شبكة قدس الإخبارية

رد ترامب على بيان حماس يثير استغراب الصحفيين والمحللين الإسرائيليين.. كيف قرأوه؟ 

d4b7f870-4999-4853-a282-afb29c6957ea

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: في خضمّ التفاعلات المتسارعة مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، ساد ارتباك واسع في المشهد الإسرائيلي السياسي والإعلامي على حد سواء. فبينما أظهر ترامب حماسًا واحتفل وكأنّ حركة حماس وافقت بشكل كامل على المقترح، جاءت ردود الصحافة العبرية ومراسليها العسكريين والسياسيين لتكشف عن صورة مغايرة تمامًا، تؤكد أنّ ما جرى لم يكن قبولًا بل محاولة فلسطينية لفتح باب تفاوض جديد على معظم البنود الخلافية. 

المراسل العسكري لموقع واللا، أمير بحبوط، وصف المشهد بأن ترامب “يحتفل وكأن حماس وافقت 100%”، مؤكدًا أن هذا ليس الواقع. وفي السياق نفسه، قال مراسل القناة 14 العبرية إن ترامب وقع في “فخ بيان حماس”، بعدما دعا “إسرائيل” علنًا إلى وقف الهجمات في قطاع غزة، الأمر الذي أظهر الولايات المتحدة وكأنها تتبنى رواية حماس للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

أما المراسل السياسي لإذاعة جيش الاحتلال، فأكد أن واشنطن كسرت قاعدة “عدم التفاوض تحت النار”، مشيرًا إلى أنّ الدراما التي تسود القدس اليوم تعكس حجم الصدمة من قرار ترامب الداعي إلى وقف فوري للقصف باعتبار أنّ حماس “مستعدة للسلام”. مراسلة القناة 12، دافنا ليل، ركزت على أن الأهم هو مطالبة ترامب “إسرائيل” بوقف إطلاق النار إلى حين انتهاء المفاوضات، وهي الخطوة التي كانت تخشاها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية.

الغضب انعكس أيضًا في تغطيات إعلامية أخرى، حيث وصف مراسل القناة 11 الردّ الفلسطيني بأنه “انتصار لعائلة آل الثاني المجرمة”، في إشارة إلى الدعم القطري. فيما نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو فوجئ من إعلان ترامب، خاصة أنه كان يعتبر رد حماس رفضًا لخطة واشنطن، وأكد في مشاوراته ضرورة تنسيق الموقف مع البيت الأبيض لتفادي ترسيخ الانطباع بأن حماس منحت موافقة ضمنية.

المراسل سليمان مسودة من قناة “كان” أوضح أنّ حماس لم تقدّم جوابًا بالموافقة، بل طالبت بالتفاوض على قضايا جوهرية مثل الأسرى والسلطة البديلة في غزة، ورفضت التخلي عن سلاحها. وأضاف أنّ ترامب أجبر “إسرائيل” على وقف القتال مؤقتًا لأجل التفاوض، ما جعل الدول العربية تحقق نصرًا تكتيكيًا جديدًا بعد إدخال نتنياهو تعديلات على الخطة، لتدخل المبادرة برمتها في حالة من التغيير الجذري. قناة “كان” وصفت الوضع بأن ترامب “شوّه سمعة إسرائيل” التي لم تعد قادرة على القول إن رد حماس غير مقبول.

في المقابل، اعتبر مراسل القناة 13، حيزي سيمنتوف، أنّ “حماس خرجت الرابحة من كل هذا”، بينما شدّد المحلل العسكري يوسي يهوشواع على أنّ الجيش الإسرائيلي بات في وضعية دفاعية بعد أن منع ترامب التفاوض تحت النار، مؤكدًا أن رئيس الأركان أصدر أوامر بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الإفراج عن الأسرى.

وبينما يزداد الارتباك الإسرائيلي، يظهر المشهد أكثر وضوحًا في جانب آخر: حماس نجحت في تحويل الخطة الأمريكية إلى منصة جديدة لإعادة التفاوض من موقع قوة، فيما يجد نتنياهو نفسه محاصرًا بين ضغوط ترامب ومطالب الداخل الإسرائيلي، في وقت تبدو فيه “إسرائيل” عاجزة عن صياغة موقف حاسم يوازي خطورة اللحظة السياسية والعسكرية الراهنة.