ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: أجمع المحللون العسكريون والنقاد الإسرائيليون على أن الرسالة التي تلقاها الإسرائيليون من خلال الإعلان عن تمكن قوات الاحتلال من اكتشاف نفق لحماس يخترق الحدود وينتهي قرب مستوطنة كرم أبو سالم أمس زادت شعور الخوف لدى الإسرائيليين ورسمت صورة مغايرة للصورة التي دأبت قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية على رسمها لسكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة والتي "اتسمت بالكذب والخداع بأن لا أنفاق تخترق الحدود على سكان المستوطنات الاطمئنان"، بحسبهم.
كما اكد المحللون على أن النفق المتكشف بين مدى التطور الذي أدخلته حركة حماس بشكل خاص على آليات بناء الأنفاق، يعكس قدرتها على استخلاص العبر من الحوادث القديمة التي أثرت على نجاعة تلك الأنفاق، وأدت لكوارث عديدة أودت بحياة العديد من مقاتليها.
جيل جديد من الأنفاق
فبحسب "رون بن يشاي" المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقد كشف الكشف الإسرائيلي عن مدى الدقة وقدرة حماس اللامتناهية باستخلاص الدروس من حوادث انهيار الأنفاق السابقة، والتي أودت بحياة العديد من مقاتليها، حيث كشف النفق المكتشف أن حماس باتت تشيد أنفاقا أكثر مقاومة لعوامل الطبيعية والانفجارات، وبأعمال أبعد من سابقاتها.
وأوضح بن يشاي أن النفق المكتشف جرى تقوية جدرانه بشكل عرْضي بدلا من الشكل الطولي الذي أثبت عدم نجاعته خصوصا في موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت القطاع خلال فصل الشتاء الجاري.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى مقاومته للأحوال الجوية، فإن طريقة تصفيحة أيضا اتسمت بالقدرة على تحمل الضغط العالي، ولا تتأثر بفعل الانفجارات أو الاهتزازات القوية.
وفيما يتعلق بالرسالة التي وصلت الإسرائيليين، اكد "بن يشاي" على أن الإسرائيليين باتوا على يقين الآن بأن هناك العديد من الأنفاق التي حفرتها حماس والتي ربما تمر من أسفل بيوتهم، وبالتالي كانت نتائج هذا الكشف سلبية بحيث زاد درجة الخوف لدى سكان المستوطنات القريبة من غزة.
تطور عمل المقاومة
من جهته قال وزير البناء والإسكان بحكومة الاحتلال ورئيس أركان جيش الاحتلال السابق "يوآف غالانت" "إن حركة حماس وأساليب عملها دائمة التغير والتطور، والنفق الأخير أثبت سوء في فهم الأقوال التي خرجت بعد العملية الأخيرة على غزة بأن قوات الجيش تمكنت من تدمير معظم الأنفاق التي حفرتها حماس في غزة، والحقيقة أن المعظم من هذه الأنفاق تضرر فحسب".
ودعا غالانت جيش الاحتلال إلى ضرورة أقلمة نفسه مع التطورات التي تحدثها حماس، من تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية للكشف عن هذه الأنفاق التي تعتبر ذخيرة استراتيجية للحركة، بحسب غالانت.
وحذر غالانت من إقدام حركة حماس على تنفيذ عملية كبرى تتمكن فيها من أسر إسرائيليين تؤدي لانفجار الأوضاع ونشوب جولة مواجهة جديدة في غزة، على الرغم من انعدام المؤشرات التي تدل على قرب نشوب حرب، وقال: "إن من يحفر نفقا يخطط لاستخدامه في النهاية".
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت أمس عن تمكنها من اكتشاف فوهة نفق يخترق الحدود مع قطاع غزة داخل إحدى المستوطنات القريبة من القطاع، فيما أكدت كتائب القسام الذراع العسكري لحماس أن النفق المكتشف قديم وقد نفذت من خلاله عمليات كثير لصد العدوان البري على القطاع إبان العدوان الأخير صيف العام 2014.