شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يعاقب حماس على فوزها في بيرزيت

هيئة التحرير

رام الله – قدس الإخبارية: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، حملة اعتقالات طالت عددا من قيادات حركة حماس، بعد مداهمة منازلهم في مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة.

وقالت مصادر في الحركة: "إن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من القيادي سائد أبو البهاء وعمرو أبو غوش وحسين أبو كويك، من منازلهم في رام الله، والقيادي أحمد مفارجة من بلدة بيت لقيا قرب رام الله، وجميعهم أسرى محررون من سجون الاحتلال".

انتخابات بيرزيت

تأتي هذه الاعتقالات في صفوف حماس بعد ساعات من فوز ذراعها الطلابي بأغلبية مقاعد مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت في الانتخابات التي جربت امس بمشاركة 5 كتل طلابية اخرى على رأسها ذراع فتح الطلابي "حركة الشبيبة" التي حصدت 21 مقعدا.

وبحسب مراقبين ومحللين سياسيين فإن قوات الاحتلال فضلت الرد وبسرعة على هذا الفوز، لإدراكها خطورة الرسالة التي بعثها هذا الفوز والمتعلقة بالنهج الذي تسير فيه حماس بالضفة الغربية، والذي باعتقاد قادة الاحتلال سرعان ما يصلهم ضربته.

حركة حماس من جهتها اعتبرت فوز كتلتها في انتخابات بيرزيت  يمثل "مبايعة جديدة لخيار المقاومة".

وقالت الحركة في بيان لها: إن ذلك الفوز رسالة دعم وإسناد لانتفاضة القدس، ودليل على قوة حركة حماس رغم كل التحديات التي تتعرض لها".

منع تعافي حماس

من جهته قال المحلل والخبير في الشؤون الإسرائيلية علاء الريماوي "إن هذه الاعتقالات التي طالت قيادات نخبوية في حماس بالضفة إنما هي محاولة من قبل الاحتلال للتأثير على معنويات الحركة ومحاولة سرقة احتفالاتها بفوزها بالانتخابات الطلابية في جامعة بيرزت".

وأضاف في حديث ل"شبكة قدس" أن "الاحتلال يعمل على تعزيز دائرة الاعتقال النخبوي في الضفة، من خلال محاولة التأثير على كل حدث وكل مناسبة ممكن أن تعتبر إيجابية لأي نهج يعارض سلطتها، واعتقال قادة بهذا الحجم في حماس بالضفة جزء من هذه الحرب المعنوية التي تشنها قوات الاحتلال على نهج حماس المقاوم لها".

وأوضح الريماوي أن الاحتلال الإسرائيلي يتعامل بمنهجية إعادة الاعتبار لأي حدث حتى ولو بعد انتهائه، فعلى سبيل المثال شن هذه الحملة على قيادات حماس بعد صدور نتائج انتخابات الجامعة وإعلان فوز حماس، بهدف التأثير على محاولات إعادة بناء الحركة وضربها ومنع تعافيها في الضفة".

وعن تأثير هذه الانتخابات على الحركة أوضح الريماوي أن هذه الاعتقالات هي منهج تتخذه قوات الاحتلال ضد حماس منذ سنوات، وقد أثبت عدم نجاعته، فها هي تدخل انتخابات مجلس طلبة وبمنافسة شرسة مع كتلة فتح الطلابية، وأمام نظام احتلال لم يرحمها طوال الشهور الماضية، غير انهم انتصروا مرة أخرى ولم يؤثر فيهم كل هذه المجريات".

حالة مجتمعية

وحول إمكانية اعتبار فوز حماس في انتخابات بيرزيت تصويت مجتمعي على مكانة حماس الحقيقية في الضفة وبالتالي ترجيح لكفة نهج حماس أكد الريماوي هناك عدة عوامل مجتمعة أثرت على هذا الاستطلاع النخبوي والذي صوت لصالح نهج حماس، والذي يمكن اعتبارها عوامل ترجيح لكفة حماس على غيرها من الفصائل الفلسطينية في الضفة.

أولى هذه العوامل بحسب الريماوي، تصريحات قيادة السلطة في الفترة الأخيرة التي أصابت المجتمع الفلسطيني بخيبة كبيرة من فتح، بالإضافة إلى الشعور الغاضب من المجتمع الفلسطيني تجاه حركة فتح خاصة في ملف المعلمين وما تبعه من سلوك في ملف الضمان الاجتماعي.

كما أن حركة التطبيع الذي تقوده بعض الرموز في حركة فتح وفر مادة قدح كبيرة تجاه فتح إلى جانب التنسيق الأمني وتكرار التصريحات من قبل قيادة الأمن الذي جعل أبناء فتح يعيشون بغصة كبيرة من هذا الملف.

كما أن حضور صورة حماس المعذبة في الضفة الغربية أورثها نوع كبير من التعاطف في الشارع الضفاوي، بالإضافة للحالة المتعاطفة مع حماس والكارهة لفتح، والمحتجة على فتح كلها ستؤسس لحركة داعمة وقوية لحركة حماس في الضفة الغربية.

إلى جانب هذا كله أكد الريماوي على أن أداء الذراع العسكري لحماس كتائب القسام المقاوم كان له دور كبير في استمالة إعجاب المجتمع الفلسطيني بالحركة.

اهتمام إسرائيلي

في هذا السياق، لاقت انتخابات جامعة بيرزيت اهتماما إعلاميا واسعا من قبل الإعلام الإسرائيلي الذي سلط الضوء على مجريات الانتخابات في الجامعة على اعتبار أنها أهم جامعات الضفة الغربية، منذ اليوم الأول للدعاية الانتخابية وحتى ظهور نتائج الانتخابات.

ونشرت العديد من وسائل الإعلام وخصوصا موقع والا العبري تقارير أوردت فيها نشاطات الكتل الطلابية خلال الدعاية الانتخابية وما حملتها من وسائل لاستمالة الطلاب للتصويت لصالحها كل كتلة عملت بما يتناسب ورؤيتها ومنهجها.

في الوقت ذاته، شنت العديد من وسائل الإعلام حملات تحريض على كتلة حماس الطلابية في الجامعة، تتهمها بالتحريض على العنف ضد الإسرائيليين من خلال عرضها مجسمات لصواريخ وطائرات استطلاع استخدمتها كتائب القسام خلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، بالإضافة لرفعها صورا للعديد من الشهداء من منفذي العمليات خلال الانتفاضة الجارية