القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: يقولون: "الي بخاف من (العفريت) بيطلعله"، هذا المثل الشعبي العربي انطبق على "إسرائيل" فعلا في الأيام الماضية، فما من حديث في الصحافة الإسرائيلية وقبل ذلك في الأوساط السياسية والعسكرية طغى مؤخرا على الحديث عن المخاوف من عمليات قوية للمقاومة خلال عيد الفصح اليهودي، وقد جاءت عملية #باص12 تصديقا لهذه المخاوف وزادتها.
فدولة الاحتلال شرعت مؤخرا بإصدار قرارات إبعاد طالت العشرات من كبار السن والنساء والشبان عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، كما امتثل القضاء لدعوة نتنياهو إلى اعتقال رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، الذي وصفه نتنياهو بأنه صاعق التفجير في الأقصى، وكل ذلك في سبيل منع تحول البلدة القديمة والأقصى تحديدا والقدس عموما لساحة حرب.
غير أن عملية #باص12 وتنفيذها في القدس من قبل خلية جميع أفرادها من بيت لحم كما أعلن الاحتلال، أكد أن الخوف يجب أن يكون أكبر من حدود القدس، وهذا ماظهر فعلا في حديث المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" نوعام أمير، الذي أكد أن حالة من القلق تسود أجهزة الأمن الإسرائيلية خوفا من التصعيد تزامنا مع العيد، "لأن التجمعات اليهودية خلال الأعياد قد تشكل هدفا مناسبا للمقاومة، وهو ما يستلزم تعزيز القوات الإسرائيلية في القدس المحتلة والضفة الغربية"، كما قال.
ونقل أمير عن ضابط كبير قوله إن أحوال الطقس الجيدة في الأيام القادمة ستدفع الإسرائيليين للقيام بجولات سياحية أكثر، وبالتالي سيكون المزيد منهم خارج منازلهم، وهو ما سيضطر قوات الأمن للانتشار في الأماكن العامة في ظل ما لدينا من معلومات تشير إلى إمكانية حدوث تصعيد حقيقي من قبل الفلسطينيين.
وأضاف الضابط، "صحيح أننا نشهد فترة هدوء مستمرة، لكننا نستعد لمرحلة تصعيد قد تنفجر في أي لحظة، والتوقيت المناسب لها هو فترة الأعياد".
ولم يختلف الرأي كثيرا لدى ضابط آخر في شعبة الأبحاث بالاستخبارات العسكرية "أمان"، أثناء حديثه لصحيفة "إسرائيل اليوم"، حيث أكد أن "الانخفاض الحاصل في عدد العمليات الأخيرة بالضفة الغربية لا يعني أننا أمام طي صفحة هذه الموجة من العمليات الفلسطينية، بل هو انخفاض مرتبط بالدرجة الأولى بالحراك العسكري العملياتي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي، وأسباب أخرى".
ورأى الضابط، أن ما يضع المزيد من الصعوبات أمام الدوائر المختصة في "إسرائيل" لتحديد طبيعة وسقف هذه العمليات أن من يقوم بها هم الجيل الفلسطيني الجديد، المسمى جيل الإنترنت، المكون من فتيان يهاجمون "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية و"جيل الآباء القدامى والتنظيمات التقليدية"، وهو ما يعقّد الوضع أكثر، حسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال فرض طوقا عسكريا على الضفة الغربية، ومنع دخول الفلسطينيين إلى القدس والداخل المحتل بما في ذلك العمال، كما منع دخول المصلين من قطاع غزة أمس الجمعة إلى الأقصى، وأعلن أن حاجز بيت حانون لن تمر منه سوى الحالات الإنسانية.