نابلس – قُدس الإخبارية: سجن كبير يحيط بمعتصم عليوي من مدينة نابلس، ليس كالسجون المعروفة بغرف مغلقة وأسوار شاهقة أو أسلاك شائكة، بل في هذه الحالة السجن هو الضفة الغربية، وطريق الخروج واحدة هي معبر "الكرامة" أو جسر الملك حسين أو "اللنبي" الذي يمر الفلسطيني من خلاله بثلاث نقاط عسكرية: فلسطينية وإسرائيلية وأردنية.
"توجهت إلى العاصمة الأردنية عمان حيث أعمل وأقيم منذ 6 سنوات، ولحظة وصولي لاستراحة أريحا تم أخذ جواز سفري لمكتب جهاز الأمن الوقائي داخل الاستراحة، وتم إعلامي بأن الوقائي في نابلس أصدر أمر بمنعي من السفر، وكل هذا بطريقة غير قانونية وبدون ورقة رسمية من المحكمة"، يوضح عليوي ما حدث معه في التاسع والعشرين من شهر شباط الماضي لأسباب غير معروفة.
ويضيف معتصم، "إن لم تستطع التنقل في وطنك بحرية فأين تستطيع فعل ذلك، وإن كانت البوابة الوحيدة التي تستطيع منها الخروج إلى العالم كتب عليها بالخط العريض ممنوع من السفر، أو مطلوب للاستخبارات، كيف ستعيش مطمئن البال في بلدك، كيف لن تفكر في الهروب؟".
في اليوم التالي توجه معتصم إلى مقر الأمن الوقائي بنابلس الذي أخبره بأن يعود في وقت لاحق، وتكرر الأمر مرات عدة إلى أن تم في المرة الأخيرة احتجازه لمدة أربع ساعات في زنزانة فارغة لا يوجد بها مكان للنوم او حتى الجلوس، وفق قوله.
بعد ذلك استدعاه احد العاملين في مكتب الحجز في الوقائي وطلب منه المغادرة وابلغه انه ممنوع من السفر حتى اشعار آخر، وطلب منه أن لا يكرر عودته، فلا احد يريد مقابلته ولا يوجد اي معلومات عن السبب.
"صعب جدا أن تكون شاب نشيط ومتطوع في كل شيء من نشاطات تقنية او تدريبية في بلدك ولا تجد التقدير، بل تواجه الحجز والمنع والرفض، لماذا حكومتي تمنعني من حريتي في التنقل و الحركة؟ كم يؤثر هذا ع الشباب ويشجعنا على الهجرة، لأنه بصراحة لماذا اعود وفي كل مرة سيحدث معي هكذا ودون سبب؟"، قال معتصم.
ما يصعب هذا الأمر على عليوي ليس فقط أنه بحاجة للعودة إلى عمله، أو لأنه أضاع الكثير من الفرص أثناء فترة المنع، بل لأنه أيضا يهوى السفر والترحال والتنقل والتخييم واستكشاف الجبال، حيث أنه يحاول تعريف العالم بطبيعة البلاد من خلال صفحة على موقع فيسبوك يكتب ويسجل فيها جولاته ورحلاته في الطبيعة.
يشار إلى أن سياسة المنع من السفر تنتهجها بشكل أساسي دولة الاحتلال بشكل أساسي مانعة مئات الفلسطينيين من السفر بعضهم لأسباب غير واضحة.