إن كان الدكتور سلام فياض متابعا جيدا لبرنامج محبوب العرب فهذا شأنه وحده، ولكن عليه أن يرحمنا من تصريحاته ودعواته وحشده لأبناء الشعب والمؤسسات من أجل الوقوف مع محمد عساف المشارك في البرنامج بدلا من توجيه عقول الشعب نحو مصيره المجهول والمرتبط بالقضايا العالقة.
د. سلام: هل أصرح لَكَ بشعوري الذي قد أعاقب عليه!
شعرت للولهة الأولى التي قرأت فيها ما كَتَبتَهُ على صفحتك في الفيس بوك أنك كمن يدعوا راقصات للسير في جنازة شهيد، فنحن شعب شيعنا شهداء الحركة الأسيرة منذ أيام وسنشيع المزيد منهم لاحقا ويا أسفي على الخجل الذي واريتموه التراب.
نحن أيضا نُقًدِر الموسيقى لدرجة أنها تُسَهِل من موتنا المُحقق بسبب تصريحاتكم الغريبة والتي لا شأن لها بواقعنا لكن كان من الأجدر بك أن تدعوا كافة أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته لدعم "الأسير الشاب" سامر العيساوي إبن القضية بدلا من دعوتك لهم بدعم "النجم الشاب" محمد عساف.
إعتبرتَ فوز محمد هو فوز لفلسطين ونسيتَ أن إنتصار الأسرى والعيساوي هو انتصار لكل للشهداء واللاجئين ولنا "نحن شعب الجبارين سابقا".
طلبت من الشعب أن يرسل ال SMS من أجل التصويت له وأنت تعلم جيدا أن ثلثي الشعب لا يملكون ثمن رسالة في هواتفهم.
للحظة تمنيت لو أن هناك برنامج "كرامة آيدل" كي نرى تشجيعك للعيساوي.
د. سلام، إن استمرت هده التصريحات سوف يُشل أمل الشعب الفلسطيني ويموت مذهولا بتصريح ما.
الأدهى والأمر ذلك الصوت الذي يصدح من خارج فلسطين ويعتبر نفسه اللحن المميز في زمن مليء ب"أصوات النشاز السياسي التي تقسم الوطن وتشتت شملنا"، محمد دحلان الذي دعى "ليكن صوت محمد عساف صوت وحدة تجمعنا وسفير فلسطين، بصوته مصمم على النضال بكل الأشكال والوسائل من أجل تحقيق حريته وإعلاء راية فلسطين".
يا الله كم لدينا عاهات في هذا الوطن! لن أستغرب إن إعتبر دحلان في تصريحه أن صوت عساف هو جهاد في سبيل الله والوطن ومقاومة شعبية سترفع من قدر القضية وتُلقي بالعدو في البحر.
يبدو أنك يا دحلان نسيتَ أن الأسرى هم من يريدون الحرية ويجوعون من أجل ترقيع كرامتكم المهترئة وإعلاء راية الحق التي حولتموها لخرقة بالية تمسحون بها أحذية الخجل.
لَكَ الله يا عيساوي، فالمسؤول مشغول بالبرامج الغنائية، ونصف الشعب يشجع الريال مدريد وبرشلونة أما النصف الآخر جلس يستهزئ بما دعى إليه فياض بدليل التعليقات التي تسخر من تجويعه للشعب وإهماله لقضاياه ومن ثم طلبه منهم مشاركته في النسيان والتفرغ لإرسال رسائل تصويت لمحبوبه العسافي.
إخجلوا ... فإن كنتم تعتقدون أنكم تدخلون التاريخ عندما تزجون بأرقامكم القياسية في كتاب غينس فسيمتلئ مخزون غروركم وتبقى كرامتكم جائعة.
إخجلوا ... فالأسرى ينتمون للظلام من أجل أن ينعم أمثالكم بالضوء.
إخجلوا ... فشهدائنا ليسوا "مبتدأ" في لغة الغياب المتكرر، وأسرانا ليسوا "مستثنى" من أولوياتنا، هم "خبرا" مفزعا يُكتب على صفحات ضمائركم التي شارفت على الجفاف، و"درسا" آخرا وليس أخيرا لطفولة تطلعاتكم، و"سطرا" مشرفا في مجلدات تخاذلكم، وحدثا في قلب التاريخ المشتاق لأخبار ما بعد استشهاد أسير وما بعد اغتيال قائد وما بعد اعتقال ثائر.
إخجلوا .. فأسرانا حركة لن تجيد التوقف في لغة الغضب ولا السكون في ساحات الهزائم المتألقة بقبعات السلام وسراويل المفاوضات المهترئة.