شبكة قدس الإخبارية

فصائل تبارك عملية القدس.. من نفذها إذن؟!

هيئة التحرير

القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: باركت فصائل فلسطينية عملية تفجير عبوة ناسفة بحافلة للمستوطنين جنوب القدس المحتلة مساء اليوم الإثنين، ما يطرح تساؤلا حول أسباب امتناع أي فصيل عن تبني العملية.

وأعلنت مصادر إسرائيلية اليوم عن إصابة 21 مستوطنا بجروح متفاوتة بينها إصابتان وصفتا بأنهما خطيرتان، وقد تضاربت الأنباء أولا حول خلفية الانفجار، قبل أن يؤكد الاحتلال أنه تفجير مقصود بواسطة عبوة ناسفة، مرجحا أن يكون منفذها شاب من القدس.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن العملية رسالة تأكيد على استمرارية الانتفاضة في وقت يزعم فيه الاحتلال انخمادها وانحسار وهجها، مضيفة أن العملية تعتبر أيضا "دليلا على حيوية المقاومة كخيار متجذر في العقل والوجدان الفلسطيني"، وفق بيان صادر عن الحركة.

وباركت كتائب شهداء الاقصى - جيش العاصفة العملية واعتبرها رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وطالبت بالمزيد من العمليات.

وقال الناطق باسم حماس أسامة بدران، إن العملية "أولى بشائر المقاومة التي تجهز على الدوام لمفاجأة العدو في كل أماكن تواجده"، مشيدًا بالطريقة التي نفذت فيها العملية.

وأضاف بدران، أن كل من توهم انتهاء الانتفاضة "بدا له المشهد واضحا اليوم بأن الشعب يصر على المضي بها رغم كل الصعوبات"، مضيفًا "أن هذه العملية تؤكد للقاصي والداني بأن شعبنا لن يتخلى عن طريق المقاومة، وأن فيه رجالا يخططون ليل نهار من أجل الدفاع عن كرامة شعبهم"، حسب قوله.

بدورها حملت الجبهة الديمقراطية حكومة نتنياهو المسؤولية عن عمليه القدس، معتبرة أنها "جاءت نتيجة ارهابها المنظم ضد شعبنا من اﻻعدمات للاستيطان والتهويد واﻻعتقاﻻت"، مباركة هذه العملية التي "تدلل على استمرارية الانتفاضة ومقاومتها".

من جانبها باركت لجان المقاومة الشعبية عملية القدس ووصفتها بـ"البطولية"، واعتبرتها ردا طبيعيا علي "جرائم العدو"، داعية إلى المزيد من الضربات الموجعة. كما باركت الجبهة الشعبية العملية وأكدت أنها تطور مهم في مسار الانتفاضة الحالية.

من نفذ العملية؟!

مواقف الفصائل بعد عملية الحافلة جاءت مشابهة لمواقفها بعد عمليات الطعن والدهس التي نفذت خلال الانتفاضة وقبلها أيضا، ما يثير الانتباه إلى خلفية هذه العملية، وإن كانت المقاومة تقصد عدم تبنيها، أو أنها نفذت فرديا، وفي الحالة الأخيرة فإن هذا يعني تطورا لافتا العمل الفردي المقاوم بانتقاله من الطعن والدهس إلى تفجير العبوات الناسفة داخل الحافلات.

ويجيب المحلل السياسي علاء الريماوي على هذا التساؤل مبينا أن الفصائل الفلسطينية لم تعلن عن عملياتها منذ سنوات بالضفة، وأنها لا تميل إلى الإعلان عنها لأسباب أمنية تتعلق في جانب منها بالسلطة الفلسطينية والإجراءات المضادة، وكذلك بإجراءات الاحتلال.

ورأى الريماوي في حديث لـ قُدس الإخبارية، أن العملية بحجمها ونوعيتها تشير بشكل أو بآخر إلى أنها تنظيمية وليست فردية، في إشارة إلى أسلوب تنفيذ العملية وضخامة الانفجار الذي أحدثته والآثار التي تركها في الحافلة التي احترقت بالكامل واختفت معالمها.

ويؤيد الكاتب والمحلل خليل شاهين الفكرة ذاتها، فيشير أولا إلى غياب أي معلومات تفصيلية حول العملية وكيف تمت، ما يجعل من الصعب التكهن بهذه العملية وتقدير من يقف خلفها، لكنه رجح أن تكون العملية تنظيمية لا فردية على الأغلب، مؤكدا أنه في حال كانت العملية فردية فإن على الأغلب من يقف خلفها ناشط سابق في أحد التنظيمات، "ولهذا أبعاد أيضا"،

وأضاف شاهين لـ قُدس الإخبارية، أن الفصائل تتجنب تبني العمليات مؤخرا كما كان في السابق، وذلك حتى لا تؤثر على أي جبهات أخرى، وفق قوله.

تجدر الإشارة إلى أن الأذرع العسكرية في دولة الاحتلال لم تعلن عن تفاصيل تنفيذ العملية لكنها أكدت أنها لم تكن نتيجة خلل فني أو حادث عرضي كما أشارت الشبهات أول الأمر، وقد تواردت أنباء عن أن منفذ العملية اعتقال بعد إصابته وبتر قدمه، وأنه شاب من أحد أحياء مدينة القدس المحتلة.