شبكة قدس الإخبارية

كشف الاحتلال.. بهرجة إعلامية بلا إنجاز

٢١٣

 

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: لم يكن الكشف الباهت الذي أعلنت عنه قوات الاحتلال اليوم بتمكنها من اكتشاف فوهة نفق في قلب إحدى التجمعات الاستيطانية على الشريط الحدودي مع قطاع غزة يتناسب مع حجم الدعاية الإعلامية التي سوقتها قوات الاحتلال وأذرعها السياسية والأمنية منذ أسبوع مضى، حول توصلها لإنجاز أمني مهم خلال الأيام الماضية، سيشكل طعنة قاصمة في ظهر المقاومة الفلسطينية في غزة.

انقلاب السحر على الساحر

فمنذ عدة أيام تسوق حكومة الاحتلال وجيشها وأجهزتها الأمنية لهذا الحدث الذي ظنت أوساط إسرائيلية مختلفة أنه سيكون إنجازا تاريخيا للجيش على صعيد مواجهته مع المقاومة في غزة، غير أن الحدث بصورة باهتة وعده مختصون بأنه يأتي في سياق محاولات حكومة الاحتلال وجيشها من أجل طمأنة سكان المستوطنات المحيطة بالقطاع خصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها أحد ضباط جيش الاحتلال مؤخرا حول وجود ترجيحات لدى أجهزة الاحتلال الأمنية باندلاع مواجهة جديدة مع غزة الأمر الذي أثار ذعر المستوطنين.

ssssss

هذه النظرية أكدها العديد من المحللين السياسيين الإسرائيليين الذي قالوا: "إن الحكومة والجيش الإسرائيليين، وفي ظل الحديث المتواصل من قبل قادة الجيش عن الترسانة العسكرية التي تبنيها حركة حماس لنفسها والتي لم تتوقف عمليات تطويرها خلال الفترة التي أعقبت نهاية الحرب الأخيرة على غزة، سيضطران لتقديم إنجازات ولو صورية لسكان المستوطنات المحيطة بغزة لطمأنتهم وتهدئة فرائصهم المرتعدة من مجرد التفكير بوجود نفق أسف بيوتهم".

ويستطيع المتابع لأخبار الاكتشاف الجديد لجيش الاحتلال أن يلحظ الفشل الذريع للجهاز الدعائي الإسرائيلي الذي اوقع نفسه في مأزق عندما أكد على أن النفق المكتشف يتجاوز الحدود مع غزة لمسافة 200 متر داخل حدود التجمع الاستيطاني "أشكول"، لتهويل حجم إنجازه، غير أنه سيكون له نتائج عكسية على نفسيات المستوطنين وعقولهم التي لم تفكر خلال العام ونصف الماضيين سوى في هذه القضية فقط.

هذا الإعلان من قبل جيش الاحتلال فتح أبواب جهنم على هؤلاء المستوطنين الذين باتوا متأكدين بوجود عدد من أنفاق المقاومة الفلسطينية قد اخترقت الحدود ربما وصلت أسفل بيوتهم، وأن النفي الذي غالبا ما كان يرد به قادة الاحتلال ما كان سوى محض كذب، ولم يرتكز على حقيقة عملية، الأمر الذي من شأنه أن يجعل تصريحات قيادة جيش الاحتلال عن هذه الأنفاق في المستقبل محط شك لدى هؤلاء المستوطنين.

69484726981098640360no

رد القسام

ولم يتأخر الرد من قبل كتائب القسام صاحبة الشأن في هذا الموضوع، والتي حملتها قوات الاحتلال المسؤولية عن حفر هذا النفق الممتد لمئات الأمتار داخل أراضي غزة ويتفرع منه عدة فوهات.

فقالت الكتائب في بيان لها: " "إن ما أعلنه الاحتلال الإسرائيلي من كشف لفوهة نفق للمقاومة على حدود غزة، ليس إلا نقطةً في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها، وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها".

وأضافت القسام في بيان لها، أن "العدو يعلن عن اكتشاف نفق شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينما لم يتجرأ على نشر كافة التفاصيل والمعلومات والحقائق أمام شعبه".

وأوضحت الكتائب في بيانها أن "ذلك جاء بعد انتقادات كبيرة لقادة الاحتلال العسكريين والسياسيين، وفي خضم حالة الرعب التي يعيشها المستوطنون في محيط غزة، وبعد شهورٍ طويلةٍ دفع خلالها بمقدراتٍ هندسيةٍ وتكنولوجيةٍ رهيبة وآلاف الجنود والخبراء، وفي سبيل تحقيق إنجاز يغطي على حالة الذعر التي يعيشها كيانه، وحالة الفشل المتراكم التي تعيشها المؤسسة السياسية والعسكرية".

وشددت القسام في بيانها على أنها ستحتفظ لنفسها بحق نشر كافة التفاصيل التي أخفاها الاحتلال الإسرائيلي في الوقت المناسب.

وأكدت على أن "إعلان الاحتلال عن اكتشاف نفق للمقاومة، بعد مناورةٍ إعلاميةٍ مكشوفةٍ، هي محاولة منه لتقليد ومحاكاة أساليب كتائب القسام".

2125573-5

3 قضايا يخشاها الاحتلال

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد تحدثت قبل أيام أن ثلاثة مواضيع حساسة يعتبرها قادة الاحتلال أكبر خطر قادم من غزة يهدد دولتهم، وهي (الأنفاق، الكوماندوز البحري، والصواريخ بعيدة المدى)، وبحسب يديعوت أحرونوت فإن هذه القضايا الثلاثة باتت تشكل رأس سلم أولويات أجهزة الاحتلال الأمنية.

ففيما يتعلق بالأنفاق، أصبحت قيادة جيش الاحتلال متأكدة بحسب “يديعوت”، أن المقاومة في غزة تمكنت من حفر عدد غير قليل من تلك الأنفاق ذات القدرات القتالية المختلفة، وتشير بعض تقديرات جيش الاحتلال أن بعضها قد اخترق الحدود بالفعل وأصبحت تشكل مصدر قلق للجنود قبل المستوطنين.

وفيما يتعلق بالتهديد الثاني “الكوماندوز البحري”، تؤكد أوساط عسكرية وأمنية بجيش الاحتلال أن حماس لا تزال مستمرة في بناء هذه الوحدة التي تمكنت من قلب مستويات القتال في الحرب الأخيرة على القطاع، وهي إحدى ورقات حماس التي باتت قوات الاحتلال تحسب لها ألف حساب، خصوصا وأنها تحوي على عناصر مدربين بمستويات عالية، وقادرين على التخفي والوصول حيث يخططون.

أما التهديد الثالث فهو الصواريخ بعيدة المدى، فلا تزال الأوساط الأمنية والعسكرية تؤكد أن حماس بشكل خاص وباقي الفصائل على رأسها الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، تمتلك العشرات منها.

وتقول الصحيفة: “هذه التهديدات الاستراتيجية شكلت ولا تزال تشكل نقطة ضعف لدى سكان المناطق المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، وإذا ما نجحت إحدى هذه التهديدات في تحقيق مبتغاها فإن الخوف من هروب سكان تلك المناطق بلا رجعة سيكون واقعا ملموسا، ما لم تفعل القوات شيئا أمام أعين هؤلاء السكان”.

أمام هذه الأخطار الثلاثة وفي ظل الحديث عن اكتشاف نفق داخل الحدود مع قطاع غزة، أصبح محتما على قادة الاحتلال تقديم تفسيرات لكل ما دار من أحاديث نفي بوجود نفق قادم من غزة ويخترق الحدود ليشكل تهديدا استراتيجيا لسكان المستوطنات القريبة الذين بدأوا قبل أشهر بسماع أصوات حفر أسفل منازلهم، ودخلوا في حالة هوس لم يستطع الاحتلال وأذرعه الأمنية تخليصهم منها.