شبكة قدس الإخبارية

أطباء غزة ينجحون حيث فشل أطباء الاحتلال

مصطفى البنا

غزة – خاص قُدس الإخبارية: لم تكن الشابة جهاد عسلية أبو عبدو (25 عاما) تتوقع أن تعود الفرحة إلى قلبها مجددا، بعد المآسي التي خرجت بها من عدوان عام 2014، والتي ودعت فيها زوجها وطفلتها وشقيقها في قصفٍ نال من بيت عائلتها في شمال قطاع غزة، هذا إضافة لطرحها مصابةً بقدمها طريحة الفراش منذ ذلك الحين.

فجهاد عانت منذ إصابتها من رحلةٍ علاجٍ طويلة ومريرة بين مستشفيات غزة ومصر والداخل المحتل، لم تحصد منها سوى المزيد من البؤس، ولم تفلح كل المحاولات الرامية إلى إنقاذ ساقها المصاب، وفقًا لما يرويه والدها عدلي عسلي.

ويضيف عسلية لـ قُدس الإخبارية، أن الأمر انتهى بهم إلى ترقب بتر قدمها بعد حالة اليأس من رحلة العلاج الصعبة، وهذا ما أقره الأطباء في مستشفى "تل هاشومير" الإسرائيلي الذي عرضت عليه جهاد.

لكن المفاجئ بالنسبة لعسلية وابنته كانت أن عودتهما إلى غزة شكلت محطة أملٍ جديدة في طريق علاجها المتوشح بفقدان الأمل. يتابع قائلًا، "حين عدنا إلى غزة أعاد طاقم الأطباء في مجمع الشفاء الطبي النظر في تقارير تحليل وصورة الأشعة الخاصة بجهاد، ثم قرروا إجراء عملية جراحية لاستخراج البلاتين الذي كان موجودًا في قدمها، ومن ثم البدء في رحلة علاجية جديدة".

استشاري جراحة العظام والمفاصل في مجمع الشفاء الطبي الدكتور عدنان البرش أوضح أن جروح جهاد تعرضت للالتهاب وبدأ العظم يتآكل؛ بعد إجراء 12 عملية جراحيةٍ لها في مستشفى المقاصد بالقدس لتنظيف الجروح وتثبيت الكسور وزراعة مسمارٍ نخاعي في قدمها، لكن ومع محاولات العلاج الحثيثة هذه إلا أن حالتها ازدادت سوءًا، فأقر المستشفى بعدم قدرته على التعامل مع حالتها.

البرش وهو أحد أفراد الطاقم المشرف على علاج جهاد، قال أيضًا إن الطاقم الطبي في مستشفى الشفاء اطلع على الحالة الطبية للشابة المصابة، وقرر إخراج المسمار النخاعي المعدني، وتمت العملية بنجاح رغم تفاجئه والطاقم المصاحب له بالحالة المهترئة التي وجدوا عليها قدم جهاد، والإغلاق المحكم للمسمار المعدني.

ويشير البرش إلى أن الفريق الطبي ثبت جهاز TSF المتقدم في ساقها، مبينا "نحن بصدد تطبيق خطةٍ علاجية مستقبلية تقوم على وضع رقع عظمية سندخلها إلى القطاع مع أحد الوفود الطبية التي ستزوره قريبًا".