شبكة قدس الإخبارية

كيف يعمل الاحتلال وأذرعه الأمنية لوقف عمليات المقاومة؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: اعترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تقرير نشره موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي اليوم السبت بأنها غير قادرة على السيطرة بالشكل الكامل على موجات العمليات الفدائية الفلسطينية التي تعلو وتخفت بين حين وآخر، بحيث أصبح هؤلاء الشبان منفذو العمليات هم المتحكم الأول والأخير بنغمة هذه الانتفاضة التي انطلقت منذ مطلع أكتوبر الماضي.

فشل أمني

وقال الموقع إنه "ومنذ انطلاق الشرارة الأولى لهذه الانتفاضة حاول الجيش الإسرائيلي بكافة أذرعه العسكرية والأمنية وبالتعاون مع أجهزة السلطة الفلسطينية وضع خارطة افتراضية للنهج الذي يسير عليه منفذو العمليات من الشبان فتيان وفتيان فلسطينيين، في محاولة لوقف هذه الانتفاضة التي أنتجت ظواهر غير مألوفة يشارك فيها كافة الشرائح الاجتماعية الفلسطينية من عمر 15 سنة حتى عمر 60 سنة، غير أن تلك الأجهزة والقوات لم تحصل بعد على الوصفة التي يمكن أن يقال عنها أنها مثمرة ولديها نصيب وافر من الحظوظ للانقضاض على هؤلاء الشبان ووقفهم قبل حتى خروجهم من منازل عائلاتهم لتنفيذ عملية طعن أو دهس أو إطلاق نار ضد الإسرائيليين جنود ومستوطنين في الضفة والقدس وحتى في مدن الداخل".

1994333-5

وينقل الموقع عن أحد ضباط جيش الاحتلال قوله: إنه "قد تكون تلك الأجهزة قد نجحت في رسم تلك الخارطة التي مكنتها من تحديد أماكن انطلاق العمليات لكن النتيجة كانت بالاتجاه المعاكس متساوية، فبالقدر الذي تمكنت تلك القوات من إحباط المزيد من عمليات الفلسطينيين كان عدد متساوي ينجح في تنفيذ عمليته وبطريقة موجعة أحيانا، ومن خلف أعين أجهزتنا الأمنية".

ويشير التقرير إلى وقوع 25 عملية في قلب مدينة الخليل، و12 عملية على مفترق مستوطنة "عصيون" بين الخليل وبيت لحم، و14 في منطقة حاجز زعترة شمال الضفة وفي نابلس، و14 عملية على طريق التفافي رام الله، وبالإجمال وقعت في منطقة الضفة الغربية 55 عملية إطلاق نار، و85 عملية طعن، و30 عملية دهس، وهذه المعطيات لا تشمل العمليات التي وقعت داخل المدن المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة.

ويشير التقرير إلى الانخفاض الملحوظ في عدد العمليات الفلسطينية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث وقعت 17 عملية، بينها 3 عمليات إطلاق نار و6 عمليات طعن وعمليتي دهس و6 عمليات أخرى نفذها فلسطينيون من سكان الضفة داخل العمق الإسرائيلي.

محاولة فهم الفدائيين

2099460-5

ويوضح التقرير أن جيش الاحتلال وأذرعه الأمنية حاولت صياغة عدة للدخول لعقلية منفذ العمليات بدأت بزيارة بعضهم الذين لم يستشهدوا خلال عملياتهم التي نفذوها ويقبعون الآن في سجون الاحتلال.

وينقل الموقع عن أحد ضباط مخابرات الاحتلال تأكيده أنه قام بعدة زيارات لعدد من هؤلاء الفتية داخل وأجرى أحاديث مطولة معهم بهدف فهم الظاهرة ومعرفة أبعاد ما يجري في عقلية هؤلاء الشبان بشكل مباشر.

ويقول الضابط: "في إحدى المرات سألت أحد المعتقلين داخل زنزانته "لماذا قمت بهذه العملية؟ فأجابني برد غاية في البساطة: "حيث يوجد يهود ننفذ العمليات"، في حين أظهرت إجابات بعضهم طابع التقليد بشكل لافت في نوازع هؤلاء الشبان لتنفيذ العمليات.

خريطة حرارية

1946907-5

الطريقة الثانية التي حاول فيها الاحتلال واجهزته الأمنية فهم هذه الانتفاضة برسم خارطة للأماكن الأكثر سخونة، وضعت عليها مواقع بعض البيوت التي يفترض أن بداخلها شاب يحدث نفسه بعملية وكان يشار إليه باللون الاصفر".

كان لمدينة الخليل، بحسب الخريطة، النصيب الأكبر على هذه الخريطة باعتبارها أكبر تجمع مركزي للفدائيين حيث خرج منها 30 منفذا، وخرج من بلدة سعير بالمحافظة 12 منفذا، ومن ضواحي القدس المحتلة خرج 17 منفذا، و10 خرجوا من نابلس ومثلهم من بلدة قباطيا في جنين، وأماكن أخرى حددتها الخارطة كأماكن أقل سخونة خرج منها مالا يزيد عن 5 منفذين .

ويشير الموقع إلى أن تلك الأجهزة صنفت العمليات ضمن ثلاثة مجموعات:

  • عمليات موجهه من قبل المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس.
  • "إرهاب شعبي"، يشمل إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة والمشاركة في أعمال "الإخلال بالنظام العام".
  • عملية بإلهام منفذين آخرين، وضمت هذه الفئة على وجه الخصوص عمليات التقليد المتأثرة بما يسمى "التحريض.

ويوضح التقرير أن أجهزة الاحتلال الاستخبارية عمدت ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق الانتفاضة الجارية، إلى توثيق غالبية المظاهرات التي كانت معروف مسبقا موعد انطلاقها، من خلال تصويرها بكاميرات احترافية، فتراكمت صور كبار مشجعي التظاهر على طاولة رجال الشاباك الذين سارعوا لاعتقالهم وفي أوضاع معينة تم الاستعانة بقوات المستعربين التابعة لما يسمى بحرس الحدود المعروفة باسم "يماس يهودا والسامرة"، إضافة إلى وحدات المستعبرين "دوفدفان" للتسلل الى قلب المظاهرات واعتقال متظاهرين أثناء تظاهرهم وقد تسرب جزءا من عمليات الاعتقال هذه عبر وسائل الاعلام لكن جزءا آخرا لم يتكشف حتى الآن.

نموذج قرية سعير

2010996-5

وتمثلت المرحلة الثانية من محاولات أجهزة الاحتلال الأمنية لوقف الانتفاضة، بشن عمليات هجومية في محيط منازل المنفذين، أطلق عليها اسم "نموذج قرية سعير"، وهي قرية فلسطينية في منطقة الخليل يبلغ عدد سكانها 20 الفا وخرج منها 12 منفذا خلال الاشهر الستة الماضية غالبيتهم من طلاب نفس المدرسة وفرضت عليها قوات الاحتلال إغلاقا داخليا سمحت خلاله بالدخول الى القرية لكنها منعت الخروج منها وقامت باعتقال بعض السكان للاشتباه بهم كمحرضين وتم سحب تصاريح العمل من أبناء عائلة منفذي العمليات كما أجرى الشاباك وقوات الجيش محادثات "تحذيريه" مع عائلات المنفذين ومراكز القوة في القرية والمحيط ودخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى المدارس بالتنسيق مع مدراء هذه المدارس وصادرت سكاكين وذلك كنوع من عمليات الردع ونجح هذا "النموذج" في إعادة الهدوء إلى سعير وخفض مستويات اللهب وتم استنساخ هذا النموذج في أماكن أخرى ضمن "خارطة الأماكن الساخنة".

ويقول الموقع "خلال هذه المرحلة، تم هدم 13 منزلا لمنفذي العمليات، من اجل خلق رادع لدى منفذي العمليات، ومن أجل خلق نوع من الضغط من قبل الآباء على الأبناء لمنع أولادهم من الخروج وتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، ولكن هذا الأسلوب غالبا ما تغلب عليه الفلسطينيون بتكوين جمعيات شعبية لدعم أسر الشهداء لإعادة بناء منازلهم التي هدمتها السلطات الإسرائيلية".

2029377-5

عمليات استخبارية

شنت اجهزة الاحتلال الأمنية، بحسب موقع "والا"، عمليات استخبارية بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، حاولت من خلالها رصد وتحديد هوية "منفذين محتملين"، أعلنوا نيتهم تنفيذ عمليات عبر تلك الوسائل الاجتماعية.

عمدت تلك الأجهزة لشن حملة تحذير لبعض مستخدمي تلك المواقع عبر هواتفهم الخاصة، كما تم شن هجوم على بعض وسائل الإعلام الفلسطينية التي اتهمت ببث "التحريض"، في الضفة الغربية، واقتحام مطابع طبعت فيها بيانات، وجامعات مقرات للكتل الطلابية في تلك الجامعات.

كما عمدت قوات الاحتلال إلى مصادرة عشرات السيارات المخارط، ومداهمة مصانع تصنع المواد المتفجرة والوسائل القتالية، بالإضافة لتعقب بعض مصادر الأموال التي كانت تستخدم لدعم المنتفضين، ووسائل التحريض، بحسب زعمهم.

وأشار الموقع إلى أن قوات الاحتلال، خلال هذه العمليات تمكنت من مصادرة، 107 قطع سلاح، و600 ألف شيكل.

ويقول الموقع إنه "صحيح أن العمليات الفلسطينية قد خفتت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وهو ليس بمجهود الأجهزة الامنية الإسرائيلية وحدها، وإنما من قبل الفلسطينيين من تلقاء أنفسهم، وهم نفسهم قد يعمدوا في أية لحظة لإشعال النار تحت "طنجرتهم" التي حتما ستصل لدرجة الغليان، الأمر الذي تخشى فيه تلك الأجهزة من تسجيلها الفشل مرة أخرى في مواجهته، وقد يكون ذلك خلال الأسبوع المقبل حيث سيقتحم المستوطنون المسجد الاقصى خلال عيد "الفصح اليهودي" الذي يصادف يوم الجمعة المقبل".