القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: بدت القدس العتيقة خالية من المستوطنين اليوم، كما خلت المدينة من الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، حدث ذلك بعد أسابيع من التحضير لعيد حافل بالنشاطات التهويدية والاحتفالات في قلب القدس وداخل مسجدها، لكن النتيجة قوات عسكرية كبيرة في كل ركن من المدينة دون أن تجد هذه القوات من تحميهم، فالخوف قطّع قلوبهم ولم تحملهم أقدامهم.
فالقناة الإسرائيلية الثانية أقرت بأن ساحة البراق بقيت خالية من المستوطنين، كما هو الأمر في بقية البلدة القديمة التي تحولت لثكنة عسكرية، حيث دخل القدس العتيقة 800 أجنبي بينهم 700 سائح والبقية مستوطنون، وقد تركز دخول المستوطنين في الفترة الصباحية التي شهدت اقتحام الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
ومنذ ساعات الصباح جرى تشغيل القطار الهوائي القريب من حائط البراق لنقل السياح والإسرائيليين، إلا أن مشغله اضطر لتحريكه فارغاً ذهاباً وإياباً، حسب ما قاله "دانييل" من مشروع القطار بالقدس، مشيراً إلى خلو المكان تقريباً من الزوار.
ونقلت القناة عن مستوطنة قولها إن أختها عندما علمت بنيتها زيارة القدس قالت لها إنها مجنونة، فيما تساءل باوك وهو صاحب محل مجوهرات بالبلدة القديمة عن أسباب وجود الجيش والشرطة في كل زاوية، معتبرا أن ذلك يمنع التنقل بحرية ويثير الخوف.
أبناء القدس لاحظوا تغيب المستوطنين فعلا، ويؤكد شهود أن القدس في سنوات خلت قبل الانتفاضة وكذلك قبل العدوان على غزة كانت تتحول لمستوطنة واسعة ترى فيها المستوطنين يتجولون ويحتفلون ويعربدون ويقومون بتصرفات استفزازية، وهو ماغاب تماما هذا اليوم.
وسبق أن حذرت أذرع الاحتلال العسكرية بشدة من احتمالية استهداف التجمعات الإسرائيلية بالقدس خلال العيد، وخلال ذلك فجر الشهيد عبدالحميد أبوسرور عبوة ناسفة داخل #باص12 جنوب القدس، وأصاب 21 مستوطنا بجروح بينهم مستوطنان إصابة كل منهما وصفت بأنها خطيرة.
ويعلق المختص في شؤون القدس راسم عبيدات قائلا، إن الاحتفالات بعيد الفصح جاءت بالفعل أضعف بكثير مما كان متوقعا، وهذا يرجع إلى الخوف الذي أصاب كل أركان (المجتمع الإسرائيلي) نتيجة التحذيرات المتواصلة، وبعد عملية #باص12 التي أثبتت لهم أن التحذيرات ليست مجرد كلام في الهواء.
ويرى عبيدات، أن هذا الهروب الإسرائيلي للاحتفال خارج القدس يعكس انعدام ثقة الجمهور الإسرائيلي بقيادته العسكرية، مضيفا أن وزير الجيش موشيه يعلون ورئيس أركانه غادي ايزنكوت أكدا أن الأوضاع ذهبت باتجاه الهدوء وأن القدرات العسكرية الكبيرة للجيش نجحت في إخماد الانتفاضة، وبعد ذلك جاءت عملية #باص12 لتثبت كذب هذه المزاعم وليتأكد الإسرائيليون أن الوضع مرعب وأن الانتفاضة لم تتوقف بل إنها تهدأ وتشتعل من حين لآخر.
وشهد المسجد الأقصى اليوم مشاركة 115 مستوطنا في الاقتحام خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وقد تخلل ذلك محاولات لأداء طقوس تلمودية داخل المسجد أدت لمشادات كلامية تطورت إلى عراك بالأيدي بين الحراس وقوات الاحتلال.
ويعلق عبيدات بأن هذا الاقتحام وإن كان أوسع من الاقتحامات طوال الأسابيع الماضية، إلا أنه يعتبر ضعيفا قياسا بما كان يجري التحضير له، حيث ألقت منظمات الهيكل المزعوم بكامل ثقلها ليشارك الآلاف في الاقتحامات، إلا أن خوف المستوطنين كان أقوى من كل شيء ومنع المشاركة في الاقتحام مثل ما منع الاحتفال بالعيد.
تجدر الإشارة إلى أن مركز "كيوبرس" الإعلامي كشف عن اقتحام مستوطنين للأقصى عدة مرات اليوم وخلال عدة دفعات، بهدف رفع عدد المشاركين في الاقتحام لإظهار أن المشاركة عالية وأن محاولاتهم لم تنته بالفشل.