرس، غربي رام الله، وهي قرية محاذية لجدار الضم والتوسع، حيث أن هذه القرية خرجت العديد من منفذي العمليات خلال فترة قصيرة.

وأوضح الضابط، أن قيادة جيش الاحتلال أعطت أوامر بالموافقة على شق طريق كانت بلدية القرية قد تقدمت به وألحت عليه لحاجتها الضرورية له، ما دفع  رئيس البلدية ومدير المدرسة في القرية، بحسب مزاعم الضابط، لمنع أي تظاهرة أو احتجاج شعبي ضد الاحتلال في البلدة.

في حين يقول ضابط ثالث للصحيفة: "إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدرك تماما أن ما يجري من خلف أعينها أكبر وأعظم مما تستطيع رؤيته وكبح جماحه في الضفة الغربية، وأن الانتفاضة الجارية ستقفز لمستوى عال من العنف وسيدخل جيل جديد أكثر وعيا وقوة من جيل 13 عاما الذين لا يقدرون سوى على حمل السكاكين".

وأضاف الضابط، "استطاعت عملية القدس التي هي اكبر دليل على هذه التقديرات، أن تجبر قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على تغيير قواعد اللعبة، والدخول في معترك جديد يعيدها لشهور الانتفاضة الثانية التي أصابت الإسرائيليين أجمعهم، وأن ما أسسته "إسرائيل" خلال السنوات العشرة الماضية من إحكام للقبضة والحكم بالنار والحديد للفلسطينيين، سينهار".