شبكة قدس الإخبارية

أكاديمية المقاومة.. جامعة القدس منبت الفدائيين

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: يدرك المتابع لأحداث الانتفاضة الحالية وما يرافقها من موجة عمليات نوعية ينفذها شبان فلسطينيون، أوجعت الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى ما تكشف عنه سلطات الاحتلال من محاولات لتنفيذ عمليات وخلايا ناشطة تعمل بالخفاء في منطقة القدس المحتلة، وما يكشف عنه من بنى تحتية لتلك الخلايا، أن كل تلك الفعاليات المقاوِمَة في تلك المنطقة لم يكن ليكتب لها الوجود لولا وجود بيئة عامة تحتضنها شعبيا وماديا وحتى أكاديميا.

فمن ناحية الحاضنة الشعبية تبين خلال الانتفاضة الجارية صورا متعددة عكست صورة الشعب المتفاني في خدمة قضيته وحاملي مسؤولية الكفاح من أبنائه، فرأينا كيف التقطت الأهالي عائلات الشهداء منفذي العمليات وآووهم إلى صدورهم.

57029745991392640360no

في القدس وبالتحديد في قرية أبو ديس، خرج عشرات الشبان ممن حملوا على عواتقهم مسؤولية الدفاع عن بلدهم ومقدساتهم من صرح أكاديمي وبيئة مفعمة بحب التضحية والفداء ليكونوا وعلى مدار الشهور الستة الماضية من عمر الانتفاضة الجارية، منارة الفداء بعدما كانوا جزء من منارة العلم التي لطالما أغاظت المحتل على مدار السنين المديدة من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ أن تأسست عام 1984.

هي جامعة القدس في أبو ديس، التي كال لها الاحتلال آلاف التهم بتخريجها ل"الإرهابيين" بدلا من الأطباء والمهندسين والمدرسين، وتصدرها المشهد الدائم في موجة العمليات التي طالت جنود الاحتلال ومستوطنيه على مدار السنوات الثلاثين الماضية.

57029620891893640360no

واليوم تخرج صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية  بعنوان بالبنط العريض على موقعها الإلكتروني تتهم فيه الجامعة بأنها باتت "أكاديمية للإرهاب" ومعقلا يولد منه عشرات الفدائيين.

فمن مهند الحلبي مفجر عمليات الطعن مطلع الانتفاضة الجارية والذي يدرس في كلية الحقوق بالجامعة وحتى الإعلان عن اكتشاف مصنع للمواد المتفجرة يشرف عليه ثلة من طلبة الجامعة في منطقة أبو ديس، كانت هناك العشرات من الفعاليات التي احتضنتها الجامعة كلها جاء في سياق البيئة الأكاديمية الحاضنة لتلك العمليات.

570295101001195640360no

تقول يديعوت في تقريرها الذي نشرته اليوم الأربعاء: "أصبحت جامعة القدس، التي من المفترض أنها تدرس الجيل القادم من الأطباء والأكاديميين الفلسطينيين، عشا لعشرات الأفراخ من مشاريع الاستشهاد في الانتفاضة الجارية من الفتى الذي نفذ عملية الطعن في البلدة القديمة بالقدس، إلى الخلية المسؤولة عن إنشاء مصنع للمتفجرات وخططت لتنفيذ تفجيرات وزرع عبوات ناسفة في قلب القدس، فالاحتفالات التي ينظمها الطلاب داخل حرم الجامعة احتفاء بمنفذي العمليات، كل هذا يجعلها في مقدمة المؤسسات التعليمية التي تخرج الفدائيين".

وتشير الصحيفة إلى أن الحلبي الطالب في كلية الحقوق في الجامعة قد أصبح رمزا من رموز التضحية لدى شريحة عريضة من الشباب الفلسطيني، وفي ذات الوقت وخلال الشهور الأولى من الانتفاضة الجارية تشكلت العشرات من نقاط الاشتباك بين قوات الاحتلال وطلاب الجامعة، حاول خلالها الشبان الفلسطينيون هدم جزء من جدار الضم والتوسع المحيط بالجامعة، بالإضافة لإصابة عدد من جنود قوات حرس الحدود بنيران وزجاجات وحجارة هؤلاء الطلاب.

5702545099084640360no

كما وأشارت الصحيفة إلى الخليلة التي أعلن جهاز مخابرات الاحتلال اكتشافها قبل حوالي شهرين في بلدة أبو ديس، والتي كشفت عن امتلاكها مختبرا متطورا لتصنيع المتفجرات ويشرف عليه ثلة من الشبان جميعهم من طلاب جامعة القدس، كما تم الكشف عن وجود بنية تحتية متقدمة أعدت بهدف التخطيط لتنفيذ العمليات التفجيرية ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في المنطقة، وأسفر هذا الكشف عن اعتقال ما يزيد عن 25 شابا معظمهم طلاب في الجامعة.

كما احتضنت الجامعة، بحسب الصحيفة، قبل عدة أسابيع احتفالا لتكريم عائلات الشهداء من منفذي العمليات خلال بهاء عليان، الذين نفذ عملية الطعن برفقة صديقه بلال غانم في القدس في أكتوبر الماضي وقتل فيها 4 مستوطنين وأصيب عدد آخر بجراح مختلفة، وكان هذا الاحتفال تحت رعاية "المجلس الأعلى للرياضة والشباب"، واستقطب هذا الحدث حوالي 2500 طالبا الذين شكلوا سلسلة بشرية للقراءة وهي ما كان يطمح فيه عليان قبل تنفيذه العملية.

وتأسست جامعة القدس في عام 1984، وبالإضافة إلى الحرم الجامعي الرئيسي في أبو ديس يوجد فروع لها في حي الشيخ جراح وبيت حنينا والبلدة القديمة في القدس المحتلة، ولها فرع بمدينة رام الله، ويبلغ عدد طلابها 13 ألف طالب وطالبة من القدس والضفة الغربية المحتلتين.