مخيم اليرموك – قُدس الإخبارية: بلغت المعاناة ذروتها في مخيم اليرموك المحاصر وتقطعت أوصاله مجددا، نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ أيام بين تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، ليطلق سكان المخيم نداءات إلى جهات عديدة لتحييدهم ما يحدث بين الفصيلين المتناحرين.
وأفادت مصادر محلية، أن الاشتباكات العنيفة جعلت من غير الممكن على عشرات العائلات الموجودة في أماكن مختلفة من المخيم الخروج من الأماكن الساخنة إلى مناطق أكثر أمنا، كما منعتهم بشكل كامل من الحصول على المياة المستخرجة من الآبار الارتوازية، في ظل قطع النظام السوري المياه عن المخيم منذ أكثر من 500 يوم.
ومنذ الخميس الماضي لم يتحرك سوى صهريجين لتعبئة المياه في ثلاث أو اربع مناطق من المخيم، فتواجد الآبار في مناطق ساخنة وعدم قدرة الصهاريج على التحرك في جميع المناطق أدى إلى شلل في عملية استخراج المياه وتوزيعها.
ويطالب السكان المحاصرون داخل المخيم تنظيمي "داعش" و"النصرة" بإيقاف الأعمال القتالية لمدة ست ساعات ليتسنى للمدنيين العالقين في أماكن الاشتباك الخروج إلى أماكن آمنة، وليستطيع الأهالي المحاصرين التزود باحتياجاتهم.
وطالب السكان النظام السوري والفصائل الفلسطينيه الداعمة له بإعادة ضخ المياه إلى المخيم وعدم استعمال المياه كسلاح ضد المدنيين الأبرياء، "لأن هذه السياسة لم تؤثر إلا علينا كأهالي المخيم، وحجم القوة الضخم التي يستخدمها الطرفين ضد بعضهما البعض منذ يوم الخميس تؤكد أنه لا ينقصهم أي سلاح أو عتاد، ولم يتأثروا بالحصار".
كما يطالب السكان أيضا منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والأنروا بتحمل مسؤولياتها ازاء المعاناة المستمرة والمتجددة كل حين، وعدم دفن رؤوسهم بالتراب، حيث لم نسمع منهم كلمة عن المأساة الحالية في المخيم.
وناشدوا وسائل الإعلام السورية والفلسطينية والنشطاء الإعلاميين أن يكونوا صوتاً "في وقت أرهق العطش حناجرنا وحناجر أطفالنا"، حسب ماجاء في استغاثة السكان.
هذا وأكد السكان استمرار إجبار النظام السوري الأهالي على الاعتماد على المساعدات الضئيلة التي تقدمها المؤسسات الإغاثية -والتي كان من المفترض أنها مساعدات إسعافية - واستمراره بالحصار، جعل الوضع العام هشّاً، يمكن أن يصل إلى الحضيض مجدداً نتيجة أي حدث يطرأ على المخيم.
وكان تنظيم "داعش" تحالف مع جبهة النصرة وهاجما أوائل العام الماضي مخيم اليرموك، ثم احتلاه بالكامل في شهر نيسان، إلا أن خلافات وقعت بين الجانبين مؤخرا دفعت "داعش" لمطالبة "النصرة" بإعلان توبتها وتسليم مسلحيها وقائدها أنفسهم للتنظيم، وهو ما رفضته جبهة النصرة لتندلع اشتباكات عنيفة يتخللها استخدام أسلحة ثقيلة من الجانبين.