شبكة قدس الإخبارية

الذكرى الـ40 ليوم الأرض.. خالد الزير يحكي قصة نزيف مستمر

سماح دويك

القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: 40 عاما مرت ومازالت الأرض الفلسطينية هدفا لدولة الاحتلال، وعشية حلول الذكرى الأربعين لأحد الأيام الخالدة في القضية الفلسطينية، ارتكبت سلطات الاحتلال جريمة جديدة كان هدفها هذه المرة أرض خالد الزير من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، في اعتداء لم يكن الأول بحق الأرض التي ورثها خالد عن أبيه وجده.

في حي العباسية ببلدة سلوان تملك عائلة الزير أرضا بمساحة 16 دونما، توارثت رعايتها وعنايتها أبا عن جد منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، وهي تملك الوثائق الرسمية التي تثبت ملكيتها لها، كما يقول خالد الزير لـ قُدس الإخبارية. غير أن ذلك لم يمنع إعلان الاحتلال حربه عليها في سياق حرب شاملة على كل ملكية ووجود فلسطيني في القدس.

ويوضح خالد الزير، أن الهجوم على أرضه تقوده ما تسمى "سلطة الطبيعة" التابعة لدولة الاحتلال، مبينا أن هذه السلطة التي يفترض أنها تعنى بالطبيعة خلعت أمس الثلاثاء وقطعت بالمنشار 30 شجرة من الحمضيات والفاكهة والزيتون كان قد زرعها في أرضه، فيما دمرت الجرافات الألعاب التي كان قد أقامها في الأرض لإتاحة الفرصة للأطفال للعب فيها، وخلعت الشبك الحديدي الذي يحد الأرض ويرسم حدودها.

12527886_1188759511149398_1214663391_n

لم يكتفِ الاحتلال بذلك بل فرغ غله على الحيوانات في أرض خالد الزير أيضا، فدمروا أعشاش الحمام وقتلوا صغار الدجاج وهدموا غرفة في الأرض للماشية. يقول الزير، "الله الي بعلم بحالنا، حسبنا الله ونعم الوكيل، الخسارة كبيرة والشجر مثل أولادي كنت أربيه خلعوه ببساطة، بناتي لكل واحدة منهن شجرة باسمها".

ويؤكد الزير أن الاحتلال يمارس تطهيرا عرقيا لهذه الأرض من أصحابها الأصليين، ثم يضيف معلقا، "الأرض هي الأم الأصلية للإنسان، ولن نخرج من هذه الأرض مهما فعلوا".

معاناة خالد الزير لا تقتصر على محاولة اقتلاعه من أرضه، فسلطات الاحتلال هدمت في عام 2013 منزله الذي كان يؤويه مع عائلته المكونة من ثمانية أشخاص هو تاسعهم، ليتخذ من كهف كانت تسكنه عائلته عام 1967 مسكنا له، غير أن الاحتلال طرده من الكهف ليعيد بناء منزل من صفيح وطوب، لكن الأمر انتهى بهدمه مرة أخرى ومصادرة آلات الحدادة والزراعة التي يستخدمها.

قصة خالد الزير لا تمثل استثناء في القدس، بل تأتي في سياق متوافق مع ما لا يعد ولا يحصى من حكايات الاقتلاع والتهجير في المدينة المقدسة.

ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، إن الاحتلال وصل لمراحل متقدمة في تصعيده ضد سلوان بسبب قربها من المسجد الأقصى، وكونها الحاضنة الجنوبية والجنوبية الغربية للمسجد الأقصى والحامية له وخط الدفاع الأول عنه.

ويوضح أبو دياب، أن سلطات الاحتلال تريد أرضا بلا سكان تنفيذا لمبدأ الصهيونية، ما يجعله يعمل على تزوير القدس وتغيير طابعها وهدم ماضيها وسلخها عن حضارتها وإرثها الحضاري، مبينا أن عمليات التجريف ومصادرة الأراضي تحدث بالتزامن مع الحفريات تحت سلوان لتغيير الطابع الإسلامي وإسقاط الطابع التلمودي اليهودي عليها.

ويضيف أن الاحتلال أقام 57 بؤرة استيطانية في سلوان، بوسائل عديدة أبرزها استغلال ما يسمى بقانون أملاك الغائبين، هذا عدا عن الاستيلاء على 18 دونما تابعة للحكومة الأردنية قرب الأقصى أيضا، هذا عدا عن 4500 منزل مهددة بالهدم بعد إصدار بلدية الاحتلال قرارات هدم ضدها بحجة عدم الترخيص، وهناك 12 حيا من سلوان خمسة منها مهددا بالإزالة بشكل كامل لإقامة مسارات تلمودية ومستوطنات.

وتأتي الذكرى الأربعين لـ"يوم الأرض" وسط نزيف متواصل للأراضي الفلسطينية، وهو ما يظهر أيضا في قرار الاحتلال بناء 18 وحدة استيطانية لليهود في قلب جبل المكبر.