رام الله – قُدس الإخبارية: من مديرية الأمن الوقائي إلى المقر العام ثم المستشفى؛ تنقل المعلم أحمد نجيب مفارجة (56 عاما) من بلدة بيت لقيا قضاء رام الله، فيما ابنه الأسير المحرر نجيب يتنقل سرا من مكان لآخر محاولا تجنب الوقوع في قبضة جهاز الأمن الوقائي الذي يبحث عنه "بسراج وفتيلة".
أحمد مفارجة خدم لـ (31 عاما) في مجال التربية والتعليم كمعلم للغة الإنجليزية ثم تقاعد، لكن هذا التاريخ الطويل لم يمنع استدعاءه إلى مديرية الأمن الوقائي في البالوع يوم السبت (26/آذار) للتحقيق معه، ثم تحويله إلى المقر العام في بتونيا ليتم تمديد اعتقاله لمدة 48 ساعة "على ذمة الوقائي"، ويتبع ذلك تمديد الاعتقال على ذمة التحقيق بأمر من النيابة العامة.
وتقول عائلة مفارجة، إن المعلم أحمد "معتقل سياسي" ومتهم "بممارسة نشاطات تنظيمية لصالح حركة حماس"، مضيفة أنه وبعد يومين من اعتقاله اقتحمت قوة من الأمن الوقائي بالزي المدني لكن بالأسلحة منزل العائلة الواقع في بيت لقيا، وهي قرية خاضعة لسيطرة دولة الاحتلال مدنيا وعسكريا.
وحسب ما تقول العائلة، فإن اقتحام قوة الأمن الوقائي للبلدة تم من جهة نقطة عسكرية لجيش الاحتلال مقامة عند قرية "بيت عور الفوقا"، معتبرة ذلك "دليلا على أن الاقتحام تم بالتنسيق مع جيش الاحتلال" وفق ادعائها.
وتوضح العائلة، أن عناصر الأمن الوقائي فتشوا المنزل وصادروا جهازي حاسوب أحدهما محمول "لابتوب"، ثم أبلغوا العائلة بضرورة تسليم نجلها نجيب وهو أسير محرر أفرجت عنه سلطات الاحتلال مؤخرا بعد عامين من الاعتقال الإداري، وذلك مقابل الإفراج عن رب العائلة والد نجيب المعلم أحمد.
منذ تلك اللحظة أصبح نجيب مطاردا للأمن الوقائي وفقا لعائلة مفارجة، يتنقل من مكان لآخر ولا يعود لمنزله حتى لا يتم اعتقاله في أي تفتيش مفاجئ، فيما تواصل اعتقال الأب والتحقيق معه على خلفية التهمة الموجهة له، قبل أن ينتهي الأمر بمفاجأة غير سارة لأحد.
وتبين عائلة مفارجة، أن المعلم أحمد كان يخضع للتحقيق اليوم عندما أصيب بإجهاد ونخزات قوية في منطقتي الصدر والقلب، لينقل إثر ذلك إلى الخدمات الطبية العسكرية التي لم تستطع التعامل مع حالته، ثم ينقل إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله.
وتضيف، أن العائلة وأقاربها وشخصيات من البلدة توجهوا إلى المجمع الطبي، إلا أن الأمن الوقائي رفض السماح لهم بمقابلة المعلم أحمد أو الاطمئنان عليه، لتقع مشادات بين الطرفين انتهت بتدخل "وساطات خارجية" والسماح للجميع بالدخول، مع تقديم الأمن الوقائي مقترحا بإخلاء سبيل المعلم وسير عائلته في الإجراءات اللازمة لذلك بدءًا من يوم غد.
وتعلق العائلة على قرار الوقائي إخلاء سبيل المعلم معتبرة أنه "يمثل محاولة للنزول عن الشجرة، يظن بها الوقائي نفسه ذكيا بالتخلص من المسؤولية التي يتحملها تجاه صحة المعلم أحمد مفارجة كون التدهور المفاجئ بوضعه الصحي حدث خلال وجوده في مقر الجهاز وعند التحقيق معه ... إلا أن العائلة تصر على تحميله المسؤولية حتى في حال تم إخلاء السبيل بالفعل"، حسب قولها.
[caption id="attachment_89088" align="alignnone" width="600"] عناصر الأمن الوقائي عند باب غرفة المعلم أحمد بالمشتفى[/caption] [caption id="attachment_89086" align="alignnone" width="450"] عناصر الأمن الوقائي عند باب غرفة المعلم أحمد بالمستشفى[/caption]