فلسطين المحتلة – قُدس الإخبارية: "أطلقنا قذائف على مسجد اختبأ فيه بعض السكان، فجرنا البيوت لأنه إذا لم يكن للعربي بيت فليس له مكان يعود إليه". بهذه الثقة يروي يرحميئل كهنوفيتش أحد جنود عصابة "البلماح" بفخر عن مشاركته في جرائم قتل الفلسطينيين وطردهم، خلال حرب عام 1948 التي هجّر فيها آلاف الفلسطينيين، وعرفت لاحقا باسم النكبة.
اعترافات كهنوفتيش نقلتها قبل أيام صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، حيث أوضح أنه خاص أول معركة له وكانت في منطقة "الكريوت"، وفيها قاتل كهنوفيتش كقناص، وتركت المعركة التي يصفها القاتل بأنها صعبة آثارا على جسده.
ويوضح كهنوفيتش، أنه كان يفجر البيوت والمساكن كأمر اعتيادي "وليس قصة كبيرة"، كما يقول، مبينا أن الهدف حينها كان طرد الفلسطينيين ودفعهم إلى النزوح من أماكن سكنهم، "عليك أن تفهم؛ فجّرنا البيوت، فإن لم يكن للعربيّ بيت؛ فليس لديه مكان يعود إليه، فطالما وُجدت البيوت والقرى سيرغب دائماً بالعودة، المعادلة بسيطة جدًا".
ويتطرق كهنوفيتش عن معارك اللد والرملة، فيوضح أن عصابته أطلقت قذائف مضادة على مسجد وعلى منازل، ما أدى لـ"سحق الجميع" حسب وصفه، ويضيف، "لا أعرف العدد، لكنهم كانوا كثر".
ويقول، إنه وقف على رأس القناصة فوق الوادي الذي هرب بواسطته هرب أبناء الأرض الذين بقوا في مناطقهم، "وكل من نزل كان يتلقى حزمة من الرصاص"، مشيرا إلى أن إحدى القرى قرب الرملة كانت فارغة بعد 45 دقيقة بفعل عمليات القنص والذبح التي نفذوها.
ويتحدث كهنوفيتش أيضا عن معارك جرت شمال غرب بحيرة طبريا، ويبين أنهم كانوا ينتقلون من قرية لأخرى طاردين أبناء هذه المناطق، وفي إحدى القرى نزح السكان عبر قوارب إلى الضفة المقابلة، فأطلق كهنوفيتش الرصاص على القارب وأحدث فجوة فيه، ومضى دون أن يهتم لمصير من كانوا في القارب.
ويزعم الجندي القاتل أنه كان يشعر بالسوء لقيامه بهذه الأفعال، ويدعي أيضا أنه لم يكن حينها يكره العرب، لكنه يستدرك، أن ما فعله كان "ردة فعل لأن الفلسطينيين هم من بدأوا الحرب"، حسب زعمه.
وعرضت اعترافات القاتل كهنوفيتش في عرض لجمعية "ذاكرات" الإسرائيلية استمر لثلاثة أشهر، وكانت المقابلة معه واحدة من 25 مقابلة مع جنود آخرين من عصابة "البلماح"، وذلك في المعرض الذي حمل عنوان، "أرشيف مشترك – شهادات واعترافات جنود صهاينة من عام 1948".
ويقول كهنوفيتش إنه لا يتذكر من أجرى المقابلة معه، كما أنه لو كان يعلم بأن اعترافاته ستستخدم في هذا المعرض لما كان قد تحدث عنها.
وأظهر المعرض المذكور اعترافات مباشرة من أفواه الجنود الذين اشتركوا في عمليّات الطرد والتهجّير والإذلال والقتل للفلسطينيين. وقد علق متحدث باسم الجمعية على ذلك قائلا، "مرة أخرى يعترف الجنود في المقابلات المصوّرة، كم كان الطرد والتهجير من القرى والمُدن سهلاً ومُمنهجاً؛ فقط أطلقوا النار وهم هربوا".
وأضاف، "شهادة كهنوفيتش في قصّة الإبادة الجماعيّة في مسجد اللّد- والذي قتل فيها حوالي 200 من سكّان القرية- ليس فيها أي جديد؛ لكنّها المرّة الأولى التي تظهر فيها هويّة من أطلق القذيفة القاتلة، وعلى لسانه هو، ومؤسف حقا أنه نادم على اعترافه، ورده هذا يظهر صعوبة تحمّل مسؤوليّة الأعمال الوحشيّة لكثير من الإسرائيليين الذين شاركوا بالأعمال التي اعترف بها عام 1948".