متابعة قدس: أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 38 ألف اعتداء في الضفة الغربية، في حصيلة غير مسبوقة عكست حجم التصعيد الميداني ومحاولة فرض واقع استعماري جديد. وبيّنت الهيئة أن قوات الاحتلال ارتكبت أكثر من 31 ألف اعتداء، فيما نفذ المستوطنون أكثر من سبعة آلاف اعتداء تسببت باستشهاد 33 مواطنًا، معظمهم في نابلس ورام الله، إلى جانب إشعال مئات الحرائق التي أتت على عشرات آلاف الأشجار المثمرة والأراضي الزراعية.
وأكد التقرير أن المستوطنين أقاموا 114 بؤرة جديدة خلال عام واحد فقط، ما أدى إلى تهجير 33 تجمعًا بدويًا يضم أكثر من 450 عائلة فلسطينية. وتركزت هذه البؤر في محافظات رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفكيك النسيج الجغرافي الفلسطيني وتعزيز السيطرة الاستعمارية.
وفي السياق ذاته، استولت سلطات الاحتلال على ما يزيد عن 55 ألف دونم من أراضي الضفة عبر قرارات عسكرية ومسوغات قانونية، بينها تعديل حدود محميات طبيعية وإعلانات "أراضي دولة". كما شرعت بإنشاء 25 منطقة عازلة حول المستوطنات في شمال الضفة ووسطها وجنوبها، في محاولة لعزل التجمعات الفلسطينية وإحكام السيطرة على الممرات الحيوية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ درست الجهات الاستيطانية الإسرائيلية 355 مخططًا هيكليًا لبناء أكثر من 37 ألف وحدة استيطانية جديدة، تمت المصادقة على نحو نصفها، إلى جانب شرعنة 11 بؤرة وإقرار إنشاء 22 مستوطنة جديدة. وبهذا، تتضح ملامح مشروع يهدف إلى تحويل الاحتلال العسكري إلى استعمار دائم، عبر دمج البؤر الاستيطانية وشرعنتها كأحياء رسمية.
كما كشف التقرير أن الاحتلال نفذ أكثر من ألف عملية هدم منذ أكتوبر، طالت نحو 3700 منشأة، بينها منازل مأهولة ومنشآت زراعية، وتركزت الاعتداءات في القدس والخليل وطولكرم. في الوقت ذاته، سلّمت سلطات الاحتلال 1667 إخطار هدم لمباني فلسطينية، بينها إخطارات إدارية طالت قرية المالحة في برية بيت لحم، في خطوة غير مسبوقة داخل محمية طبيعية تخضع للولاية الفلسطينية.
وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان إن الأراضي الفلسطينية تحولت إلى "مختبر لسياسات استعمارية غير مسبوقة"، حيث يُمنح المستوطن الغطاء القانوني والسلاح في الوقت ذاته، فيما يُحرم الفلسطيني من حقه في السكن والتنقل والبناء. وأكد أن السابع من أكتوبر مثّل نقطة سوداء في جبين الاحتلال ومن يسانده، داعيًا إلى وحدة وطنية شاملة لمواجهة هذه الهجمة الاستيطانية، وتكثيف الجهود الحقوقية والسياسية لفضح المشروع الاستعماري وإفشاله.