شبكة قدس الإخبارية

شهادات مروعة: جيش الاحتلال عذّب فتية أمام عائلاتهم داخل منازلهم

هيئة التحرير

الضفة – قُدس الإخبارية: يتعمد جنود الاحتلال التنكيل بالأطفال وتعنيفهم خلال اقتحام منازلهم لتفتيشها أو لاعتقال أحد أفراد العائلة، حتى لو لم يكن هذا الطفل هو المطلوب اعتقاله أو حتى لو لم يقم أي من سكان المنزل بمقاومة الجنود. هذا ما ورد في تقرير للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال نشرته اليوم الجمعة.

التقرير الذي أعده فرع فلسطين في الحركة العالمية وثق حالتين جرى فيهما ضرب فتيين والتنكيل بهما، أحدهما الفتى أحمد الميمي (16 عاما) من بلدة بيتونيا غرب رام الله، والذي قال للحركة إنه استيقظ عند الساعة الثانية والنصف من فجر الخميس (17/شباط/2016) ليجد ثمانية جنود مقنعين يحيطون به وهو ممدد على سريره في غرفة نومه.

وأضاف الميمي، أنه اعتقد للوهلة الأولى أنه في حلم، لكن ما إن بدأ باستيعاب الموضوع حتى بادر أحد الجنود بجره عن السرير وإسقاطه أرضا، ثم انهال عليه مع بقية الجنود بالضرب مستخدمين أيديهم وأرجلهم وأعقاب البنادق، بينما كان أحمد يستنجد بوالده ويحاول تفادي الضربات بيدي.

وتابع، "قيدوا يداي خلف ظهري بمربط بلاستيكي وشدوه كثيرا، كما قيدوا قدماي أيضا بمربط بلاستيكي، وطلبوا مني الوقوف والسير، فقلت لهم إنني لا أستطيع ذلك، فما كان من أحدهم إلا وقام بشدي من شعري لإرغامي على الوقوف، ومن ثم أمسكني اثنان منهم وسارا بي لخارج الغرفة".

وعند وصوله باب الغرفة مجرورا إليه وجه أحد الجنود ضربة له بعقب البندقية على الجانب الأيسر من وجهه، ليشعر بألم شديد وفقدان للتوازن.

وأوضح أحمد، أن الجنود أخذوه إلى الغرفة التي احتجزوا فيها بقية العائلة وتركوه عندهم مقيد اليدين والقدمين، ثم غادروا المنزل بعد اعتقال عمه (30 عاما)، لتفك العائلة قيود ابنها وتنقله إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لمعالجته من آثار الضرب.

وأفاد التقرير الطبي الذي صدر بعد فحص أحمد، أنه عانى من رضوض وكدمات في مقدمة الرأس، وكذلك في الكتف الأيمن واليد اليمنى، لكن الأصعب أن أحمد أصبح يخاف النوم وحيدا في غرفته، ويشعر دائما أن جنود الاحتلال يحيطون به، كما بات يخاف الخروج من المنزل ليلا، حسب ما أفاد به للحركة.

جريمة أخرى وثقها تقرير الحركة العالمية وقعت في جنين فجر الثلاثاء (3/آذار/2016)، وكان ضحيةَ الجنود فيها الفتى أحمد عرقاوي (17 عاما)، عندما اقتحموا منزله قرابة الساعة الثانية فجرا بعد تفجير باب المنزل. في تلك الليلة أمسك الجنود أحمد من رأسه ودقوه في الجدار عدة مرات.

 وقال أحمد في إفادته، إن أحد الجنود سأله عن اسمه فأجابه أحمد ليرد الجندي بضربه مرة أخرى بالجدار، قبل أن يحشروا العائلة المكونة من 8 أشخاص في حمام المنزل.

وأضاف، "سحبني الجنود نحو غرفة النوم وأحاط بي ثلاثة منهم بعد أن كبلوا يداي خلف ظهري بمربط بلاستيكي واحد، وكنت أسمع أصوات تكسير وتخريب في كافة أرجاء المنزل، ومن ثم انهال علي الجنود الثلاثة بالضرب بأرجلهم وأيديهم وأعقاب بنادقهم، وكان الضرب يتركز على رأسي وصدري والأجزاء العلوية من جسمي، فشعرت بالغثيان وآلام شديدة برأسي".

استمر الأمر على هذا الحال لنصف ساعة، وخلال ذلك أمسك جندي برأس أحمد وضربه بمرآة كانت في الغرفة لتنكسر متسببة بجرح في الجهة اليمنى من الرأس، قبل أن يخرجه الجنود لصالة المنزل ويوقفه أحدهم إلى الجدار ثم يشد يده على عنقه، في حين أحضر جندي آخر كأس ماء وسكبه في فمه بينما واصل الجندي الأول الضغط على عنق أحمد وخنقه، وكذلك ضربه بيده الثانية على رأسه وصدره.

وأوضح أحمد أن الجنود اقتادوه إلى الحمام حيث يحتجزون أهله، وقال له أحدهم، "انظر إلى أهلك كيف يبكون، انظر ماذا فعلنا بالبيت"، وعندها شعر بغثيان شديد وغاب عن الوعي بشكل جزئي، فوضعوه داخل الحمام وأخذوا شقيقه (21 عاما) ليعذبوه هو أيضا.

وبعد نحو ساعتين ونصف انسحب جنود الاحتلال من المنزل، لينقل أحمد العرقاوي إلى مستشفى جنين الحكومي حيث تبين أنه يعاني من رضوض وكدمات في مختلف أنحاء جسده جراء تعرضه للضرب.

يشار إلى أن المواثيق الدولية تصنف الإنسان تحت سن (18 عاما) بأنه مايزال في عمر الطفولة، ما يجعل جرائم جيش الاحتلال تصنف على أنها جرائم بحق الأطفال، علما أن دولة الاحتلال تواجه انتقادات من منظمات حقوق إنسان دولية بسبب انتهاج جيشها سياسة اقتحام المنازل ليلا.